لم تكن عملية جبل عرباطة، التي نجح خلالها الأمن التونسي في القضاء على أخطر "الإرهابيين"، عملية عادية بالتأكيد، إذ تمكنت السلطات من تصفية، مراد الغرسلي، الذي كان يستعد لقيادة "كتيبة عقبة ابن نافع"، والتي نجحت خلال السنوات الأخيرة في توجيه ضربات موجعة في تونس.
وقال وزير الداخلية، محمد ناجم الغرسلي، في مؤتمر صحافي، مساء أمس الأحد، إنه "بالقضاء على الإرهابي لقمان أبو صخر (القائد السابق للكتيبة) في عملية سيدي عيش، وخليفته مراد الغرسلي في عملية جبل عرباطة، فقد تم القضاء على كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية بنسبة 90 في المائة".
ومراد الغرسلي من محافظة القصرين، ويملك خبرة كبيرة في مسالكها، وهو من أبرز العناصر المستقطبة للشباب والمشجع الأول لهم على الانضمام إلى المنظومة الإرهابية، بحسب الوزير التونسي، الذي أكد أن "هدف الكتيبة كان يتمثل في محاولة تركيز منظومة إرهابية على امتداد سلسة من الجبال، في محافظات جندوبة والكاف والقصرين وقفصة ومدنين وبن قردان"، لافتاً إلى أن الهدف منها كان توفير العنصر البشري والمؤونة والسلاح والذخيرة والمد اللوجستي للمجموعات الإرهابية.
على صعيد متصل، أعلن المسؤول التونسي أن عنصراً آخر كان من بين الإرهابيين الذين قضي عليهم في العملية، وهو كريم حزي، المطارد منذ سنة 1994 في الجزائر، والذي شارك في عمليات كثيرة في مالي والجزائر، ولم تتمكن السلطات الجزائرية ولا التونسية من القبض عليه منذ ذلك التاريخ، وأفاد أنه يجري التحقق من هوية بقية القتلى.
وقال وزير الداخلية، إنه لا وجود لتنظيم هيكلي لـ"داعش" في تونس، وأن بعض العناصر التي تتنقل بين جبل السمامة وجبل الشعانبي في القصرين، هي التي قامت بمبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية".
ولفت الوزير، إلى أن تونس تبذل كل جهدها ليس لمقاومة الارهاب فحسب، وإنما لاستئصاله كلياً، داعياً كل المؤسسات الأمنية والعسكرية إلى مواصلة التأهب بعد هذا الإنجاز الأمني الهام، ولافتاً إلى أن "عملية سيدي عيش قبل الأخيرة تمت بمساعدة مواطنين تونسيين".
ويأتي نجاح العملية ضد "كتيبة عقبة بن نافع"، بعد أيام من اعتداء سوسة الإرهابي، الذي راح ضحيته 38 سائحاً أجنبياً.
وكشف الوزير الغرسلي، أن السلطات صخرت قرابة 1400 أمني مسلح لحماية الشواطئ ومداخل الفنادق، بالإضافة إلى نحو 100 ألف شرطي في كامل البلاد، ما يعكس عزم الحكومة التونسية على حماية مواطنيها وضيوفها ومنشآتها.