[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

الحرب ترفع أسعار الدواجن في اليمن 50%

مع دخول عيد الأضحى وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء لأسعار قياسية في اليمن، تبدو الدواجن البديل الأمثل، غير أن ما تعرضت له مزارع الدواجن، كما حال أغلب القطاعات في اليمن، في الفترة الأخيرة، حال دون إحلالها بديلاً عن اللحوم الحمراء.

ودمرت الحرب التي اشتدت منذ انقلاب جماعة الحوثيين في سبتمبر/أيلول الماضي، إنتاج الدواجن في اليمن، وأغلقت أغلب الشركات العاملة فيه بعد إعلان إفلاسها.

وذكرت مؤسسة بيت الحرية "فريدوم هاوس يمن"، أن 20 مزرعة للدواجن تعرضت لقصف من طيران التحالف العربي، فيما أدت حروب الحوثيين في محافظات وسط وجنوب اليمن، إلى إغلاق حو إلى 70 مزرعة أخرى للدواجن.

وارتفعت أسعار الدواجن الحية في اليمن منذ أبريل/نيسان الماضي بصورة قياسية، في تحد جديد للفقراء.

وارتفع سعر الدجاجة الواحدة من 700 ريال (3.3 دولارات) في أبريل، إلى 1500 ريال (7 دولارات) في أغسطس/آب، ويقول المنتجون والبائعون إن رفع أسعار الدواجن بنسبة 100% جاء نتيجة قلة الإنتاج، فيما تراجع الطلب على الدواجن نتيجة تدني القدرة الشرائية للمواطن اليمني.

وحسب القائمين على مزارع الدواجن، فإن الارتفاع في الأسعار يعود إلى توقف استيراد المواد اللازمة لإنتاج الدواجن وإلى توقف وإفلاس العديد من شركات ومزارع إنتاج الدواجن، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة المواصلات داخل البلاد بسبب أزمة الوقود.

ويقول عبد المجيد غانم، بائع دجاج في صنعاء ل "العربي الجديد": "المستهلكون خفضوا من شرائهم للدواجن، الذي كان يشتري يومياً أصبح يشتري يومين بالأسبوع فقط، فيما اختفى المشترون من ذوي الدخل المحدود".

ويؤكد علي القدسي صاحب مزارع البركة للدواجن، أن الإنتاج لديهم انخفض بنحو 30% على الأقل.

ويقول القدسي : "الحرب وأزمة الغاز المنزلي أثرتا على مستوى النمو لدى الكتاكيت فلم يعد بمقدور المزرعة توفير كميات مناسبة كل أسبوع كما في الأيام العادية حيث يتأخر الإنتاج فترة تتجاوز أسبوعين وهو ما حدا بالكميات إلى التراجع وأدى ذلك لارتفاع الأسعار".

ويشير باعة الدواجن إلى قلة المعروض في سوق الدواجن الحية المركزي بصنعاء، ويؤكدون أنهم يجدون صعوبة في الحصول على الدواجن حيث أن المعروض منخفض جداً.

ويقول عبدالحميد البيضاني، بائع دواجن, إن "هناك انخفاضاً كبيراً في المعروض القادم من المزارع إلى السوق وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وأصحاب المزارع لم ينتجوا كميات كبيرة منذ بدأت الحرب في مارس الماضي".

ويشير إلى أنه بسبب الحروب الداخلية، وتوقف الأنشطة الاقتصادية وانعدام المشتقات النفطية، ارتفعت أسعار الكتاكيت بنسبة 100% وهو ما عرقل خططهم لإنتاج كميات كبيرة للموسم.

من جهتهم أكد مسؤولون في شركات الإنتاج أن هناك مشكلة أخرى جديدة تتمثل في ارتفاع أسعار الصوص عمر يوم واحد والمخصصة لإنتاج الدواجن اللاحمة من 70 إلى 200 ريال على الأقل، فضلاً عن ارتفاع أعلاف الدواجن بشكل كبير جداً وهو ما حدا بالمزارع للتوقف عن الإنتاج الأمر الذي ضاعف تكلفة قيمة الصوص من جهة والمصاريف التشغيلية للمزارع من جهة أخرى، وأدى لإحجام المزارع نفسها عن شراء كميات كبيرة من الصوص.

ويؤكد مدير مكتب الريف لخدمات الدواجن، الدكتور فريد الجماع، أن إنتاج الدواجن في اليمن بدأ في الانهيار قبل الحرب، وأن الحرب قضت على ما تبقى من مزارع لإنتاج الدواجن كانت تقاوم الصعوبات وتعمل على تزويد السوق المحلي باحتياجاته من الدواجن.

ويشير إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر فادحة بسبب الحرب لم يسبق لها مثيل، نتج عنها إفلاس كثير من المزارعين والمستثمرين في هذا القطاع.

وبحسب بيانات رسمية استهلك اليمنيون في 2013 نحو 265 ألف طن من اللحوم البيضاء، تمكن الإنتاج المحلي من تغطية 60 % منها.

زر الذهاب إلى الأعلى