أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الاثنين، عن انطلاق معركة تحرير الأنبار من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في وقت أعلنت فيه مليشيات "الحشد الشعبي"، التي من المفترض أن تشارك في المعركة، انطلاق معارك "تحرير الفلوجة"، الأمر الذي دفع بمسؤولين محليين إلى التشكيك في أهداف المعركة، مؤكّدين أنّ "الحشد" والقوات الأمنية تحاولان قطع المنفذ الوحيد للفلوجة للقضاء عليها اقتصادياً.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع "بدء عمليات تحرير الأنبار".
وقالت القيادة، في بيان صحافي، إنّه "في الساعة الخامسة من فجر اليوم، بدأت عمليات تحرير الأنبار من عناصر داعش"، مبينة أنّ "القوات الأمنية والحشد الشعبي والقوات الخاصة والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر، تخوض حالياً معارك التحرير، وتتقدم نحو الأهداف المرسومة لها"، ولم تحدّد القيادة مواقع المعارك.
من جهته، قال فريق الإعلام الحربي التابع لـ"الحشد الشعبي"، في بيان صحافي، إنّه "تم فجر اليوم، انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، بمشاركة 10 آلاف مقاتل من الحشد الشعبي والقوات الأمنية"، وأكّد أنّ "القوات تتجه نحو عبور نهر الفرات باتجاه الفلوجة، تمهيداً لتحريرها".
وقال شهود عيان، إنّ "القصف الجوي والبري مستمر على مدينة الفلوجة، وإنّ الحشد والقوات الأمنية لم يستطعا تحقيق اختراق من أي جانب، ولم يحاولا التقدم باتجاهها".
وأضاف الشهود، أنّ "المعركة التي يتحدث عنها الحشد الشعبي هي عبارة عن محاولة لقطع المنفذ الوحيد للمدينة الذي يربطها بالرمادي، والذي تمر من خلاله المواد الغذائية والإنسانية للمدنيين".
وأوضح الشهود، أنّ "القوات المهاجمة مدعومة بالطيران تحاول السيطرة على منفذ العذرة على نهر الفرات، والذي يصل الفلوجة بالرمادي"، مبينة أنّ "معارك عنيفة تدور حالياً بين تلك القوات وداعش". ولفت الشهود إلى أنّ "قطع هذا المنفذ سيتسبب في حصار خانق على المدينة".
بدوره، رأى الخبير الأمني، واثق العبيدي، أنّ "الإعلان عن معركة الفلوجة بدا خجولاً، كإعلان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، منذ عدّة شهور عن بدء تحرير الرمادي، والذي سحبه بعد أيّام، وأكّد أنّ المعركة لم تبدأ".
وقال العبيدي، إنّ "إعلان العمليات المشتركة عن انطلاق عملية تحرير الأنبار بالتزامن مع إعلان انطلاق عملية تحرير الفلوجة، فتح الباب أمام كل الاحتمالات"، مبيناً أنّه "في حال خسر الحشد معركة الفلوجة، ولم يستطع تحقيق أهدافه، فإنّ العمليات المشتركة ستبرّر ذلك بأنّ العملية هي عملية تحرير الأنبار وليس الفلوجة".