لقد تعوّد اليمنيون أن يستقبلوا عيد الفطر ببهجة كبيرة. منذ منتصف شهر رمضان تعكف الفتيات على الانشغال بتجهيز الحلوى ويذهب الآباء لتفصيل الثياب الجديدة لأبنائهم.
فيما يحرص الصغار والأطفال على شراء الألعاب النارية وجمع إطارات السيارات ثم وضعها في أماكن مرتفعة لحرقها آخر أيام رمضان تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر السعيد، وحزناً على فراق رمضان وهي عادة متوارثة لديهم.
الحال هذا العام لا يبدو كذلك، إذ تصاعدت موجات نزوح سكان المدن إلى الأرياف، وهو ما أفسد عليهم بالطبع طقوس "أيام العيد"، إضافة إلى توقّف حركة المواصلات العامة وأبسط مقوّمات السعادة والحياة، على الرغم من الهدنة الإنسانية خلال العيد التي تم الإعلان عنها .
فلم يعد ثمة حدائق يلعب فيها الأطفال ولا منتزهات تهرب إليها العائلات ولا حتى صالة أفراح يلتقي فيها الشباب والرجال كما كان يحصل خلال موسم العيد الذي يخصصه اليمنيون للانتقال إلى عش الزوجية وتحتضنهم تلك الصالات في ما يشبه كرنفالات خاصة متعددة.
النقش كذلك؛ وهو مادة صبغية تستعملها الفتيات خلال المناسبات السعيدة، كما يقمن معاً برسم الحناء على أطراف أجسادهن، ولا تنسى كل ربة بيت وأم القيام بتنظيف بيتها كاملاً وأحياناً يحدث أن تتعاون الأسر في التنظيف، وهذا طبعاً قبل العيد بأيام. لكن كل ذلك يبدو غائباً هذه السنة. عيد اليمن السعيد... حزين جداً.