أرشيف محلي

مصير مجهول ينتظر الرهائن لدى "القاعدة" في حضرموت

يكتنف الغموض مصير رهائن لدى تنظيم "القاعدة" في حضرموت منذ أشهر بينهم مسؤول محلي، وسط تعتيم إعلامي من قبل التنظيم الذي يسيطر على مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت.

واحتجز تنظيم "القاعدة" إثر سيطرته على مدينة المكلا في 2 أبريل/ نيسان الماضي عدداً من الأشخاص، بينهم عضو المجلس المحلي ومدير صندوق النظافة بحضرموت والقيادي في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، طلال بن حيدرة، وشقيقه ماجد الذي يعمل لدى مكتب الإدارة المحلية، فضلاً عن إعلامي يدعى زايد باهادي، يعمل مراسلاً من حضرموت لفضائية "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

وقال ثلاثة صحافيين من حضرموت إنهم مطاردون من قبل "القاعدة"، وحياتهم باتت معرضة للخطر بعد تهديدات تلقوها من التنظيم.

وأوضحوا في بيان صدر في مايو/أيار الماضي أن هذه التهديدات جعلتهم يعيشون مع أهلهم حالة ترهيب وضغط نفسي وقلق بالغ على حياتهم وحياة أهلهم.

وانتهج التنظيم سياسة التعتيم الإعلامي حول مصير المعتقلين لديه، إذ لم يعلن بوضوح عن سبب احتجازهم، وتفاصيل التحقيق معهم ولم يسمح لذويهم أو للإعلاميين بزيارتهم.

ويقول تنظيم "القاعدة" إن بعضاً ممن اعتقلهم يعملون ضمن جهاز الأمن القومي الذي تعتمد عليه واشنطن لتعقب عناصر التنظيم واستهدافهم عبر طائرات "درونز" الأميركية بدون طيار.

وفي السياق، قال مصدر مقرب من المسؤول المحلي طلال بن حيدرة وشقيقه المعتقلان لدى "القاعدة"، إن "مصير الأخيرين لا يزال مجهولاً حتى اللحظة ولا نعرف أي شيء عنهما ولا عن مكان اعتقالهما".

وأضاف المصدر نفسه أنه "لم يسمح لهم بزيارة المعتقلين إلا مرة واحدة فقط، وكانت بعد أسبوعين من اعتقالهما في أبريل/نيسان الماضي، والآن مرت ثلاثة أشهر لا نعلم عنهما أي شيء وطالبنا بزيارتهما خلال شهر رمضان فلم يسمح لنا".

وكشف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، عن وساطات يقودها مشايخ قبائل وعلماء دين للإفراج عن طلال وماجد، لافتاً إلى أن هناك وعوداً من "القاعدة" بالإفراج عن الشقيقين خلال هذه الأيام.

وأشار المصدر إلى أن التنظيم وجه تهمة "العمل لحساب الأمن القومي" للشقيقين، وهو ما تنفيه أسرتهما بحسب المصدر.

كما أن مصير مراسل قناة "المسيرة" الشاب زايد باهادي هو الآخر مجهول. واعتقل زياد من أحد الفنادق بالمكلا. ودخل إلى مهنة الإعلام أول مرة بعدما ألقى كلمة نيابة عن أبناء حضرموت في مؤتمر للحوثيين عقد بصنعاء، ليعين بعدها مراسلاً للقناة في حضرموت.

في السياق، قال قيادي في تنظيم "القاعدة" إن القضايا المنظورة أمام ما سماه "المحكمة الشرعية" تختلف من قضية لأخرى؛ فالقضايا الجنائية ليست كالأمنية التي يتم التعامل معها بإجراءات مشددة.

وأشار إلى أن تأخر البت في قضايا المعتقلين يعود لغياب أطراف متعلقة بالقضية أحياناً، ولطبيعة القضية وحيثياتها وخطورتها.

وبخصوص منع زيارة أهالي المعتقلين لذويهم، قال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، إن الأصل في القضايا الأمنية منع الزيارة نهائياً لحين انتهاء التحقيق، ومع ذلك سمح التنظيم بالزيارة في الأيام الأولى للاعتقال.

ورفض القيادي الإفصاح عن نتائج الوساطة التي يقودها مشايخ قبائل وعلماء دين للإفراج عن المسؤول المحلي طلال بن حيدرة وشقيقه.

وغالبا ما ينفذ تنظيم "القاعدة" حكم الإعدام على رهائنه، خصوصاً من يثبت تورطهم، بحسبه، بزرع شرائح تستخدم لتوجيه الطائرات الأميركية التي تستهدف عناصر التنظيم، مثلما حصل مع رشيد عبدالله الحبشي، الذي أعدمه التنظيم في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بالتهمة ذاتها.

وكان أول عمل قام به التنظيم فور سيطرته على مدينة المكلا هو اقتحام مبنيي الأمن القومي والسياسي اللذين يشكلان معاً جهاز "المخابرات اليمنية".

زر الذهاب إلى الأعلى