أرشيف محلي

سعد غرامه من مقعد الدراسة بحضرموت إلى السيارة المفخخة

"بإذن الله تكون عملية قوية على الحوثي ومن يواليه... أريد من أصدقائي وأبناء حارتي أن يلحقوا بي والملتقى الجنة...". كانت هذه كلمات سعد غرامه، المنحدر من محافظة حضرموت شرقي اليمن، قبيل ساعات من تنفيذه عملية انتحارية، قبل أيام، استهدفت جنوداً في ثكنة عسكرية في المحافظة، تبنّاها تنظيم القاعدة فيما بعد.

سعد، الذي ينحدر من مدينة المكلا مركز المحافظة، غادر مقاعد الدراسة في معهد تقني ليلتحق بأخطر تنظيم يواجه من قبل دول العالم ويتخذ من "فاروق الحضرمي" اسماً حركياً له.

سبعة أشهر فقط كانت كافية لنقل سعد، صاحب الـ20 عاماً، من مقاعد الدراسة وحياة اليافعين إلى عالم آخر محاط بالمخاطر، أحد عناوينه التفجير والاقتحامات.

في التسجيل المصور، الذي نشره تنظيم القاعدة للعملية الانتحارية قبل أيام، يظهر سعد وهو يشد عمامته ويقول: "أنا أفضّل أن أقتل في سبيل الله وأبذل نفسي وروحي في سبيل الله لكي يرضى الله ويضحك مني"، ليكشف بهذه الكلمات بعضا من تفاصيل الخلفية الفكرية التي دفعته إلى خيار تنفيذ عملية انتحارية تستهدف جنوداً يمنيين.

عقب ذلك صعد سعد المدرعة المفخخة بينما وضع إلى جانبه في قمرة القيادة زر التحكم، لينطلق صوب ثكنة عسكرية بوادي سر في حضرموت ويفجر نفسه مخلفاً خمسة قتلى وعشرين جريحاً من الجنود، في الوقت الذي كانت تُسمع في الشريط المصور تكبيرات زملائه في التنظيم.

أحد أقارب سعد، الذين التقتهم "العربي الجديد" لمعرفة خلفيات قراره الذي بدا صادماً لذويه وزملائه، يقول إن سعد غادر مقاعد الدراسة في معهد تقني بعد الإعدادية ليعمل فترة ليست بالطويلة لتوفير مصاريف الحياة اليومية لأسرته.

ويشير المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن وضع سعد العائلي كان له الأثر البالغ في تغيير مسار حياته، فهو أكبر شقيقين يسكنان مع والدتهم المطلقة في أحد الأحياء بمدينة المكلا، بينما تخلى عنهم الأب الذي تزوج بامرأة أخرى.

ويلفت المصدر إلى أن سعد التحق بتنظيم القاعدة في شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الحالي، بعدما أخبر أهله أنه ذاهب للعمل في إحدى الشركات، ليغيب عنهم أشهرا قبل أن يعود لزيارتهم بعد سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا في أبريل/نيسان الماضي.

ويوضح المصدر أن سعد زار أسرته أيضاً قبل أسابيع من تنفيذه العملية الانتحارية وعرض عليهم فكرة الزواج قبل أن يغادر المنزل ويتفاجأوا بخبر تنفيذه للعملية الانتحارية.

وكانت سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا قد سهّلت له استقطاب العديد من الشبان إلى صفوفه. كما أتاحت له فتح معسكرات تدريبية انخرط فيها مئات المتعاطفين مع التنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى