ارتفع عدد الجنود ضمن القوات المسلحة لدولة الإمارات، الذين لقوا حتفهم، اليوم، إلى 45، حسب ما أكدته وكالة الأنباء الرسمية لدولة الإمارات، التي أوضحت أن 23 جندياً قضوا متأثرين بحراحهم، ليضاف إليهم 22 كانت القيادة العامة للقوات المسلحة بالإمارات أكدت مقتلهم في وقت سابق، جميعهم كانوا مشاركين ضمن قوة التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
ولقيت حادثة مقتل الجنود الإماراتيين جراء الانفجار الذي وقع في قاعدة عسكرية للجيش اليمني الموالي للحكومة بمحافظة مأرب، فضلاً عن خمسة بحرينيين، اهتماماً واسعاً، بوصفها الحادثة الأولى من نوعها التي يذهب فيها هذا العدد من الضحايا العرب منذ بدء عمليات التحالف العربي، في مارس/ آذار الماضي.
ووقع الانفجار في منطقة صافر، التي وصلت إليها في الأسابيع الماضية تعزيزات كبيرة قدمت من السعودية عبر منفذ الوديعة، وتتألف بقوامها البشري من يمنيين جرى تدريبهم وتجهيزهم في معسكر خاص بمحافظة شرورة السعودية، بالإضافة إلى أعداد غير معروفة من جنود من دول التحالف بينهم خبراء يقومون بمهام فنية وتدريبية.
ودُعمت القوة بمئات العربات المدرعة والدبابات ومختلف التهجيزات الحربية، مثل المدفعية وقاذفات الكاتيوشا، بالإضافة إلى عدد من مروحيات "الأباتشي" الهجومية، المتخصصة بالدعم في المعارك البرية، والتي وصلت إلى معسكر في منطقة صافر النفطية بمحافظة مأرب، وسط البلاد، حيث يقع في المنطقة مقر أحد المعسكرات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية. وقد قامت قوات التحالف بتجهيز مطار حربي في المعسكر، لاستخدامه للمروحيات العمودية.
وكانت صافر والاستعدادات العسكرية لتحرير مأرب، محط اهتمام اليمنيين، نظراً للأهمية التي تتمتع بها مأرب وموقعها الاستراتيجي، وبسبب أن التحالف حشد إليها أكبر قدر من التعزيزات البرية، التي بدت تمهيداً لمعركة قد تطول، وتردد أنها مخصصة لـ"تحرير صنعاء".
وكان من المتوقع أن يسعى الحوثيون والموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى استهداف القوات التي وصلت إلى المحافظة، لكونها تهدد بنقل المعركة إلى حدود معاقلهم. غير أنه كان مفاجئاً سقوط هذا العدد من قوات التحالف جراء الصاروخ البالستي نوع "توشكا" الذي أطلقه الانقلابيون، وبثوا لاحقاً مقاطع فيديو تظهر لحظة إطلاقه.
وأكدت التصريحات الرسمية اليمنية والإماراتية تباعاً أن الضحايا سقطوا بصاروخ (أرض أرض)، وأصاب، حسب العديد من المؤشرات، مخزناً للأسلحة.
وتعد هذه المرة الأولى التي ينجح فيها الحوثيون والموالون لصالح بإطلاق صاروخ "بالستي" ينتج عنه هذا العدد من الضحايا، إذ لطالما كانت قواعد الصواريخ البالستية اليمنية أبرز أهداف التحالف خلال الفترة الماضية بضربات مكثفة استهدفت أغلبها تل عطان، غرب صنعاء، وجبل نقم إلى الشرق منها.
وجاء الرد على قصف صافر في صنعاء، حيث استهدف التحالف بسلسلة غارات منطقة عطان ومعسكر الحفا في نقم، وتل النهدين، ومساءً تم استهداف مبنى وزارة الدفاع اليمنية، الواقع في قلب العاصمة، منطقة باب اليمن.