ارتفعت أخيراً الأصوات من داخل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والتي تنتقد أداء الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص "فيسبوك".
ويبدو أنّ القيادات الحوثيّة غاضبة من هذا الأمر، فقد أكّد مصدر إعلامي مقرّب من قيادات في صنعاء أنّ "الجماعة لن تتسامح بعد الآن مع منشورات "فيسبوك" لقيادات إعلاميّة حوثيّة، كشفت عن ممارسات فساد تنتهجها الجماعة".
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ "القيادة العليا للحركة جادة تماماً في نيتها إيقاف حملات التشهير الإعلامي والخيانة"، بحسب وصفه. وأشار المصدر إلى أنه في أول أيام عيد الفطر، عيّنت قيادات الحركة، رئيس الوكالة اليمنية سبأ، ضيف الله الشامي، مرجعا إعلاميا ثانيا للجماعة، وهو من سيرسم الخطوط العريضة للسياسة الإعلامية للحوثيين في صنعاء، بعد الناطق الرسمي للحركة محمد عبدالسلام.
وقد اجتمع الشامي أخيراً في صنعاء مع مجموعة من إعلاميي الجماعة، الذين عارضوا تحذيره الأخير لهم قبل أكثر من أسبوع واتفقوا على إيقاف منشوراتهم.
وجاءت ردود فعل وأقوال المعنيين بالتحذير الحوثي رافضة لها. وكان الموقف الأكثر لفتاً للانتباه للناطق الإعلامي السابق للجماعة علي البخيتي، فقد توقف البخيتي فعلياً عن نقد ممارسات الفساد والأخطاء شبه اليومية للجماعة. لكنه انتقل لمهاجمة فكر الجماعة لأوّل مرّة ليصفها "بالداعشية"، وهي التهمة التي اعتادت الحركة أن تلصقها بكل من يناهضها وبها تبرر دخولها المدن.
وقال البخيتي إنّ "الداعشية قيمة أصلية للإسلام والإخوان المسلمين والحركة الحوثية". وعلّق على ذلك الناشط بدر الغزالي بالقول: "يكشف ذلك حقيقة الحركة الحوثية التي سرعان ما تنفضح حقيقة قضاياها الوطنية والأخلاقية بعد فقدان مصالحها أو مميزاتها".
أما رئيس قناة "اليمن"، الحوثي عبد الرحمن العابد، فاستمر بمقاطعة "فيسبوك"، لستة أيام لكنه عاود النشر الأربعاء وحصر نشاطه بمشاركات لبرامج تبثها قناته.
كما كشف الإعلامي الحوثي أسامة ساري، الناطق باسم القيادي العسكري أبو علي الحاكم، عن الاجتماع بقيادة الحركة وأعلن اعتذاره للشامي، عن منشوراته ضده.