سيطرت القوات الموالية للشرعية في اليمن على زنجبار، عاصمة محافظة أبين في جنوب البلاد، اليوم الأحد، في وقت شهدت فيه صنعاء انتشاراً أمنياً مكثفاً واستحدث الحوثيون نقاطاً أمنية وسط إجراءات مشددة أمام الوزارات والمنشآت الحيوية.
وأعلن الناطق الرسمي باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن جنوبي اليمن، علي الأحمدي، تحرير مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، الواقعة شرق عدن، والتي تعد من أهم المحافظات الجنوبية.
وأوضح الأحمدي في بيان أن "قوات المقاومة الجنوبية والجيش استكملت تطهير مواقع اللواء 115 صباح اليوم، بعد معارك عنيفة يوم أمس".
وفي محافظة إب، جنوبي غرب البلاد، واصل عناصر المقاومة تحركاتهم التي بدأت أمس في العديد من مديريات المحافظة لإخراج الحوثيين.
وأفادت مصادر محلية في مدينة يريم أن مسلحي "المقاومة" سيطروا على العديد من الجبال والتباب (المرتفعات) ويتفاوضون مع الحوثيين على الانسحاب من بقية المواقع العسكرية في المدينة.
في غضون ذلك، شدّد الحوثيون الإجراءات الأمنية في صنعاء، بعد يوم من إعلان وزارة الداخلية، والتي تسيطر عليها الجماعة، رفع الجاهزية القتالية في العاصمة.
ويأتي الانتشار الأمني من قبل الحوثيين بعد ليلة عصيبة شهدت المدنية خلالها اشتباكات متفرقة في أكثر من منطقة، ووفقاً لمصادر "العربي الجديد" فإن "الاشتباكات دارت بين الحوثيين وجنود من معسكرات الحرس الجمهوري وأفراد أمن من الموالين لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح مصدر في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد": أن "التوجيه الأمني يقضي برفع الجاهزية القتالية واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية لحماية المنشآت الحيوية"، نافياً صدور أي قرار بفرض حالة الطوارئ.
ووجه وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا اللواء جلال الرويشان الموالي للحوثيين، الأجهزة الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات لتأمين المنشآت والمرافق الحكومية، كذلك شدد على رفع درجة الاستعدادات القتالية واليقظة والحس الأمني.
وتأتي هذه التوجيهات من قبل جماعة الحوثيين تحسباً لحدوث تمرد على سلطة الجماعة من قبل الأجهزة الأمنية في صنعاء أو من المعسكرات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتوقع المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تنقلب الأجهزة الأمنية والمعسكرات في صنعاء على اللجنة الحوثية المحتلة للقصر الجمهوري، وأن تقوم بتحرير نفسها من المليشيا وتقوم باعتقال القيادات الحوثية المؤثرة وتعلن ولاءها للشرعية وتأييدها للمقاومة الشعبية والالتحام بها".
واعتبر مراقبون في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "سقوط صنعاء بيد القوات الموالية لشرعية هادي والقبائل المناهضة للحوثيين ستكون وفق انتفاضة من داخلها".
وبحسب المراقبين، فإن تحرير العاصمة "لن يأخذ وقتاً زمنياً طويلاً قياساً إلى أن أفراد الحوثي المقاتلين موزعون في مناطق ومحافظات مختلفة في شمال وشرق ووسط اليمن، وليست لديه القوة الكافية لمواجهة الانتفاضة".