[esi views ttl="1"]
arpo28

اليمن: جدلية الحرب والحج

يبدي كثير من اليمنيين مخاوفهم من أن تحول الحرب الدائرة في البلاد، دون أدائهم فريضة الحج لهذا العام، مع استمرار جماعة أنصار الله (الحوثيين) في استهداف الأراضي السعودية الحدودية مع اليمن بصواريخ ومقذوفات وتهديدهم بتنفيذ خطوات تصعيدية، إذا ما استمرت مقاتلات التحالف العربي بقصف مواقع يمنية.

وقال المواطن سيف الريمي إنه وللمرة الثانية، ربما يخفق في الذهاب إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية، فالحرب المستمرة تقلل من فرص الحج هذا العام، لا سيما مع إعلان توقف الرحلات الجوية من العاصمة صنعاء.

يقول: قدمت لأداء فرضة الحج هذا العام، رغم أن هناك من نصحني بعدم التقديم لصعوبة أداء الفريضة في ظل استمرار الحرب".
لافتا إلى أنه قدم العام الماضي للمؤسسات المعنية بالتفويج، لكنه لم يوفق في ذلك.

وأضاف الريمي: "أنا حريص على أخذ والدتي للحج هذا العام، أما أنا فما زلت صغيرا والسنوات أمامي". مبيّنا أن استمرار الحرب يعني منع اليمنيين من الحج هذا العام.

في السياق، عبّر عبد الله بافقيه من محافظة حضرموت (شرق)، عن استيائه من عدم قدرته على استخراج جواز سفر له ولأسرته، بما يعيق إجراءات سفره إلى الأراضي المقدسة، رغم إنجازه كافة المعاملات اللازمة لذلك.

وقال: "أنهينا كافة الإجراءات الخاصة باستصدار جواز سفر، لنفاجأ بانتهاء الأوراق والبطاقات الخاصة بطباعة الجوازات". موضحا أن هذه مشكلة يواجهها كثير من أهالي حضرموت.

وأضاف بافقيه أن بعض من يريدون جوازات سفر، ينطلقون إلى صنعاء لأنها حتى اليوم ما زالت تصدر الجوازات. لكنه يشير إلى أنه لا يستطيع السفر إلى صنعاء لخطورة الطريق المؤدية إليها واستمرار القصف عليها.

وكان زعيم جماعة الحوثيين قد حذر المملكة العربية السعودية من إعاقة الحج لليمنيين، عبر تسجيل متلفز الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي اعتبره متابعون محاولة لإثارة الشارع اليمني ضد السعودية إذا ما قامت بمنع اليمنيين من الحج هذا العام، لا سيما بعد قيام الجماعة بتعيين أحد قياداتها مشرفا علي بعثة الحج اليمنية الرسمية لهذا العام، وهذا ما يُعقّد عملية التواصل بين الجانبين اليمني والسعودي.

في السياق، أكدت مصادر إعلامية وجود ترتيبات للراغبين في الحج، ممن تنطبق عليهم شروط القرعة في المحافظات الواقعة تحت السيطرة الأمنية لمليشيات جماعة الحوثي وصالح.

مؤكدة أن مطار صنعاء الدولي لن يكون منفذا جويا معتمدا لدى الحكومة اليمنية لحجاج المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وصالح.

من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف اليمنية عن تمديد استقبال البيانات الخاصة للمتقدمين والمسجلين مبدئيا لأداء فريضة الحج للموسم 1436 ه، والتي بدأت منذ الإثنين الثالث من أغسطس/آب الجاري.

وبحسب بيان صدر عن قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف، فإن تمديد فترة التسجيل يأتي نظراً "للمطالبات المتعددة بعد إقفال عملية التسجيل المبدئي للراغبين بالحج، وبسبب بعض الإشكاليات التي ظهرت في بعض المحافظات التي توجد فيها مواجهات مسلحة"، على رأسها عدن ولحج وتعز وشبوة وأبين ومأرب والجوف والضالع.

وأوضح البيان تعذّر إكمال بعض الإجراءات، مثل صعوبة إصدار جوازات للمتقدمين للتسجيل المبدئي، وصعوبة التوريد للمبالغ لدى فرع بنك التسليف في بعض المحافظات، بالإضافة إلى صعوبة التواصل وإرسال البيانات والقسائم الخاصة بالتسجيل المبدئي.

مشددا على أنه يجب على "كافة المنشآت المعتمدة والمسجلين سرعة التوريد، تمهيداً لإجراءات المفاضلة واستكمال باقي الإجراءات والترتيبات الخاصة بموسم الحج 1436 هجرية".

[b]الطرق خطرة[/b]

ويرى متابعون أن عملية تفويج الحجاج اليمنيين لن تتم إلا عبر مطار عدن الدولي، بعدما أبلغ التحالف العربي شركة طيران اليمنية إلغاء التصاريح لجميع رحلاتها من الآن فصاعدا، بالإضافة إلى إعلانها بدء تحويل حركة الطيران كاملة من ميناء صنعاء إلى ميناء عدن.

وهذا الأمر يحد كثيرا من احتمال توجه الحجاج نحو عدن، نظرا لإغلاق كافة الممرات نحوها بسبب استمرار القتال الشرس في محافظتي الضالع ولحج الواقعتين على الطريق إليها.

كما أن وجود مطار واحد وطائرتين لليمنية سيعمل على خلق الكثير من المشاكل والعراقيل للحجاج أثناء السفر والعودة.

أما براً، فليس أمام الحجاج اليمنيين سوى منفذ الوديعة شمال حضرموت، بعد إغلاق كافة المنافذ البرية الأخرى بسبب الحرب، غير أن العابرين عبر هذا المنفذ الصغير يشكون الكثير من المعاناة بسبب الازدحام وطول فترة الانتظار وبطء المعاملات فيه، وعدم وجود أي مرافق خدمية مثل الفنادق أو محلات السلع الغذائية.

والكثير من المواطنين، خاصة القادمين من مناطق الشمال والشمال الشرقي والغرب، سيعانون مشاكل أمنية، إذ يتوجب عليهم المرور بمناطق اشتباكات ضارية للوصول إلى المنفذ، خاصة عند عبورهم محافظات مأرب وشبوة والبيضاء.

الجدير بالذكر، أن حصة اليمن السنوية من الحجاج تقدر بنحو 19400 حاج، بعدما طلبت السلطات السعودية خفض حصص الدول إلى 20 في المائة، نظرا لأعمال التوسعة الجارية في صحن طواف المسجد الحرام بمكة المكرمة.

زر الذهاب إلى الأعلى