[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سعيد ثابت يكشف عن وثيقة هامة بخط الزبيري

بقلم: سعيد ثابت سعيد

لا تزال قضية اغتيال الشهيد محمد محمود الزبيري تثير جدلاً واسعاً في أوساط الباحثين والنخب السياسية اليمنية حتى اليوم حول الجهات المحرضة والممولة لعملية الاغتيال، وأسباب ودوافع تغييبه عن الساحة اليمنية، لاسيما أن الاغتيال تزامن مع انتهاء التحضير لعقد المؤتمر الوطني للسلام.

والحديث عن ملابسات استشهاد الزبيري باعتباره أول زعيم سياسي معارض للنظام العسكري في اليمن، كما كان أبرز زعيم معارض للنظام الملكي الوراثي، يقتضي التطرق إلى الأحداث والتطورات التي سبقت عملية اغتياله، وشكلت إرهاصات ومقدمات قوية للتعجيل بوضع نهاية دراماتيكية لحياته، إذ وجه الزبيري رسالة إلى ثلاث دول عربية هي مصر والجزائر والعراق بواسطة سفرائها في اليمن قبل استشهاده بأقل من 72 ساعة.

الرسالة كانت بمثابة انطلاقة عمل دبلوماسي منشود لحزب الله يتجاوز الإطار المحلي إلى الفضاء العربي لتوضيح حقيقة موقف المعارضة الجمهورية للنظام العسكري في صنعاء، الرسالة التاريخية الموقعة بقلم الزبيري في تاريخ 27 ذي الحجة 1384ه الموافق 30 مارس1965 وذيلها بعبارة (عن حزب الله) تكشف في مقدمتها عن أن الزبيري سبق له تقديم مذكرتين إلى سفراء الدول الثلاث، ولكن بطريقة غير مباشرة، بواسطة القيادة العربية (المصرية) في منطقة برط.

يوضح الزبيري في رسالته أن حزب الله منذ أشهر يطالب بعقد (مؤتمر وطني للسلام) هدفه دعم النظام الجمهوري، وإنهاء الحرب الأهلية بالطرق السلمية والشعبية، وإنقاذ البلاد مما أسماها المأساة المروعة، ومن الاستعمار، والتآمر الدولي، وقال الزبيري: "تلك أهداف لا تستطيع المتحدة (يقصد بها مصر) تحقيقها، إن لم تكن القوى الشعبية متضامنة ومجتمعة في المؤتمر الوطني المقترح تحقيقها".

ويرفع الزبيري من نبرة انتقاداته للأجهزة العسكرية والاستخباراتية المصرية العاملة في اليمن فبدت كما لو أنها شكوى بصوت عال لدول عربية ذات ثقل وتأثير على (القاهرة) يقول في رسالته: "بينما نحن ننتظر الإجابة المعقولة إذا بالمسؤولين العرب (المصريين) يهددون ويتآمرون ضد الدعوة إلى الأخوة والسلام، ويخلقون الفتن الخطيرة، ويوزعون الأموال الطائلة، والأسلحة لشراء الذمم، ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة، متجاهلين الوجود اليمني في النطاق الرسمي والشعبي معاً، مما أكد لقبائل المشرق وغيرها (الموالين للعهد الإمامي) دعايات الأعداء، وأتاحت لهم الفرصة للاندفاع نحو أموال وأسلحة أخرى، تبذل لشراء الذمم وخلق المعارك من الجهات المعادية."

كانت هذه الرسالة، بمثابة صفارة انطلاق قطار المعارضة الجمهورية باتجاه تكريس القطيعة مع القصر الرئاسي في صنعاء.

