أعلنت السلطات المصرية، اليوم السبت، العثور على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الروسية، فيما توجه محققون وخبراء جنائيون روس إلى مصر للمشاركة بالتحقيق في ملابسات الكارثة.
وقال مسؤول مصري إن سلطات بلاده عثرت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الروسية التي تحطمت فوق منطقة الحسنة، بوسط سيناء، ما أدى لمقتل 212 راكباً، بالإضافة إلى 12 هم أفراد طاقمها.
وعلم "العربي الجديد" أن أجهزة استخباراتية مصرية عدة في حال انعقاد منذ صباح اليوم السبت، لتحديد أسباب سقوط الطائرة.
في السياق نفسه، أكد المتحدث الرسمي باسم لجنة التحقيق الروسية، فلاديمير ماركين، توجه محققين وخبراء جنائيين روس على متن طائرات وزارة الطوارئ إلى مصر، للمشاركة في التحقيق في ملابسات الكارثة. كذلك يتوجه وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف هو الآخر إلى مصر.
وقالت مصادر حكومية مصرية إنه "رغم عدم اكتشاف ما يفيد بإسقاط الطائرة بطريقة متعمدة، إلا أنه لا يمكن استبعاد أي احتمال، بما في ذلك أن يكون تم استهداف الطائرة من قبل مسلحين، أو أي عمل إرهابي آخر".
من جهتها، أكدت مصادر طبية خاصة أنه لم يتم حتى اللحظة وصول أي مصاب من ضحايا الطائرة للمستشفيات القريبة، وأن سيارات الإسعاف نقلت العشرات من الجثث فقط.
وكان تنظيم "ولاية سيناء" المسلح أعلن نهاية العام الماضي، عبر أشرطة مصورة، استخدامه صواريخ من نوع "سام 7"، وهي صواريخ متطورة لاستهداف الطائرات.
وأثار استخدام التنظيم هذه النوعية من الصواريخ حالة من التخوف الشديد، والتساؤلات حول كيفية حصول "ولاية سيناء" على مثل هذه الأسلحة المتطورة. لكن المفاجأة الأكبر هي استخدام التنظيم في استهدافه آلية تابعة لقوات الجيش في سيناء، في كمين كرم القواديس، صواريخ من نوع "كورنيت"، الموجّهة عن بعد.
وهذه الصواريخ روسية الصنع، وتم الإعلان الرسمي عن دخول هذا النظام للخدمة في الجيش الروسي في أكتوبر/تشرين الأول عام 1994، بينما تم البدء في تطويره عام 1988.
وتتعامل هذه النوعية من الصواريخ مع خليط من الأهداف البرية الثابتة والمتحركة كالدبابات وعربات القتال المدرعة والمخابئ والتحصينات، لاعتمادها في الأساس على نظام توجيه "ليزري" نصف أتوماتيكي سهل.
كذلك يفرض ظهور هذا النوع من الصواريخ مرحلة جديدة من الحرب القائمة بين التنظيم المسلح والجيش في سيناء، إذ بات في مقدور "ولاية سيناء" إطلاق عدة صواريخ على عدة مدرعات وآليات عسكرية في أي مكان من سيناء، من دون تكبّد عناء الدخول في صدامات ومواجهات مسلحة.
ويمكن لعناصر التنظيم تحديد أهدافهم وإطلاق صواريخ عن طريق التوجيه للأهداف، ومن ثم تحقيق إصابة مباشرة في صفوف القوات، وخصوصاً أن سرعة الصاروخ تتجاوز حاجز الصوت، ومن ثم الاختفاء عن الأنظار.