استشهد شابان فلسطينيان من القدس، اليوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما في مواجهات شهدها مخيم شعفاط شمال القدس، والآخر من مدينة القدس كانت قد أطلقت عليه شرطة الاحتلال النار ظهر اليوم، بعد تنفيذه عملية طعن في مدينة تل أبيب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن حصيلة المواجهات التي اندلعت في القدس والضفة الغربية قد وصلت إلى أكثر من 200 جريح.
وأكدت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" أن الشاب وسام جمال فرج المنسي (20 عاماً)، من سكان مخيم شعفاط شمال القدس، قد استشهد بعد إصابته بعيار ناري في الصدر، فيما أصيب ستة آخرون بالرصاص الحي أحدهم إصابته بالغة الخطورة، و35 أصيبوا بالرصاص المطاطي وعشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع في مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم شعفاط.
ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن المواجهات في مخيم شعفاط تخللها إلقاء الشبان قنابل متفجرة يدوية "أكواع" على جنود الاحتلال، ما أوقع 4 إصابات في صفوفهم، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إصابة 10 جنود قبل أن ينسحبوا وسط إطلاق كثيف للنار والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال الناطق باسم حركة فتح في المخيم، ثائر الفسفوس، لـ"العربي الجديد" أن "الاشتباكات اندلعت في المخيم، بعد أن حاولت قوات الاحتلال اقتحام منزل الشاب صبحي أبو خليفة منفذ الهجوم على مستوطن إسرائيلي في محطة القطار في الشيخ جراح، ظهر اليوم، والذي أصيب بجروح بالغة وتم اعتقاله بعدها.
واندلعت كذلك مواجهات أخرى في قرية الطور بالقدس المحتلة، مما أدى إلى وقوع عددٍ من الإصابات بالرصاص المطاطي، وكذلك إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، أعلن، مساء اليوم، عن شهيد ثانٍ من البلدة القديمة من القدس، هو ثائر خضر أبو غزالة (20 عاماً)، بعد أن طعن مجندة إسرائيلية في تل أبيب، وأصاب 4 إسرائيليين آخرين، قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار عليه ويستشهد عقب ذلك، في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال منزلاً آخر لعائلة الشهيد في بلدة كفر عقب شمال القدس، مما أدى لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال.
من جهة ثانية، انتهت قوات الاحتلال، مساء اليوم، من إقامة بوابات فحص إلكترونية على مداخل البلدة القديمة من القدس لتعزيز أمن المستوطنين هناك، بالتزامن مع تنظيم مجموعات من المستوطنين مسيرات عربدة في محيط البلدة القديمة وفي أزقتها خاصة في شارع الواد.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، عصر اليوم، شاباً مقدسياً بعد عراك مع مجموعة من المستوطنين في القدس الغربية، سبقه تعرض الشاب لاعتداء منهم.
أكثر من 200 مصاب في مواجهات اليوم
إلى ذلك، بلغت حصيلة المواجهات والاعتداءات، اليوم، لقوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس إلى 215 إصابة، وفق تأكيدات من غرفة عمليات الهلال الأحمر الفلسطيني وناشط حقوقي لـ"العربي الجديد".
وأصيب خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المدخل الشمالي لمدينة البيرة 5 شبان بالرصاص الحي و34 بالرصاص المطاطي.
هذا وأصيب خمسة شبان بالرصاص الحي وثمانية شبان آخرين بالرصاص المطاطي و23 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في المواجهات التي شهدها محيط مصانع "كيشوري" الإسرائيلية القريبة من مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، بين طلبة جامعة خضوري وقوات الاحتلال.
وفي قرية عزون، شرق قلقيلية أصيب نحو 10 فلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع في مواجهات ضد الاحتلال، فيما أصيب شاب من قرية بديا جنوب غرب نابلس في اعتداء من المستوطنين، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات في محيط حاجز "dco" شرق مدينة أريحا ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
في السياق ذاته، قال الناشط الحقوقي، زكريا السدة، لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة من المستوطنين اعتدوا على المركبات الفلسطينية بالقرب من قرية جيت شرق قلقيلية ورشقوها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح. إصابتان منهما خطيرتان تم نقلهما إلى الداخل الفلسطيني لتلقي العلاج.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أصيب ثلاثة شبان فلسطينيين بالرصاص الحي، و12 بالرصاص المطاطي إحداها خطيرة، خلال مواجهات ببلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان بينهم طفل.
كما أصيب العشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات شهدتها بلدة يطا جنوب الخليل، ومنطقة رأس الجورة بمدينة الخليل بعد قمع جنود الاحتلال مسيرة غاضبة خرجت من جامعة الخليل أصيب خلالها شاب بالرصاص الحي، فيما اندلعت مواجهات أخرى عند باب الزاوية وسط المدينة، وكذلك منطقة جسر حلحول شمال الخليل هاجم خلالها الشبان مركبات المستوطنين بالحجارة.
وفي هذا السياق أيضاً، اعتدت مجموعة من المستوطنين على الطواقم الصحافية الفلسطينية وحطموا بعض معداتهم أثناء تغطيتهم أحداث عملية الطعن التي تعرض لها مستوطن عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" شمال شرق مدينة الخليل.
كذلك أصيب العشرات من الشبان خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم، أصيب خلالها، أيضاً، جندي بحجر في رأسه، بينما تواصلت المواجهات عند مدخل مخيم عايدة شمال المدينة تمكن خلالها الشبان من إلقاء عبوة متفجرة محلية الصنع "كوع" على البرج العسكرية المقام هناك.