وتؤكد الرسالة أيضاً علانية نشاط المعارضة التي يقودها الزبيري، وشفافيتها، حتى لا تعطي أي مبرر لاتهامها بالتآمر أو الدسّ في علاقات صنعاء بدول عربية تعدّ أشدّ المتحمسين للثورة اليمنية وللنظام الجمهوري الجديد.
وبمناسبة الحديث عن معارضة النظام العسكري أجد نفسي مضطرا لتوضيح موقف الزبيري وأنصاره من الحكم العسكري، فهم كانوا يفرقون بينه وبين العسكر والضباط والجنود، فهؤلاء هم جزء من الشعب، ولهم وظائف محددة تنصب في الدفاع عن الوطن والتصدي للغزاة، وحماية الشرعية الدستورية المنبثقة عن الإرادة الشعبية دون التدخل في تغيير أو تزوير هذه الإرادة.. فأن يرفضوا الحكم العسكري إذن لا يعني طعناً في الضباط والجنود، إنما يعني رفض الحكم عن طريق القوة كرفضه للحكم عن طريق الوراثة، لأن الحكم عن طريق القوة أو الوراثة يتناقض مع الإسلام أساساً، ويتنافى مع حقوق الإنسان، بل ومع مبادئ الثورة التي أعلنها الضباط الأحرار.

الرسالة/الوثيقة مؤشرات جديدة
بينما كنت أكتب هذه السطور حصلت على وثيقة تاريخية بامتياز، ولم يسبق أن نشرها أحد، وهي رسالة كتبها الشهيد الزبيري قبل اغتياله بأيام قليلة إلى الشيخ ناصر علي البخيتي (رحمه الله)، ويكشف الزبيري فيها عن متاعبه التي تعرض لها من القوات المصرية العاملة في اليمن، ويبوح لأول مرة لهذا الشيخ بأحاسيسه باقتراب أجله، ويصارحه بكلمات لا تحتمل أي تأويل أن أي حادث يتعرض له في قابل الأيام فإن المسؤولية تتحملها القوات المصرية وأجهزتها العاملة في اليمن، وهي إشارة إلى مخاوفه من تعرضه لعملية اغتيال ستستغلها الجهة المنفذة لتحميل جهات يعاديها الزبيري المسؤولية عن العملية فيما تعود الجهة المنفذة مستريحة من كتم الصوت الإصلاحي، وفي الوقت ذاته تكون حرضت الجماهير على المعسكر الإمامي الذي سبق أن أهدر دم الزبيري في إذاعاته.

لقد أظهرت الرسالة المكانة الكبيرة التي كان يحتلها الشيخ ناصر البخيتي في قلب ووجدان الشهيد الزبيري، واهتمامه به، بل كان هو الشيخ القبلي الوحيد حسب اعتقادي وعلمي، الذي صارحه بمخاوفه من تعرضه لأذى.
ويخاطب الزبيري الشيخ ناصر علي البخيتي بعبارة (الأخ الفاضل المؤمن الشيخ) وهي نادرة جدا في مخاطبات الزبيري للمشايخ. (والشيخ ناصر البخيتي يعد من الشخصيات القبلية الوطنية الفذة، وهو من مشائخ الحداء، كان له دور تاريخي في مساندة الجمهورية والحركة الإسلامية ورموزها، وكان ابنه الأستاذ علي ناصر أحد الشخصيات الإصلاحية التي أسهمت في بناء الحركة الإسلامية منذ كان في القاهرة طالباً وعضوا في حركة الطليعة الإسلامية، وقد استشهد في عام 1994م، وكان حينها عضوا في مجلس النواب، فيما استشهد والده الشيخ ناصر 1979م وسأكتب عنه بالتفصيل في كتابي عن حركة الإخوان المسلمين في اليمن.)

ويستهل رسالته بقوله "إنني أعرف دينك وإيمانك، وأتذكر أنك تتمنى قيام حركة حق، والآن أعلنا حزب الله، وذلك ليس باسمنا، وإنما باسم المؤمنين من أبناء الشعب جميعا، إننا نريد إنقاذ ديننا وجمهوريتنا وقبيلتنا ودماء شعبنا، وإزالة كل المنكرات، وما نادينا بهذا الاسم إلا ليكون حجة علينا وعلى غيرنا، وطريقا مستقيما تمنع الانحراف عن دين الله في الحكم أو خارج الحكم".

هذا الاستهلال يوضح أن الزبيري كان حريصا على كسب ناصر البخيتي لما يمثله من ثقل ومكانة وطنية وسط أبناء الحدأ وفي صفوف المشايخ الجمهوريين، ولذلك يسترسل في تقديم عبارات الإقناع العاطفي والفكري لكي ينضم إلى صفوف الداعين إلى إصلاح النظام الجمهوري، وتحريره من التبعية والارتهان للحكم العسكري، فيقول "شيخ ناصر! ما أحلى أن يجاهد الإنسان في سبيل عقيدة الإسلام، ودين الإسلام، ويعادي ويصادق من أجله، ويحيا ويموت في سبيله".

وفي الفقرة الثالثة من الرسالة/الوثيقة نجد الشهيد الزبيري قناعاته، ويجدد خياراته بقوله "إننا سنعمل إلى آخر رمق في الحياة، وأنتم تعلمون أننا نقاوم ونكافح الحكم العسكري (إشارة إلى النظام القائم)، والحكم الفاجر(إشارة إلى النظام البائد)، ونريد إعلاء كلمة الله، وأظن أن هذا واجب على الجميع، وأن عليكم أن تؤيدوا حركتنا، بما يليق بمركزكم وإيمانكم وجهادكم"، ثم يقول "إن المصريين (يقصد بهم قيادة القوات المصرية العاملة في اليمن، وأجهزة استخباراتها) للأسف يحاربون حركتنا، ويهددوننا، وإذا حصل لنا أي شيء فليس لنا غرماء سواهم، إنهم يظنون أنهم سيخدعون المشايخ، ويجعلونهم يتركوننا وحدنا فهل ستتركوننا وحدنا يا شيخ ناصر، إننا لا نعمل لأنفسنا وإنما نعمل للجميع، ولا نعمل منكرا ولا فسادا، وإنما ننادي بدعوة الله وحقن الدماء، والإصلاح بين المتمردين والمجمهرين، والأخوة في الدين والوطنية، هذه هي دعوتنا وأنتم تعرفون أغراضنا وأهدافنا فلا يجوز أن تتركوننا وحدنا، ولا يجوز السكوت للمصريين، أظهروا لهم سخطكم واحتجاجكم على تهديدينا".

يرفع الشهيد الزبيري من نبرة خطابه محرضا الشيخ ناصر البخيتي للوقوف إلى جانب الإصلاحيين، وتظهِر نبرة الخطاب العالية موقف الشيخ ناصر يومها الأقرب إلى المعسكر الجمهوري العسكري فيقول "عار عليكم أن تتركوا المصريين يهددوننا في بلادنا ونحن أخوتكم، وتعرفون أغراضنا الشريفة.... إننا نهدد الملكية والمصريون يهددوننا"!.

يقدم الشهيد الزبيري رؤيته للموقف المطلوب من الشيخ ناصر البخيتي وما يمثله يومئذ من تيار مشايخي جمهوري فيقول "إذهبوا إليهم في حماية كبيرة وأعلنوا صراحة أنكم معنا، أو قولوا لنا إنكم لستم معنا...إننا لا نقول إلا الحق، ولا نعمل إلا بالحكمة، وندافع عن المصريين وهم يحاربوننا، ونحن صابرون عليهم لأنهم إخواننا، والمسألة الثانية أنهم يريدون منع اليمنيين من الاجتماعات والمؤتمرات والمشاورات، ووالله لو سكتم على هذا وأطعتم الأوامر لكان ذلك هو الهلاك لشرفنا وبلادنا".

وفي خاتمة الرسالة/ الوثيقة يدعو الشهيد الزبيري الشيخ ناصر البخيتي إلى حضور (مؤتمر خمِر) وهو المؤتمر الذي أغتيل قبل أن يشهده رحمه الله فيقول "إننا ندعو الآن لاجتماع في خمِر، وكل ما أرجوه أن تحضروا ولا تتأخروا، وأن تتناسوا الخلاف بين المشايخ، وسنخبركم بوقت الاجتماع، والله يرعاكم".

وبقدر أهمية الرسالة/ الوثيقة الموجهة إلى الشيخ البخيتي، فإنها لا تمثل بالضرورة إدانة لطرف محدد، ولا تكشف عن هوية الجهات التي وقفت وراء قاتلي الشهيد الزبيري، فلقد سبق أن تم القبض على القتلة لكنهم سرعان ما هربوا من سجنهم، ولا يعني أن أتباع عهد الدولة الإمامية البائدة بريئون من دم الشهيد الزبيري، لكن أهميتها تكمن في أنها تبيّن حجم المعاناة التي عاشها الشهيد الكبير من رفاق دربه في الصف الجمهوري، وهو ما ألمح إليه بقوله "إننا نهدد الملكية والمصريون يهددوننا"، هذه المعادلة الجهنمية التي لم يستطع الزبيري أن فك طلاسمها.

ضحية التخلف والاستباد
وأياً تكن هويات القتلة فإن الزبيري كان ضحية التخلف والاستبداد، لذلك فقد عاداه كل من يودّ أن يظل اليمنيون أسرى جهلهم وضعفهم واستلاب إرادتهم، ولا عجب إذا وجدنا أن المتمردين من أتباع العهد الملكي الإمامي البائد يصبون لعناتهم ويطلقون عبارات التكفير في إذاعتهم التي كانت تبث برامجها إلى داخل شمال اليمن، في الوقت الذي دأبت بعض العناصر العسكرية والاستخباراتية المصرية العاملة في صنعاء إلى جانب شخصيات يمنية تابعة للإدارة المصرية على تخوين الزبيري، ومحاربته وتشويه تاريخه النضالي والتشكيك بولائه للنظام الجمهوري.

لقد انطلقت الإذاعة المتوكلية تكيل السباب كيلاً فور إعلان الزبيري عن ميلاد (حزب الله) وترميه بأقذع الشتائم واللعن، قالوا عنه إنه شيوعي، ويروي عبد الملك الطيب الذي رافق الزبيري حتى يوم استشهاده نقلاً عنه أنه قال عندما كان يسمع الشتائم واتهامات الملكيين الإماميين: "لأول مرة أشكر آل حميد الدين على فعل فعلوه، فقد اعترفوا بفزعهم من حزب الله، اعترافاً فاضحاً أدى إلى مزيد من التمسك به لدى الجماهير".

أما على صعيد المعسكر المقابل، الذين كانوا يحكمون البلاد بأساليب بوليسية، فإن ثمة تقريرا أعده مكتب الاستطلاع والأمن الحربي المرتبط بالقيادة العربية المصرية في صنعاء يوم 1/12/1964 أبلغ كاتبه السلطات المصرية العليا بالقاهرة باكتشافه تنظيماً سرياً في العاصمة صنعاء يدعى حزب الله.. وبحسب نص التقرير فإنه: "تم اكتشاف تنظيم سري في العاصمة صنعاء يدعى حزب الله يتبناه مجموعة من الوزراء ويتصدرهم الإخوانجي محمد الزبيري (نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين)، وانظم إليه مجموعة من كبار ضباط الجيش اليمني الذين يخططون لقلب نظام الحكم، والإطاحة بالمشير السلال، واغتيال قائد القوات العربية، ورئيس هيئة الخبراء العرب".

وكغيره من التقارير الاستخباراتية المرفوعة ضد المعارضين الوطنيين فإن هذا التقرير الاستخباراتي حمل في ثناياه عبارات وكلمات مشحونة بالتحريض والكراهية، ومحملة بالكثير من مفردات النبذ والازدراء بالشهيد الكبير، ومحاولة (شيطنته)، وتصويره بهيئة المتربص للانقضاض على النظام القائم، بينما كان الرجل يعتقد أن واجبه الوطني يفرض عليه الدفاع عن النظام الوليد وحمايته من السقوط بإخلاص النصح، وتقويم المسيرة، وترشيد الأداء، بعيدا عن حرق البخور ومسح الجوخ، وتأليه الرئيس، وسحر أعين الناس بمنجزات لا وجود لها على أرض الواقع.

ومشكلة الزبيري مع أول نظام حكم جمهوري لا تكمن في هوية هذا النظام بقدر ما هي مشكلته مع منهج أول حاكم جمهوري اعتمد منهج الفردية، والتبعية الكاملة للأجهزة المخابراتية العسكرية وبحسب تقارير المخابرات المصرية، فإن شعبية حزب الله تنامت في المناطق الشمالية، ونجح في استقطاب عناصر كانت معادية للنظام الجمهوري، وإقناعها بصوابية الانحياز إلى النظام الجمهوري، على اعتبار أن العهد البائد كان يستغل العاطفة الدينية لدى المواطنين ليكرس استبداده وهيمنته، ويعمق الطبقية في المجتمع اليمني من خلال منح مزايا خاصة لفئة اجتماعية دون الأخرى، مع إشاعة ثقافة الاحتقار والانتقاص من حقوق المواطن ولكل الفئات الاجتماعية التي لا تنتمي عرقياً إلى الفئة الحاكمة.إذ يعترف أحد تقارير أجهزة المخابرات المصرية في صنعاء بنشاط (حزب الله) في أوساط القبائل التي وصفها بالتمرد ويقول التقرير: "أخذت عناصر حزب الله تكثف نشاطها بصورة فعالة في أوساط القبائل المتمردة".

إن الزبيري لم يكن يمتلك سلطة تحميه من حراب أجهزة القمع البوليسية، كما لم يمتلك أدوات الحماية التي تمنعه من أذى وإرهاب قوى النظام الملكي البائد، واكتفى بقوته المعنوية، والغطاء السياسي والاجتماعي اللذين وفرهما حب الجماهير وثقتها وإيمانها بإخلاصه للنظام الجمهوري الوليد، وتاريخه النضالي وأدائه السلمي المعارض لذلك فإن سلطة صنعاء كانت تقابل معظم المطالب في الإصلاح بالرفض أو التجاهل!!، فيما تجابهه قوى الملكيين الإماميين برفع العقيرة تشكيكا وتكفيرا وتخوينا.

حرص الزبيري منذ توليه أول مسؤولية في النظام الجمهوري أن يحرر الوعي الشعبي من مفاهيم وثقافات تجذرت بفعل العهد الإمامي البائد، وما انفك في خطاباته أمام المواطنين يؤكد أن الثورة اليمنية والنظام السياسي الجديد ليس معصوماً من الخطأ، وغير مقدس وكان يقول: "إن ثورتنا كسائر الثورات مرت بتجارب تلو التجارب، ووقعت في أخطاء إثر أخطاء وهذا شأن التجربة، وشأن البداية، ولسنا ممن ينكرون الأخطاء، أو يدافعون عن المخطئين ولسنا ممن يدعي العصمة والقداسة ولكنا عاهدنا، وعاهدنا الشعب أن نبقى ثوارا أحرارا أوفياء لكل عهودنا وأن نصلح من أخطائنا كلما أخطأنا، وأن نقوِّم أخطاء الآخرين، ولو كانوا آباءنا أو أبناءنا أو أحب الناس إلينا، وهذا الفارق الكبير بين النظام الجمهوري الذي نستطيع به أن نغير ونبدل، وبين النظام الإمامي البائد الذي يفرض على الناس أن يبقوا عبيدا لعائلة واحدة طوال حياتهم، ولكننا لسنا سحرة، وليس عملنا بمعجزة ولن يتم في يوم من الأيام ولا في شهر، ولسنا إلها نقول للشيء كن فيكون وتمطر الجمهورية ذهباً وفضة، فأعطونا فرصة عاقلة من الانتظار والصبر."

لكل ذلك كان لابد أن تنتهي حياة الزبيري بتلك الصورة الدراماتيكية، ويمضي إلى ربه شهيداً كسائر المصلحين المناضلين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

* كاتب ومحلل سياسي - قدس برس

زر الذهاب إلى الأعلى