arpo28

الحوثيون وصالح يتحسبون لمعركة الشمال: إعادة انتشار واعتقالات

يبدو أن الحرب في اليمن دخلت مرحلة جديدة، مع انتقالها للمناطق الشمالية التي تشكل معقلاً للمليشيات، عقب وصول تعزيزات ميدانية كبيرة من التحالف العربي إلى مأرب وسط البلاد، جنباً إلى جنب مع استعار المواجهات في مختلف الجبهات المتبقية شمالاً.

في موازاة ذلك، تتراجع فرص الحل السياسي بعد تسريب الحوثيين رفضهم للنقاط الثمانية المتعلقة بآلية تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، والتي سلمتها الحكومة الشرعية للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي انتقل منذ يوم السبت الماضي إلى مسقط لمناقشة هذه النقاط مع وفد الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وتتزامن هذه المعطيات مع تبدل واضح في موازين القوى بعد أشهر من الاستنزاف والإنهاك، انتقلت بموجبه المليشيات والقوات الموالية للرئيس السابق من موقع الطرف المتفوق تسليحاً في الميدان إلى طرف يتراجع ويعمل في اتجاهين. الأول يتمثل في الاستماتة والمواجهة في الجبهات بما يعوق تقدم "المقاومة"، كما هو الحال في تعز وإب.

أما في ما يتعلق بالمسار الثاني، فقد عمد الحوثيون وحلفاؤهم إلى البدء في استعدادات دفاعية وإجراءات استباقية في المحافظات التي يسيطرون عليها، بعد أن كانت جلّ معاركهم في محافظات جديدة يسعون إلى السيطرة عليها.

وفي السياق، كشفت مصادر سياسية أن القوات الموالية لصالح بدأت بإعادة توزيع أفرادها على مواقع مختلفة داخل العاصمة وحولها. كما حاولت إرسال تعزيزات إلى محافظة مأرب لمواكبة الجبهات بعد وصول التعزيزات الحكومية إلى الموالين للشرعية.

وفيما بدا مؤشراً مهماً على الانسداد السياسي واحتمال تصاعد الحرب شمالاً، خرج الرئيس السابق، أول من أمس، ببيان مطول هاجم فيه دول التحالف، والسعودية على وجه التحديد، ولمح إلى معطيات سياسية قد تغير الواقع.

في موازاة ذلك، عمدت المليشيات إلى الانتشار في مناطق جبلية استعداداً لأي معارك تزحف شمالاً. ومن المتوقع أن تواجه المواجهات البرية دفاعاً حوثياً ضمن معركة كلما اقتربت من معاقلهم تصبح معركة "وجود" وليس معركة "سلطة" كما كانت حروبهم التوسعية السابقة باتجاه المحافظات.

كذلك اتجه الحوثيون والموالون للرئيس السابق إلى التصعيد في الحدود مع السعودية عبر تكثيف الهجمات في الأيام الماضية ضد المواقع السعودية الحدودية. وتشهد المناطق الحدودية الشمالية الغربية عمليات إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ "كاتيوشا" باتجاه الجانب السعودي، يقابلها قصف مكثف بالغارات الجوية والمدفعية والقاذفات الصاروخية السعودية، والتي تُمطر مصادر النيران من المواقع القريبة من الحدود اليمنية.

تحركات الحوثيين على الحدود نتج عنها سقوط العديد من القتلى السعوديين، بينهم أرفع ضابط يقتل في الحرب، وهو قائد اللواء 18 مشاة اللواء عبدالرحمن الشهراني، الذي أعلنت الرياض عن وفاته أول من أمس، بالإضافة إلى تدمير آليات تم عرض البعض منها بتسجيلات مصورة وخصوصاً عبر قناة المسيرة التابعة للحوثيين.

على الرغم من ذلك، يصف البعض هذه التحركات للحوثيين بأنها "انتحارية"، بسبب عدم وجود توازن في القوة، فضلاً عن غياب غطاء جوي للحوثيين في الحدود. وهو ما يجعلهم يتلقون ردوداً قاسية، يذهب فيها الكثير من عناصرهم، من دون أن يتم الكشف عنهم.

أما في سياق الإجراءات الاستباقية، فواصل الحوثيون وحلفاؤهم حملات الاعتقالات للناشطين من حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) ومن يعارضونهم من مختلف التوجهات، وتكثفت الاعتقالات في صنعاء والحديدة والمحويت وعمران.

زر الذهاب إلى الأعلى