هل يتحمل المشهد اليمني المأزوم مزيدا من الأزمات؟ وماذا لو كانت الأزمة الجديدة تتعلق بشخصين يتطلع إليهما الشعب اليمني بوصفهما من رموز الحل لا الأزمة؟ وما تداعياتها؟ خاصة أنها تتعلق بخلافات بين الرئيس هادي ونائبه خالد بحاح.
تتجه العلاقة بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح نحو مزيد من التصعيد، بعد اتساع هوة الخلاف بينهما بشأن عدد من القضايا، أبرزها ما يتعلق بمنع وزير الخارجية رياض ياسين من حضور الاجتماعات الدورية للحكومة، وإصدار بحاح -الذي يترأسها- توجيهات إلى وكالة أنباء "سبأ" الرسمية بعدم نشر الأخبار المتعلقة بالوزير ياسين.
ويرى المراقبون في خلافات الرئيس اليمني ونائبه -الذي يشغل منصب رئيس الحكومة- "مؤشرا على صراع إرادات حقيقي في رئاسة الدولة يصب لصالح الحوثيين وحلفائهم"، وحذروا من تداعيات ذلك.
ويرى الكاتب أحمد الزرقة أن الخلافات بين الرجلين "أكبر مما هو واضح، وناجمة عن فقدان الثقة بينهما بسبب اختلاف وجهات النظر، نظرا لعدم وضوح المهام، واستناد كل طرف لعدد من الأطراف الدولية الخارجية المنقسمة في ما بينها تجاه الملف اليمني".
[b]مخاوف وتحذيرات[/b]
وأوضح الزرقة للجزيرة نت أن بعض هذه الخلافات "ظهر جلياً في ما يتعلق بمنصب وزير الخارجية رياض ياسين، بعد اتهامه بحاح بمهادنة الحوثيين وصالح، في حين يرى بحاح أن هادي قام بفرض الوزير عليه دون استشارته".
كما حذّر الكاتب من أثر تفاقم الخلافات، قائلا إنها ستؤدي إلى "إضعاف موقف الحكومة بجعلها جزءا أساسيا من المشكلة لا الحل، مع تأخر اتخاذ قرارات تهدف إلى خلاص البلاد من المحنة التي تمر بها، الأمر الذي يحتم على هادي وبحاح تجاوز هذه الخلافات أو رحيل أحدهما إذا كانا غير قادرين على التعامل كفريق واحد".
ويرى الزرقة أن وجود بحاح "لم يكن مناسبا للمرحلة، فالرجل لا يملك خبرة سياسية مناسبة، وليست لدية قدرة على الاحتواء، ونظرته للأمور قاصرة، كما أن وزير الخارجية يبدو بعيدا عن معرفة حقيقة مهامه في مرحلة حساسة، ولا أدل على ذلك من قائمة التعيينات الأخيرة له في السفارات اليمنية".
[b]تسريبات[/b]
ونبّه رئيس "مركز الشفافية" سعيد عبد المؤمن إلى أن الحديث عن خلافات بين هادي وبحاح مصدره تسريبات، دون سماع حديث من أحد الطرفين، محذرا من أن ظهور مثل هذه الخلافات "قد يؤثر كثيرا على الرأي العام الداخلي ويشعره بأن القيادات مشغولة بقضايا لا مكان لها في الوقت الحالي، كما يجعل الأمور في الميدان تسوء أكثر".
وقال للجزيرة نت إن صحة هذه التسريبات والأخبار "أمر مرتبط بإدارة الدولة، وهو ما نراه على الواقع من عجز الرجلين عن الانتقال إلى داخل اليمن، وبالذات المناطق التي سيطرت عليها القوى الموالية لهما، والتفاعل مع الواقع العملي بمعالجة قضايا وهموم المجتمع".
وفي ما يتعلق برياض ياسين، قال "إن قضيته مرتبطة بتكليفه بالعمل وزيرا للخارجية عندما كان رئيس الوزراء ووزير الخارجية تحت الإقامة الجبرية، ولكن كان يجب على الرئيس والحكومة تحديد وضعه بدقة بعد عودة رئيس الوزراء لممارسة نشاطه".
[b]العودة[/b]
من جهته، تحدث الكاتب عبد الملك شمسان عن معلومات جديدة من مصادر مطلعة بشأن قرب عودة الرئيس ونائبه، معتبرا ذلك "أمرا إيجابيا لأنه ليس من الجيد في عدن والمحافظات المحررة أن تخرج السلطات الانقلابية ولا تدخل السلطات الشرعية، لكن عودة الاتفاق بينهما من أجل الوطن، أهم من عودتهم إلى أرض الوطن".
وقال للجزيرة نت "الخلاف طبيعي والإسراع إلى إنهائه طبيعي، وهذا ما يفترض خاصة إذا قام المحيطون بكل منهما بلعب دور يتغلب فيه البعد الوطني على حساب البعد الشخصي، بهدف تجاوز تأثيرات سلبية جدا على كل من مناطق المقاومة والمناطق المحررة لاستمرار هذا الخلاف".
وأضاف "لو لم يكن من سلبيات خلافهم إلا اقتطاع هذه المساحة من وسائل الإعلام على حساب المقاومة لكفى، ولهذا يجدر بالاثنين أن يتخيلا شعور المواطن اليمني إزاء خلافهما، خاصة في هذه المرحلة التي ينتظر فيها اليمني أن يسمع عن خلاف صالح والحوثي لا عن خلاف الرئيس ونائبه".