أعلن رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تتسامح مع كل من يهدد أمنها، داعيا المعارضة للتوحد مع الحكومة ضد "الإرهاب". بينما أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اعتقال نحو ألف شخص في البلاد مؤخرا، في حين اعتبر حزب العمال الكردستاني أن هدنته مع أنقرة "لم يعد لها معنى".
وفي مؤتمر صحفي، عقده داود أوغلو اليوم السبت في أنقرة، قال إن تركيا دولة ديمقراطية وحقوقية قبل كل شيء، وإن كل من يخرج عن القانون سيُحاسب، مؤكدا أن بلاده لن تسمح لأي شخص بأن "يتلاعب بالقوانين".
ووجه رئيس الوزراء دعوة إلى كل رؤساء الأحزاب للتوقيع على اتفاق مشترك لمكافحة "الإرهاب". وأضاف "رسالتي للأحزاب أن اليوم هو يوم الاتحاد فلا تغلقوا آذانكم عن نداءاتنا" داعيا الجميع إلى المضي قدما في تشكيل حكومة ائتلافية.
وانتقد داود أوغلو حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، معتبرا أنه "يتعامل مع الإرهابيين الذين يهددون أمن البلاد". وأكد مرارا خلال كلمته بأن السلطات لن تتهاون وأنها ستتدخل عندما تشعر أن أمن الشعب يتم تهديده.
كما أشار رئيس الحكومة إلى أن هناك جهات خارجية تستخدم بعض الأطراف لزعزعة أمن تركيا، وقال "سنعطيهم الجواب الكافي" مضيفا أن بلاده "محاطة بالنار" من كل الجهات وأنها تسعى لتنمية الديمقراطية بالمنطقة.
وأوضح داود أوغلو، الذي أنهى فجر اليوم اجتماعا أمنيا بالعاصمة، أن الشرطة ألقت القبض على 590 عنصرا كانوا على صلة بكل من تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال وحزب الجبهة الشعبية الثورية، وذلك خلال عمليات الليلتين الماضيتين شملت 22 ولاية.
[b]اعتقالات[/b]
وفي مؤتمر صحفي آخر بأنقرة، قال وزير الخارجية إنه تم اعتقال نحو ألف شخص في البلاد يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة من بينهم أجانب، مؤكدا أن تركيا ستخصص مزيدا من القواعد العسكرية لضرب التنظيم وستسمح أيضا لدول من غير التحالف الدولي باستخدامها.
وأضاف جاويش أوغلو أن الهدف من الغارات هو القضاء على خطر ذلك التنظيم، معتبرا أن إزالة هذا الخطر من سوريا والعراق ستجعل تلك المناطق آمنة تلقائيا.
وعلى صعيد آخر، ذكر مكتب حاكم ولاية إسطنبول أن السلطات لن تسمح بمسيرة احتجاجية اعتزم منظمون إخراجها بدعم من بعض نواب المعارضة غدا الأحد بالمدينة، مشيرا إلى أن القرار يرجع إلى مخاوف من "الأعمال الاستفزازية والتكدس المروري".
وفي المقابل، قال العمال الكردستاني اليوم -في بيان- إن هدنته مع أنقرة "لم يعد لها أي معنى" بعد الغارات التي شنتها الطائرات الحربية التركية الليلة الماضية على مواقع الحزب بشمال العراق.
وقبل يوم من مهاجمة مواقع حزب العمال، أسفرت غارات تركية أخرى عن مقتل تسعة من تنظيم الدولة، وإصابة 12 آخرين بجروح في مناطق تقع بين بلدتي الراعي وجرابلس بمحافظة حلب بالشمال السوري.