ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه بعد أعوام من القطيعة، تحاول المملكة العربية السعودية إعادة تطبيع العلاقات مع جماعة "الإخوان المسلمين" للاستفادة من نفوذهم في اليمن، وسورية وفلسطين.
تقرير الصحيفة أبرز أنه بعد مرور 72 ساعة على توقيع الاتفاق النووي مع إيران، اتخذت السعودية خطوة لها دلالات كبيرة إثر استقبال الملك سلمان، يوم 16 يوليو/ تموز، خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس. مشيراً إلى أن الحدث شكل بذرة أولى لتحول دبلوماسي كبير، تحقق بعد وصول العاهل السعودي للحكم، في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي، وأشر على تقارب جديد بين السعودية والإخوان المسلمين.
"الدبلوماسية السعودية يحددها هدفان: تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط والحد من أي تدخل إيراني في المنطقة"، كما ورد في تصريح للصحيفة أدلى به المحلل السياسي، جمال خاشقجي، الذي استطرد: "التطبيع مع الإخوان المسلمين يساهم في هذه الاستراتيجية. فالجماعة تتمتع بنفوذ كبير في سورية، واليمن، وفلسطين. إذا كنا نسعى للعب دور إقليمي مؤثر، فلا يمكننا تجاهلهم. نفضل أن نكون واقعيين".
كما ذكرت الصحيفة، أن الملك سلمان ليست لديه حساسية كبيرة اتجاه التنظيمات الإسلامية المعتدلة، مقارنة بسلفه، الملك عبدالله، وأوضحت أن الإشارة الأولى لعودة الدفء إلى العلاقات أطلقها وزير الخارجية الراحل، الأمير سعود الفيصل، حين قال في فبراير/ شباط: "المملكة العربية السعودية ليست لديها مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلها الوحيد هو مع هؤلاء الذين يتبعون المرشد العام".
من جهة أخرى، أشار مقال "لوموند" إلى أن قادة حماس يستعدون لإجراء زيارة جديدة للسعودية بعد عيد الأضحى، موضحاً، أن حماس أقرت لأول مرة على لسان الرجل الثاني داخلها، موسى أبو مرزوق، أن إيران أوقفت تقديم الدعم للإسلاميين الفلسطينيين، كرد فعل من طهران على القطيعة بين حماس والنظام السوري، ودعم حركة المقاومة الفلسطينية عمليات التحالف العربي التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الموالين لإيران.
كما ذكر المقال، أن الرياض استقبلت كذلك، راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، وهمام سعيد، القيادي في جماعة الإخوان بالأردن، وعبدالمجيد الزنداني، القيادي في حزب الإصلاح، الفرع اليمني للإخوان.
وعن اليمن تحديداً، ذكر تقرير الصحيفة، أن البلاد ستكون ميدان اختبار للشراكة في طور البناء بين المملكة العربية السعودية والإخوان المسلمين، وفرصة للجماعة لرفع رأسها بعد الكارثة المصرية، وسنتين من القمع على المستويات كافة.