arpo37

داخلية السعودية تحذر من التعاطف مع المتسولين

حذّرت وزارة الداخلية السعودية، المواطنين والمقيمين في المملكة، من التعاطف مع المتسولين الذين ينتشرون بكثرة في الشوارع، خلال شهر رمضان، مؤكدةً أهمية عدم تقديم أية مساعدة لهم حتى لا يُستغل هذا الأمر في دعم أي جماعات مشبوهة، من خلال ما يتلقونه من أموال.

وأكدت وزارة الداخلية، أنّ من يقبض عليه متسولاً، ستطبق التعليمات في حقه وترحيله أيّاً كانت جنسيته.

وجاء هذا التحذير بعد أن زاد نشاط المتسولين، في شهر رمضان، بشكلٍ كبير، وابتكر بعضهم طرقاً جديدة لاستدرار عطف الناس، كتركيب أطراف صناعية أو ارتداء ملابس النساء.

بدوره، أكد مكتب مكافحة التسول، أنّ هذه الظاهرة تتصاعد، في شهر رمضان، وبعضهم يحتكر شارعاً معيناً، وآخرون يترصدون المصلين في مساجد محددة، كما يستهدف بعضهم المحال التجارية والأماكن العامة، بينما تخصصت فئة في تسول المنازل، وغالبية هؤلاء ليسوا من المحتاجين فعلاً، بل "عصابات منظمة تحتكر هذا العمل".

وبحسب المختص في الشؤون الاجتماعية، فريد الزهير، فإنّ طرق التسول تتباين، فبعض المتسولين يلجأون إلى تزوير وصفات أدوية باهظة الثمن، بالاتفاق مع أحد الصيادلة، ويطلبون فقط شراء الدواء له، ومن ثم يتقاسمون القيمة مع الصيدلي، وآخرون يلجأون إلى حيلة السيارة المتعطلة، ويزعم أحدهم بأنه كان مع عائلته على سفر وتعطلت بهم السيارة ولا يريد سوى ثمن الإصلاح والبنزين، مع التعهد بإعادة قيمة الإصلاح حال عودته إلى بلاده، وهو ما لن يحدث.

ويوضح الزهير بات التسول ظاهرة في كل مكان في السعودية، ولم تعد الحملات الرسمية كافية للقضاء على ذلك، وأخطر ما في الأمر أن هذه الأموال قد تذهب إلى حسابات التنظيمات الإرهابية، وللأسف يستغل هؤلاء رغبة العطاء التي تزيد لدى الناس في هذا الشهر الكريم".

وتعج الطرق وإشارات المرور بالمتسولين، ولا يكاد يخلو محل تسوق أو بقالة من متسولة تجلس عند الباب مع أطفالها، ويتهم المواطنون مكتب مكافحة التسول بالتساهل معهم، وهو ما ينفيه مدير مكافحة التسوّل في منطقة الرياض، عمر محمد العيد، مؤكداً أن التعاطف مع المتسولين، هو ما يعرقل جهودهم.

ويقول العيد يقوم المكتب بدور كبير في مواجهة ظاهرة التسول، من خلال مباشرة الحالات، وتحويل ملفات المقيمين منهم إلى المديرية العامة للجوازات، والسعوديين إلي مديرية الشؤون الاجتماعية، لمساعدته إن كان محتاجاً فعلاً، سواء كان الضمان الاجتماعي أو جمعية خيرية أو موارد بشرية أو أي جهة أخرى ذات علاقة، مع أخذ الإقرار اللازم عليه بعدم اللجوء مجدداً للتسول".

إلى ذلك، وبحسب دراسة لفريق بحثي تابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فإن مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في السعودية، يشكلون نسبة 86 في المائة من مجموع المتسولين، وكشفت الدراسة، أن ظاهرة التسول في السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة.

وأرجعت الدراسة الأسباب الرئيسية في بروز هذه الظاهرة، إلى تزايد المتسللين عبر الحدود والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، محذرةً، في الوقت نفسه، من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

وأشارت الدراسة إلى أن غالبية المتسولين يتواجدون بشكلٍ أكبر في مدينة جدة ومكة المكرمة ثم مدينة الرياض، وأن أعمار معظم المتسولين المقبوض عليهم تتراوح بين (16-25) سنة، يليهم الفئة العمرية (46) عاماً فأكثر، وغالبيتهم من الذكور والأميين وذوي الدخل المنخفض، فضلاً عن أن شريحة كبيرة منهم من المتزوجين، والعاطلين عن العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى