[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حتى لا تكون فتنة!!

عبدالفتاح البتول

من المؤسف أن تتعامل السلطة مع ما يحدث ويجري في المحافظات الجنوبية بهذا الأسلوب وهذه الآليات، تشكيل هيئات للدفاع عن الوحدة وإصدار بيان هزيل وركيك عن جمعية علماء اليمن وزيارة سريعة وخاطفة قام بها الأخ نائب رئيس الجمهورية لمحافظات عدن وأبين ولحج..

كان من المفروض والمأمول أن يعتكف الأخ نائب الرئيس في عدن وأن تتشكل اللجان الرئاسية التي تحدث عنها فوراً وليس بعد 22 مايو كما ذكر في خطابه الذي ألقاه في عدن، المشكلة أن الأزمة تتفاقم بشكل كبير والفتنة تشتعل بشكل سريع والسلطة المركزية والسلطات المحلية تسير مثل السلحفاة وبصورة تقليدية ونمطية وآليات قديمة غير مجدية وخطاب إعلامي قلق ومضطرب وغير متناسق والذي خفف من الضغط على السلطة ظهور الخطاب الانفصالي واللغة المناطقية وفي صفوف وفعاليات الحراك وخاصة ما حدث في حضرموت المكلا وزنجبار أبين من استهداف غير منطقي ولا مبرر للشماليين العاملين في هذه المحافظات، وهذه الأعمال الخاطئة والأفعال الشائنة أعطت السلطة والإعلام الرسمي المبرر لوصف فعاليات الحراك بالمأجورين والموتورين ودعاة الانفصال والعملاء والخونة والتي ما كنا نتمنى ولا نحبذ أن تظهر وتتردد لما فيها من تعميم وأحكام ضد جميع مكونات الحراك.

المسألة معقدة ومركبة ومربكة ومتداخلة وجاءت المواجهات المسلحة في مناطق ردفان لتزيد الأمر تعقيداً والأوضاع إرباكاً والناس حيرة والفتنة اشتعالاً والضحية هي الوحدة التي أصبحت عند البعض مصدر كل الشرور والمفاسد وأنها السبب في كل ما يحدث من اختلالات وظلم ونهب وفساد واستبداد، وهؤلاء تركوا السلطة وجعلوا خصومتهم مع الوحدة واعتقدوا أن الانفصال سوف يحقق لهم ما لم تقدر عليه الوحدة، وهم بهذا يخطئون مرتبين، مرة لأنهم ظلموا الوحدة وحملوها ما لا تحتمل وألزموها ما لا يلزم، الخطأ الثاني أنهم يعلقون آمالهم على وهم الانفصال وخرافة الاستقلال، وأصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، واستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى.

من المؤسف أن نسمع عبارات مثل قوات الاحتلال، وطرد المحتل الغازي والاستعمار الجديد، والاستقلال المجيد وغيرها من الألفاظ والعبارات التي لم تكن مستعملة حتى أيام الاستعمار الحقيقي والاحتلال البريطاني والأكثر أسفاً أن يذهب بعض السياسيين إلى تبرير الدعوات الانفصالية والشعارات والممارسات المناطقية وأعمال الشغب والتخريب والفوضى، وأن هذه الأعمال والصور التي بثتها قناة الجزيرة لم تحدث هذه الأيام، وإنما حدثت في أبريل من العام الماضي، وأن الأشخاص الذين قاموا بهذه الأعمال مندسون وقدموا من خارج المناطق! وهذا تبرير غاية في الغرابة، مما دفع قناة "الجزيرة" ومراسلها في صنعاء لتوضيح الأمر للدكتور/ عيدروس النقيب، والتأكيد على أن الصور حديثة حدثت هذا الأسبوع وليس العام الماضي.

كنا نأمل أن يكون إثارة القضية الجنوبية وفعاليات الحراك مدخلاً لحل ومعالجة المشاكل في هذه المحافظات وإزالة آثار حرب 94م وأن تكون معالجة القضية الجنوبية بأبعادها الحقوقية والسياسية والاجتماعية مقدمة لحل ومعالجة كل القضايا الوطنية بمعنى أن تكون كل المطالب والأهداف والوسائل والحلول والمعالجات في إطار وطني وفي سياق وحدوي يجبر ويدفع السلطة والحكومة للقيام بإصلاحات حقيقية ومعالجات جذرية.

للتأمل

قبل عام قال الدكتور/ عبدالملك المتوكل لصحيفة "الشارع" إن الرئيس حارب في 94م مثلث الجنوب فهذه المرة سوف يحارب الجنوب كله، وهذا الأسبوع كتب مقالاً يقارن فيه بين جنوب السودان وجنوب اليمن ودارفور وصعدة.

وفي سياق المقارنة قال أستاذ العلوم السياسية والأمين العام لاتحاد القوى الشعبية: عندما طفح الكيل بأبناء جنوب السودان حملوا السلاح ودخلوا مع السلطة المستبدة في صراع ما يزيد عن ربع قرن، ولم ينسِ د. المتوكل في مقاله المنشور في صحيفة "صوت الشورى" وأعادت نشره صحيفة "الأيام" الخميس الماضي لم ينس أن يقرر ويؤكد على أن السلطة السودانية قتلت مواطنيها وأبناء جيشها في دارفور وشردت الأطفال والنساء والشيوخ طالباً من السلطة في اليمن الاستفادة من تجارب الآخرين وتفادي نفس النتائج!!

كاتب ومحلل يمني

زر الذهاب إلى الأعلى