على الرغم من حملات القمع وإغلاق مقار وسائل الإعلام التي شنتها مليشيا أنصار الله (الحوثيين)، ظلت صحف اليسار في اليمن هي الأبقى.
وأغلق الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، معظم مقار المحطات التلفزيونية والورقية، وحجبوا عشرات المواقع الإلكترونية، وما يزالون يختطفون ثلاثة عشر صحافياً، بحسب آخر إحصاءات نقابة الصحافيين.
وواصلت صحيفتا "الثوري"، لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني، و"الوحدوي"، الناطقة باسم التنظيم الوحدوي الناصري، إصدارهما الأسبوعي على الرغم من مصاعب العمل وخطر إيقافهما أو اقتحام مقريهما من قبل الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وسبق أن اقتحم الحوثيون مقر الموقع الإلكتروني لصحيفة الثوري "الاشتراكي نت" في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، واختطفوا أحد صحافييه، وأفرجوا عنه في وقت لاحق.
وفي 29 يونيو/ حزيران الماضي، حجبت وزارة الاتصالات اليمنية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، موقع "الوحدوي نت"، عن متصفحيه في البلاد.
وتنتهج الصحيفتان خطاً تحريرياً مناهضاً للحرب التي يشنها الحوثيون وحليفهم صالح، وإطباقهما الحصار المسلح على عدد من المدن من أجل إخضاعها لسيطرتهم.
وبرز عدد لصحيفة "الثوري" حمل عنواناً عريضاً يقول "أيلول الأسود"، في إشارة إلى يوم سقوط صنعاء بيد الحوثيين، أشار كاتبه الصحافي خالد عبدالهادي، إلى أن تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2014، "أصبحت فيه صنعاء تحت إدارة دولة وأمست في قبضة مليشيا".
وقال الصحافي في جريدة "الوحدوي" عمار القدسي، "إن إصدار صحيفة معارضة للحوثيين في صنعاء تحدٍ كبير بل وكل لحظة تتوقع من يأتي ليقتحم مقر الصحيفة ويغلقها بكل سهولة".
وأضاف أن الوضع الأمني وتصاعد الانتهاكات في ظل سلطة الحوثيين يجعل من إعداد أي مادة صحافية ميدانية مخاطرة ومجازفة كبيرة جداً".
وأشار القدسي إلى أن هناك تحدياً آخر يتمثل في توسع رقعة المعارك في أغلب مدن اليمن، "هذا أدى لانحسار توزيع الصحيفة وعدم وصولها لمحافظات الجنوب".
ولا يقف خطر توقف الصحيفتين بسبب الوضع الأمني، إذ تواجهان أعباءً اقتصادية ونقصاً في الكادر البشري وكذلك في إمكانية توفير التيار الكهربائي.