أخلى القائمون على مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الحكومي اليوم، بصنعاء، المستشفى من المرضى والعاملين فيه، بعد سلسلة انفجارات شديدة ناتجة عن قصف جوي استهدف مقر قيادة قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) المجاور له.
وقال أحد زوار المستشفى، محمد شرف، إن مستشفى السبعين توقف عن العمل، بينما نُقل المرضى إلى مستشفيات أخرى بعد تضرر المستشفى بالقصف الجوي الذي طال مقر قيادة قوات الأمن الخاصة، من قبل مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأضاف شرف لـ"العربي الجديد"، أن الغارات الجوية استمرت طوال الليلة الماضية وساعات الصباح، ما دفع أغلب العاملين من الأطباء والممرضين والإداريين للبقاء في منازلهم خشية تعرضهم للأذى بفعل القصف.
مشيراً إلى أنه شاهد الآباء والأمهات ينقلون أطفالهم من الحضّانات وغرف المرضى إلى خارج المستشفى.
وأكد شرف أن عدداً من النساء اللاتي ينتظرن الولادة، تم نقلهن إلى مستشفيات أخرى، حيث تعرض بعضهن لمضاعفات في ظل عدم توفر سيارات الإسعاف المتخصصة والكافية لنقل المرضى.
في السياق، قال طبيب التخدير في المستشفى، عمار التام، إن الانفجارات أجبرت الأهالي على إخراج أطفالهم ونسائهم من المستشفى، بالرغم من أن بعضهم لم يتعافَ من العمليات الجراحية والمشاكل الصحية التي يعانون منها، واصفاً ما حدث في المستشفى ب"الوضع الكارثي".
وأشار التام في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إلى أن المستشفى تضرر بحكم قربه الشديد من مقر قيادة قوات الأمن الخاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى تكسر زجاج المستشفى ووصول الأدخنة والشظايا إلى داخله.
مؤكداً أنه جرى إخراج كل من وما في المستشفى، بما فيها العناية المركزة و"الرقود" وحضانات الأطفال.
وأوضح التام أن متطوعين بسياراتهم قاموا بمساعدة المرضى ونقلهم إلى منازلهم ومستشفيات أخرى.
وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية قد حذرت، الإثنين الماضي، من مغبة توقف مستشفى السبعين للأمومة والطفولة، بسبب نقص المحروقات والأدوية، كونه يعالج مئات الأطفال والحوامل يومياً.
من جانبه، وصف نائب مدير المستشفى، هلال البحري، في بيان مشترك صدر عن المنظمة والمستشفى، وضع المستشفى ب"الحرج".
موضحاً أنه "إذا ما أغلق هذا المستشفى، فإن عدد الذين سيقتلون سيكون أكبر بكثير من عدد الذين يسقطون بسبب القنابل والمعارك".
ويُعتبر مستشفى السبعين من أكبر المستشفيات المتخصصة في تقديم الخدمات الصحية للنساء والأطفال، حيث يستقبل حالات من مختلف المحافظات اليمنية باعتباره مستشفى مرجعياً متخصصاً.
ويضم المستشفى مركزاً خاصاً لجراحة الأطفال وآخر لجراحة المعاقين، بالإضافة إلى وجود مبنى المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه.
وسبق لمستشفى السبعين أن تضرر مراراً، بحكم وقوعه إلى جانب واحد من أكبر المعسكرات في العاصمة صنعاء، والذي تعرض للقصف الجوي لأكثر من مرة منذ بداية الحرب، نتج عن ذلك إصابة ثلاثة أطباء.
[b]هروب الطلاب[/b]
في الأثناء، شهدت بعض المراكز الامتحانية، اليوم، بالعاصمة صنعاء هروباً لبعض الطلاب والمراقبين بعد سماع دوي انفجارات شديدة وقعت في مواقع قريبة منهم.
وقال شهود عيان إن عدداً من طلاب المرحلة الأساسية والمراقبين في مدرسة عبد الرزاق الصنعاني، خرجوا من قاعات الامتحانات هرباً بعد سماع انفجارت وقعت في مقر قوات الأمن الخاصة المجاور للمدرسة، بينما كانوا يُمتَحنون في مادة الاجتماعيات.
وتداول ناشطون صور المدرسة القريبة من معسكر قوات الأمن الخاصة بعد القصف والطلاب يفرون منها، بعدما سادت حالة من الذعر والخوف.
وكان طلاب المرحلة الأساسية قد توجهوا، صباح اليوم، إلى قاعات الامتحان، بالرغم من أن صنعاء شهدت أعنف غارات جوية منذ بداية الحرب خلال الساعات الماضية.
وبدأ طلاب الشهادة الأساسية والثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي، السبت الماضي، امتحاناتهم في أغلب محافظات الجمهورية، بعد تأجيل استمر لأكثر من شهرين بسبب الحرب ونقص حاد في موازنة وزارة التربية والتعليم.