حذّر المرجع الشيعي علي السيستاني من انجرار العراق نحو التقسيم، مدافعاً عن حكومة حيدر العبادي، ومحمّلا من "كان بيدهم الأمر، مسؤوليّة دخول داعش واستشراء الفساد وقلّة الخدمات".
وأوضح السيستاني، في بيان أن "استشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة لا سيما المؤسسة الأمنية، وسوء استخدام السلطة ممّن كان بيدهم الأمر، مكّن تنظيم "داعش" من السيطرة على قسم كبير من الأراضي العراقية".
وحذّر من أن "الأوضاع أكثر من قبل، وتنجر إلى ما لا يتمناه أيّ عراقي محب لوطنه، من التقسيم ونحوه، إذا لم يتحقق الإصلاح الحقيقي، من خلال مكافحة الفساد".
وحمّل السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية، "معظم المسؤولية عمّا آلت إليه الأمور"، موضحاً أنّ "كثيرا منهم لم يراعوا المصالح العامة للشعب، بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية، ومارسوا الفساد المالي".
من جهته، رأى المحلل السياسي رعد رشيد، في حديث أنّ "خطاب السيستاني اليوم مختلف تماماً عن كافة خطاباته السابقة".
كما اعتبر أنّ "الخطاب يعكس حالة الانقسام الكبير في البيت الشيعي من خلال الأزمة بين العبادي والمالكي وخطورتها على التحالف، وانعكاسها على الواقع الأمني والسياسي في البلاد".
ورأى أنّ "السيستاني على ما يبدو يحاول أن يكسب الشعب إلى جانب العبادي، ويلقي بالمسؤوليّة كلّها على المالكي ويمتص موجة الغضب الشعبي ضدّ الحكومة"، مشيراً إلى أنّ "الخلاف بين الرجلين اللذين يتمتعان بقوة كبيرة لكليهما، وسيطرة كل منهما على فصائل من المليشيات والقوات الأمنيّة، ينذران بانشقاق داخل الحشد الشعبي، فضلا عن القوات الأمنيّة الأمر الذي يحاول أن يتلافاه السيستاني".