arpo27

أحمد الشرعبي: صالح والحوثي لن يفلتا (حوار)

قال رئيس المركز العام للدراسات والبحوث بمجلس الشورى اليمني أحمد الشرعبي: إن ما شهده اليمن كان انقلابا مسلحا غير كل الانقلابات التي مرت بها نظم الحكم في مشرق العالم وغربه..

انقلاب يبدأ كحركة احتجاجية مطلبية ويتطور برعاية أممية إلى أن يصبح قوة قسرية تضع مؤسسات السلطة تحت تصرفها ورئيس الدولة الشرعي وأركان نظامه قيد الإقامة الجبرية ولا تكتفي حركة الانقلاب بذلك بل وتلاحقهم بسلاح الطيران الحربي إلى عدن.. ثم هناك شراكة جائرة بين القبيلة المنحدرة من رأس النظام السابق وتوبيا العصبية الامامية التي تعرض مشروعها الحقيقي للخطف ووجدت نفسها مجرد ملحق على ذيل الجناح العسكري الاثنا عشري وقيادة سيد طارئ يمارس السلطة من مخبئه في الكهوف بمساعدة ظروف ومكونات دولة رخوة.

وأضاف أن الحوثيين كشفوا عن أهدافهم المبيتة ضد المملكة قبل وبعد الانقلاب وكان هذا محور خطابهم الاستفزازي الموجه ضد السعودية ولم يقتصر ذلك الاستفزاز على نقل علاقاتهم مع إيران من نطاق التأثر والمحاكاة إلى طور التبعية المطلقة ومن ثم القيام بمناورات عسكرية على حدود البلدين مصحوبة بسيل من التصريحات العنترية باستهداف الخليج وتجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة للمشاعر الإسلامية في مختلف أصقاع الأرض. وفيما يلي نص الحوار..

[b]بداية ما هو تقييمك للواقع اليمني الذي تمر به البلاد وكيف قرأت دخول السعودية والخليج في المشهد اليمني عبر عاصفة الحزم؟[/b]

- الوضع كما ترى وتسمع، ووصفه بالسيئ نوع من الخداع قياساً بما آلت إليه حال اليمن من مشاهد كارثية على كل المستويات.. لدينا جيش يعيد تأهيل نفسه في إطار ميليشياوي وهناك انقلاب مسلح غير كل الانقلابات التي مرت بها نظم الحكم في مشرق العالم وغربه.. انقلاب يبدأ كحركة احتجاجية مطلبية ويتطور برعاية أممية إلى أن يصبح قوة قسرية تضع مؤسسات السلطة تحت تصرفها ورئيس الدولة الشرعي وأركان نظامه قيد الإقامة الجبرية ولا تكتفي حركة الانقلاب بذلك بل وتلاحقهم بسلاح الطيران الحربي إلى عدن. ثم هناك شراكة جائرة بين القبيلة المنحدرة من رأس النظام السابق وتوبيا العصبية الأمامية التي تعرض مشروعها الحقيقي للخطف ووجدت نفسها مجرد ملحق على ذيل الجناح العسكري الاثنا عشري وقيادة سيد طارئ يمارس السلطة من مخبئه في الكهوف بمساعدة ظروف ومكونات دولة رخوة وهو إلى جانب هذا لا يدري ما يفعل بالسلطة ولا يقدر تبعاتها فيلوذ بمنطق الحرب الداخلية على مختلف أرجاء الوطن ولأن الحرب مشروعه الاستثماري الوحيد لم يتورع عن الاندفاع صوب جبهة حرب أخرى لا قبل له بها مع أشقاء اليمن في المملكة العربية السعودية دون تفويض شعبي أو مبرر منطقي.. وبالنتيجة نحن أمام محصلة كارثية في بلد مؤسساته منهارة واقتصاده مدمر.

الصورة قاتمة جداً وما يزيدها قتامة دور المنظمات الدولية ومبعوثي الأمم المتحدة الذين صاروا كالشعراء يقولون ما لا يفعلون ويمكنك ملاحظة ذلك من ثلاث محطات أولاها شراكة المبعوث الأممي السابق في تأمين الغطاء غير القانوني للانقلاب ورعايته وثيقة السلم والشراكة في 21 سبمتبر.. وفي المحطة الثانية صدور القرار الأممي (2216) وبقاؤه معلقاً أو بالأحرى على طاولة الجدل وأخيراً محاولات الضغط على الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي بهدف استدراجها إلى مفاوضات تساوي بين الضحية والجلاد.. بين سلطة منتخبة من الشعب من جهة وجماعة انقلابية تسرق سلاح الشعب وتنتهك قيم المواطنة وتضع نفسها فوق القانون وفوق المساءلة.

أما بصدد الأشقاء في دول الخليج وبالصدارة المملكة العربية السعودية فقد وفروا للرئيس السابق فرصة الخروج الآمن من السلطة وبذلوا جهداً استثنائياً جباراً لإنقاذه من نقمة الشعب ومخالب الخصوم وأطلقوا مبادرتهم بضمان حصانته من المسائلة خلافاً لقوانين الأرض وشرائع السماء هذا أولاً، وثانياً تأمين شراكة حزبه المؤتمر الشعبي العام بـ50 % من السلطة الانتقالية والأشقاء وأعني بهذا المملكة العربية السعودية احتضنوا الرئيس السابق واستقطبوا أبرز المهارات الطبية العالمية لإنقاذه ورفاقه بعد تعرضهم لجريمة الاعتداء الغادر في ما عرف بمفخخات جامع النهدين الرئاسية والواقع أن الرجل أحرق البلد انتقاما لجراحه التي لم تشف.

وخلال هذه الرحلة ينظر إلى الدور الخليجي بشيء من العتب لأنهم لم يحسنوا التعاطي مع تعقيدات الوضع الداخلي واقتصر دورهم على وضع البصمة الخليجية على مبادرة أعدها صالح وبعض خصومه لإجهاض المطالب الشعبية بالتغيير.

لكن نشوب الحرب بهذه الصورة الفاجعة متعددة الرؤوس والساحات والأبعاد والأهداف والحسابات والتقنات والمحاور، إلى جانب جر البلاد في أتون حرب داخلية يخوضها الحوثيون وقوات حرس الرئيس السابق في مواجهة الشرعية والمجتمع وحرب في مواجهة الخليج والسعودية تحديداً وضع اليمن على فوهة البركان.

الحوثيون يشبهون عزب الويل الذي يفرح بالتهم وهم كشفوا عن أهدافهم المبيتة ضد المملكة قبل وبعد الانقلاب وكان هذا محور خطابهم الاستفزازي الموجه ضد السعودية ولم يقتصر ذلك الاستفزاز على نقل علاقاتهم مع إيران من نطاق التأثر والمحاكاة إلى طور التبعية المطلقة ومن ثم القيام بمناورات عسكرية على حدود البلدين مصحوبة بسيل من غثأ التصريحات العنترية باستهداف الخليج وتجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة للمشاعر الإسلامية في مختلف أصقاع الأرض، وفي تقديرنا أن السعودية دعيت إلى الحرب ولم تأت من تلقاء نفسها وإذا أردنا معالجة الأزمة فالبداية تتوقف على شجاعتنا في الإقرار بالخطأ فما من أسباب أخرى لهذه الحرب غير تلك التي خطبها الانقلاب باليد واللسان والراحلة.

[u]إيجابيات العاصفة[/u]

[b]برأيك، ما هي أهم إيجابيات عاصفة الحزم في رأيكم؟[/b]

- لم يحن الوقت بعد للحديث عن الإيجابيات لأن الحروب بمقدماتها والايجابيات بما تسفر عنه من نتائج وأجد أن الايجابية الوحيدة الراهنة تتمثل في شراكة اليمن مع محيطه الاقليمي في التصدي للأطماع الخارجية أما ما دون ذلك فلايزال موضوعاً للتأمل والبحث. وفي الغالب فهذه العلاقات لن تعود إلى ما كانت عليه من التردد والضبابية ولن تذهب أبعد مما هي فيه لأن امتزاج الدم اليمني الخليجي هو أعلى صور الالتحام وأوثق عرى التكامل

[b]ما هي التأثيرات المتوقعة على الحوثيين وحليفهم صالح جراء عاصفة الحزم وما هي انعكاساتها على مستقبلهما؟[/b]

- مستقبل صالح والحوثيين مرهون بقدرة المشروع الإمامي على التواري مجدداً في أجندات السياسة ومدى تقبل صالح العمل في إطار هذا المشروع من عدمه ومنسوب تماسك مكونات الإرث الماضوي على صعيد المستقبل القريب وفي ما عدا ذلك فإن جزءا من مستقبلهما ينتهي من حيث بدأ.. ومع ذلك فإن السياسة في البلدان العربية ليس بها ثابت قيمي يحكمها ومن يدري فربما يكتب لخيبات التحالف الحوثي الصالحي عودة أخرى من محطة المغادرة وتلك مسألة يقررها الأشقاء في الخليج.. أما على المستوى الداخلي فما من مستقبل يمكن انبعاثه من تحت الأنقاض ولا أتصور قدرتهما على الإفلات من المسؤولية الأخلاقية عن ما حدث وسيعجز كل منهما عن تقمص دور البطل الوطني المدافع عن السيادة لأنهما منفردان ومتحالفان قدما الوطن فريسة سهلة لكل أمراض الجهل والتخلف والاستبداد ولست أقول فيهما أكثر مما قاله الأقدمون ويلي عليك وويلي منك يا رجل.

[u]واقع المؤتمر الشعبي العام[/u]

[b]ما هي قراءتك لوضع حزب المؤتمر الشعبي في المستقبل؟[/b]

- المؤتمر الشعبي العام حزام ناسف أعادت الإمامة ربطه بخاصرة الحوثي وصالح وانفجر بنا وبها وباليمنيين كل اليمنيين لهذا فالتعويل على دور المؤتمر مستقبلا يدخل في إطار الأحلام التي يشحذها العوز أما على مستوى الواقع فلست أرى غير قيادات وطنية مؤتمرية نأت بنفسها عن المشروع الإمامي وانحازت للوطن ولايزال بوسعها إعادة فلترة مكونها السابق أو تأسيس كيان سياسي جديد ينقذ المزهريات المتبقية في جدارية الانتماء الوطني ويرمم خراب الضمائر ليس في المؤتمر فقط ولكن على مختلف الجبهات الداخلية.

[u]تحولات الموقف الخليجي[/u]

[b]كيف تابعت التحولات في المواقف الخليجية تجاه اليمن؟ وما هي توجهات الخليج في مستقبل الأيام برأيك؟ وهل يمكن أن نشهد قوة عربية ضاغطة تصنع تغييراً كبيراً في المنطقة؟[/b]

- أولاً ليس هناك تحولات استراتيجية في الرؤية الخليجية تجاه اليمن والمنطقة العربية وما يحدث أن حالة طيش أرعن استدعى الخليج إلى ساحة حرب يخوضها الأشقاء دفاعاً عن الذات أولاً، وثانياً وثالثاً ثم هي في أحد جوانبها استجابة شجاعة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي تدخل الخليج لصد العدوان الميليشياوي على الدولة والشعب ومع ذلك ثمة عامل رئيسي يحكم المعادلة وبيد الأشقاء في الخليج زمامه، فليس صحيحاً أن تمتزج الدماء ولا تندمج لحمة شعوبنا وتتكامل قدراتها البشرية والاقتصادية والتعلمية وبطبعية الحال فإن الرهان على قوة عربية ضاغطة لا معنى له دون بدايات جادة تنطلق من المخاض الراهن إلى المتاحات التي تتخلق مستقبلاً أعني أنه لابد أن يكون لأي تغيير مستقبلي محطة انطلاق ولا أرى اختبارا عملياً لهذا التغيير أكثر من مستقبل العلاقات اليمنية الخليجية.

[u]دور إيران في المنطقة[/u]

[b]ما هو تأثير عاصفة الحزم وإعادة الأمل وتشكيل قوات التحالف على الدور الإيراني في اليمن والمنطقة؟ وهل نستطيع أن نقول إن دور إيران في المنطقة في تضاعف مستمر؟[/b]

- إيران تتخذ من اليمن ممراً لأطماعها في الخليج والأخير مطالب باعتبار اليمن جزءا منه وجزءا من أمنه الحيوي من تضاريسه الجغرافية من تركيبته الاجتماعية واقتصار الرؤية الخليجية لليمن على الفجوة الاقتصادية والأمنية يؤسس الكثير من أعراض الغبن لدى اليمنيين ومن ثمة القابلية اللاواعية تجاه عمليات الاستثمار الفارسي والأجنبي في أخطاء الرؤية المتعالية والمؤسف حقاً بقاء الحال كما هو في ما يخص القضايا الاستراتيجية وعلى ما يبدو فقد توقف العقل عند الحرب وسجالاتها ولم يعن لا الأشقاء في الخليج ولا الشرعية اليمنية بمنطق الأشياء فالحرب تستشري وتتسع وما من حديث عن اعتمالاتها وإيضاح مصوغاتها وفي الوقت نفسه، لا يوجد تصور أولي أو خط بياني يحدد أولويات المستقبل وفي رأيي هذه أول حرب تبعث حممها على مختلف الجبهات بعيداً عن أدوات التعبئة اليقينية بماهية الانتصار الذي يراد تحقيقه.. منها خذ على سبيل المثال مهام ما بعد الحرب وإعادة الإعمار ورأب الصدع الاجتماعي وجبر الكسور التي أصابت بنية المجتمع وما يراد من هذه الحرب على جهة تفكيك المشروع الإمامي وتعريته ودور الثقافة في استنهاض خصوصيات العلائق اليمنية الخليجية ودور ورسالة الفكر في تفويض معابر التسلل الإيراني إلى اليمن كما هو في الخليج وإن كان مرئياً في بلادنا بحكم الحمق ومستتراً خبيئا متحيناً في مختلف دول الخليج لهذا نقول يا أشقاءنا لماذا نحتاج إلى دور ترجمة ونشر حتى نفهم بعض كما يجب خاصة وأن هذه الترجمة لا تبدو احتياجاً قائماً في مضمار علاقات إيران ببؤرها المرتهنة وجاهزياتها لقتال العرب بالعرب وقتل اليمنيين باليمنيين، هل يدرك الأشقاء– مثلاً– أن التسلل الإيراني الحديث في اليمن بدأ أيام الشاه وليس على عهد الخميني كما يرى أبعدهم نظراً؟..

[b]إن قالوا لا فهذه دعوة مفتوحة أتمنى وضعها على طاولة نقاش وإن قيل نعم فما هو مشروعنا اليمني الخليجي المشترك تجاه الحرب بالمعرفة؟[/b]

أستطيع القول إن الذراع الإيراني في اليمن هُشّم لكنه لم يبتر وهناك مثل سائد يقول الضربة التي لا ترديك تقّويك وإذا رأينا هذا الدور من خلال الحرب فسنقول أشياء كثيرة عن الوقائع فوق صفيح الأحداث أما الجمرة الذاكية تحت الصفيح فستظل خابية واعدة وقد يستبدل الصفيح بآخر أكثر سماكة وسيكون القادم أسوأ إذا استمر تغييب المعرفة وظلت نظرة الخليج على طبيعتها السابقة التي ترى في نشوء دولة يمنية محترمة فائضا عن الحاجة وفي قيام مشروع استراتيجي ينتظم اليمن وأشقاءه مجرد عبء لا مسوغ له، وما أستغرب له أن تكون أحلام الإمبراطورية الفارسية استأنفت عملها في اليمن قبل خمسة عقود فيما يقول خطابنا السياسي والإعلامي إن إيران ظاهرة طارئة تم اكتشافها مؤخراً في أحد جروف منطقة نائية في محافظة صعدة اليمنية.. إيران تعزف على أوتار الفتنة الأولى في الإسلام وتستخدم الغطاء السلالي والعنصري البغيضين لتمزيق الأمة العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج ويجنح خيالها المريض في أصقاع كثيرة بجناح الحسينيات والحسنيات بينما أمتنا العربية تقاتل حيناً في أفغانستان والشيشان دفاعاً عن المشاريع الأميركية المشبوهة وأحياناً تدفع الشباب من أبنائها للقتال في السلفادور ونيكارجوا غيرة على مقدسات الدب الروسي الجارح.

