أرشيف محلي

أطباء بلا حدود: مرضى اليمن يموتون على الحواجز

ناشدت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الاثنين، أطراف الصراع في اليمن باحترام المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها، وتسهيل نقل المرضى إلى المرافق الصحية وتسهيل وصول المساعدات الطبية اللازمة لإزالة المعاناة عن المرضى.

كما طالبت المنظمة، خلال مؤتمر صحافي عقدته بعثة المنظمة في اليمن، في العاصمة الأردنية عمّان، باحترام حقوق المرضى، حسب ما تكفل لهم أخلاقيات المهنة الطبية والمعايير الدولية.

ودعت المنظمة في مؤتمرها، المنظمات الدولية إلى زيادة الجهود المبذولة لرفع المعاناة على المرضى والمصابين جراء الصراع المسلح، والعمل على تعزيز وجود الكوادر الطبية الأجنبية المؤهلة لمساعدة الكوادر المحلية العاملة هناك، محذرة من خطر انتشار الأوبئة والأمراض.

ووفقاً لإحصائيات المنظمة، التي تعمل في ثماني محافظات يمنية، وفرت أطباء بلا حدود الرعاية الطبية منذ بدء القتال، في أواخر مارس/ آذار الماضي، بين الفصائل الحوثية وقوات التحالف العشري بقيادة السعودية، لما يقرب من 7 آلاف جريح حرب.

ووثق تقرير، صادر عن المنظمة، العديد من النساء الحوامل والأطفال الذين ماتوا بسبب وصولهم متأخرين إلى مراكز الرعاية، نظراً لنقص الوقود أو لاضطرارهم الانتظار أياماً حتى يهدأ القتال، إضافة إلى موت محتاجين للعلاج نتيجة إيقافهم من المقاتلين على الحواجز.

وقال رئيس بعثت المنظمة في اليمن، غزالي بابكر إن "فشل الانتقال السلمي للسلطة أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية في اليمن". مشيراً إلى الأضرار المباشرة التي خلفها الصراع على الخدمات الطبية وقدرة المواطنين على الحصول على تلك الخدمات.

ولفت إلى أن الخطر الأكبر الذي يتربص بالمرضى ومحتاجي الرعاية، يتمثل في صعوبة وصولهم إلى المناطق التي تتوفر فيها الرعاية الصحية، وذلك لعوامل عدة تتمثل في "توسع دائرة الاقتتال الذي يشكل خطراً على انتقالهم، وخوفهم من المرور في المناطق التي يوجد فيها حواجز أمنية، إضافة إلى نقص الوقود الذي يصعب حركتهم".

مشيراً إلى أن العديد من المرافق الطبية أغلقت، نتيجة الاستهداف المباشر من أطراف الصراع أو لعجزها عن تقديم الخدمة نتيجة نقص الإمدادات الطبية أو عدم توافر الوقود.

ولخص بابكر الصعوبات التي تعيق عمل المنظمة كمقدم مستقل للخدمة، ببطء الإجراءات والبيروقراطية الرسمية الهادفة إلى دفع المساعدات إلى منطقة على حساب أخرى، ويقول "أحياناً يجري مصادرة تلك المساعدات، حيث يسعى أطراف النزاع إلى السيطرة على المساعدات"، مؤكداً ضرورة دعم الجهات المستقلة والحيادية التي تقدم الخدمة في اليمن.

وأشار بابكر إلى أن الخدمات التي تقدمها منظمات سعودية، ينظر إليها بعين الشك والسلبية من أطراف في الصراع.

ووصف المساعدات الدولية المقدمة لليمن "بالخجولة جداً"، وقال "المساعدات تشبه لصاقة ضماد صغيرة في وجه النزيف"، داعياً المنظمات الدولية إلى التكاتف للمساهمة في رفع المعاناة عن المتضررين جراء الصراع الدائر هناك.

وحض بابكر أطراف الصراع على عدم استهداف المناطق المأهولة بالسكان، والبنية التحتية، وضرورة الانخراط في أي مبادرة تسعى إلى تخفيف حدة الصراع على الأرض، وتسريع المبادرات التي تتضمن المزيد من الهدن.

زر الذهاب إلى الأعلى