أرشيف محلي

تشابالا يحرج "القاعدة" في المكلا

استفاق تنظيم "القاعدة" في محافظة حضرموت على وقع الإحراج، بعد تواريه خلال الأيام الماضية، ليشارك في الاستعدادات لوصول إعصار "تشابالا"، الذي يهدّد المنطقة في ظل الإمكانيات المحدودة.

ومن المتوقع أن تكون المكلا ومدن ساحل حضرموت ثاني محطات تشابالا، بعد ضربه يوم الأحد جزيرة سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي، مما أدى إلى نزوح مئات الأسر باتجاه المرتفعات.

وارتفعت أمواج البحر نسبياً فجر أمس، لتصل إلى بعض الشوارع. لكن لا تزال خارج دائرة الخطر. وبحسب موقع (windyty) المتخصص في الطقس، يقترب الإعصار، منذ الأمس، من سواحل حضرموت والمهرة ويتجه غرباً نحو شبوة.

وقال مصدر مطلع إن تنظيم "القاعدة" الذي يسيطر على المدينة خصص 20 سيارة للإنقاذ، تجول بعضها مساء أمس في شوارع المدينة تحت لافتة "فرقة الإنقاذ"، محذرةً المواطنين من خطورة الإعصار. وأشار المصدر نفسه إلى أن التنظيم قام بإخلاء القصر الجمهوري الذي يسيطر عليه منذ أبريل/ نيسان الماضي، ليكون مركزاً لإيواء النازحين إلى جانب أماكن أخرى.

وبحسب المصدر، فقد أعطى التنظيم وعوداً بعدم استهداف أية مروحيات تدخل أجواء المكلا للإنقاذ، وخصوصاً أن المدينة باتت مغلقة على تنظيم "القاعدة"، وتجنبت المنظمات الدولية التدخل فيها طيلة الأشهر الماضية خشية استهدافها.

ويحاول تنظيم "القاعدة" من خلال هذه المشاركة ترميم صورته التي تشوهت بفعل سيطرته على مدينة المكلا وتسببه في تعطيل الكثير من المصالح العامة، واستهداف مزارات صوفية، مما أثر على حاضنته الشعبية.

وظل التنظيم صامتا خلال الأيام الماضية، نائياً بنفسه عن الاستعدادات الرسمية والشعبية، غير أنه رضخ على ما يبدو لضغوط اجتماعية ومنشورات ساخرة في مواقع التواصل تجنباً للإحراج.

وتباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد لمشاركة "القاعدة" في الاستعدادات، باعتبارها جزءاً من عمل إنساني، وما بين منتقد يطالب برحيل التنظيم كي تعود مؤسسات الدولة إلى العمل بصورة طبيعية. وسيطر تنظيم "القاعدة" على مدينة المكلا في 2 أبريل/ نيسان الماضي، مما يضاعف معاناة السكان في مواجهة تشابالا في ظل غياب السلطات المحلية.

وعلى مستوى الاستعدادات، قالت مصادر محلية في مدينة المكلا إن لجنة الطوارئ، التي شكلها المحافظ عادل باحميد، بدأت بالاستعدادات في ظل شحة إمكانيات السلامة والإنقاذ. وبحسب المصادر، قامت اللجنة بتهيئة مستشفيات المدينة وإخلاء القريبة منها من البحر وتحديد أماكن بديلة لإقامة مستشفيات ميدانية، وإيواء النازحين.

وإلى جانب الإنقاذ، أفادت المصادر بأن المدينة تعاني من عدم وجود مروحيات وفرق متخصصة للإنقاذ والدفاع المدني، فيما تطوع آخرون لهذه المهمة.

في هذه الأثناء، قامت لجان رسمية وشعبية بتصفية مجاري السيول من أشجار السيسبان، التي كانت أحد أسباب تفاقم كارثة سيول 2008 الشهيرة، والتي راح ضحيتها المئات ما بين جريح وقتيل وتدمرت آلاف المنازل.

زر الذهاب إلى الأعلى