[u]ماذا بعد؟[/u]

[b]ما هي قراءتك لمستقبل اليمن بعد عاصفة الحزم والأمل؟[/b]

- المستقبل يبدأ من الآن.. أقصد ما تتاح رؤيته من بوادر تحرك واتجاهات عمل وما يتاح إدراكه من باقات متناثرة في طبق النوايا الحسنة.. وإلى هذه اللحظة هناك خرابيش على جدار المستقبل ومعظمها غير مفهوم وتتعذر قراءته نظراً للقصور الفادح في أداء الشرعية السياسية الدستورية لأن هذا الأداء ولسوء الحظ بعيد الصلة عن وظائف الدول المستقرة أو التي تمر بظروف استثنائية تحت وطأة النزوح الاضطراري.. هناك حكومات مرت بأحوال أشد قسوة وتعرضت هي بشخوصها وبالوطن الذي تمثله لمحاولات اقتلاع من الجذور ولكنها استطاعت ضبط الإيقاع العام لعملها ووسعت من دائرة خياراتها وأحسنت التعامل مع المعطيات المحيطة بها وأدارت تحدي الكينونة برشد ومسؤولية وانضباط وعرفت كيف تستثمر الإمكانات الموجهة لنصرتها بالطريقة الصحيحة وأحدث الأمثلة على ذلك ما واجهته حكومة آل الصباح إثر الاحتلال العراقي المباغت للكويت، لكن هذا ما يغيب عن الشرعية اليمنية حيث يتسع الخرق يوماً إثر آخر وأشعر كما هو شعور غالبية الشعب اليمني بأن الانقلاب عن الشرعية ثلاثي الأبعاد.. أيران والتحالف الحوثي الإمامي الصالحي وأداء الشرعية كجانب مكمل.. لذلك تبدو الصورة سيئة على صعيد المستقبل وما لم يتم الربط بين هدف دحر الانقلاب من جهة وبين تصويب مسار الشرعية فإن المستقبل لن يكون مبشراً.. اسأل أي فعالية سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو أمنية محسوبة على الرئيس هادي أو بالأحرى شرعيته الدستورية المعتدى عليها.. وستجد الكثير من بواعث الارتياب والتشكك لدى كل هذه الفعاليات وعدم الرضا من كل المحيطين بالشرعية تجاه بعضهم البعض، ما الذي يحدث إذاً ولماذا يحدث وأيديهم جميعاً لاتزال مدماة من الانقلابيين في الداخل.. نحن اليمنيين لسنا بندق صيد يتداوله الهواة وبلادنا لم يخترها الله ساحة أبدية للحروب، وإذا كان للأشقاء رغبة في الإفادة من مقدرات اليمن الجغرافية والبشرية فذلك موضوع شراكة لا يتعين استدعاؤها بنظام الوجبات السريعة فإما أن يؤخذ اليمن كمنظومة واحدة في ظل دولة محترمة ونظام سياسي مقبول شعبياً أو يترك لشأنه ليصبح نافذة مفتوحة للأفاعي السامة أو المهجنة وإذا لم يحسم الأشقاء الأمر باتجاه قرار استراتيجي يستوعب اليمن ضمن مجلس التعاون وفق شروط لا ننكر عليهم الحق في إثارتها كالسلاح والقات والثأر، فإن أي طروحات تخص المستقبل ستبقى مجرد تمنيات على مهب الريح وبالخلاصة هناك بلد مدمر وجراحة عميقة ولم يكن هذا ليحدث لو أن الأشقاء أحسنوا التعاطي مع اليمن وقصروا تعاملاتهم السابقة منذ 1962م على نافذة واحدة هي الدولة لو كان هذا قد حدث ما كنا نصل إلى النكبة فهل صار بوسعنا القول رب ضارة نافعة وتغدو رؤية المستقبل ممكنة واستشرافاته قائمة على مقدمات واضحة وأسس مرعية وقواعد لا تحتمل الهرب مجدداً من فناء الدولة إلى الممرات الخلفية للايدولوجيا الحزبية والعصبيات القبلية والمذهبية.. إن كان هذا ممكنا أقول لك إن اليمن الجديد موعود بالرخاء والاستقرار والرفاهية.

أما إذا ظل رهان الحرب لذاته سائداً وأخطاء الساسة «على قفا من يشيل» كما يقول إخواننا المصريون دون حساب أو تقويم فإن وعد الخراب سيتسيد المستقبل وذلك ما نخشاه كيمنيين وما نلفت الأشقاء لمخاطره قبل أن يصير واقعاً مفروضاً كما هي الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى