ورد في العدد التاسع من مجلة صدى الملاحم ردا مطولا على أحد مقالات الزميل منير الماوري الكاتب والمحلل السياسي اليمني الذي يكتب من واشنطن على مقال كتبه سابقاً حول هذه المجلة التابعة لما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (اليمن والسعودية).
"نشوان نيوز" يعيد نشر هذا الرد الذي نشر في مجلة "صدى الملاحم"..
"كتب أحدهم في إحدى الصحف مقالاً بعنوان (واق الواق وصدى الملاحم)، وقال فيه أنه تصفح العدد الثامن من مجلة صدى الملاحم التي يصدرها تنظيم القاعدة في اليمن ! ويقول إنه خرج بانطباعات كثيرة .. ثم بدأ بسرد انطباعاته !..
ولم أجد بعد قراءتي لمقالته تحليلاً مناسباً لأطروحاته وبعض انطباعاته التي أشار إليها، إلا أنه وللأسف الشديد متأثر تأثراً شديداً بحمى نظرية المؤامرة، ولي في الأسطر القليلة القادمة، وقفات مع بعض انطباعاته التي سيتجلى للقارئ من خلالها مدى العقدة النفسية التي يعاني منها الكاتب بسبب تأثره بحمى تلك النظرية ...
الوقفة الأولى: حديثه عما سماه الأسطوانة المشروخة التي يرددها كتاب المجلة عن أخطار الصليبين واليهود والتي بسببها يخسرون تعاطف الناس (( .. غير مدركين أن المواطن اليمني لم يسرقه أي صليبي ولم ينهبه أي يهودي ولا كوري ولا صيني بل حاكم يمني من جلدتنا تهاجمه القاعدة على الورق ولا تستهدفه أبداً في الواقع أو تستهدف نظامه، بل تستهدف السياح الأبرياء بشكل يخدم النظام ويدر عليه أرباحا طائلة من المساعدات الخارجية بذريعة محاربة الإرهاب )) !!!
وأقول : بالنسبة للأسطوانة المشروخة – على حد تعبيرك – التي هي المقالات والبيانات والكلمات المقروءة والمسموعة والمرئية لقادة وعلماء الجهاد المبينة لخطر هذه الحملة وفضح رؤوسها من اليهود والصليبين والمحرضة للأمة على امتثال أمر الله بالنفير للجهاد ومواجهة الحملة الصهيوصليبية، والمدعمة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، والواقعية من تاريخ الماضي وأحداث الحاضر هذه الأسطوانة هي التي بفضل الله وتوفيقه من خلالها استطاع المجاهدون عولمة الجهاد وكسب تعاطف الناس لصالح الدين فانتفضت الأمة في كل مكان ولله الحمد والمنة، وهذا هو الذي أغاض اليهود والنصارى وعملاءهم ..
ولا يعني أن لا يستهدف المجاهدون أذناب اليهود والنصارى هنا أو هناك، ولا يتعرضون لهم ولمصالحهم، لا يعني من ذلك وجود مؤامرة ! وتبادل مصالح كما زعمت في إحدى انطباعاتك، إذ لا فرق اليوم وخاصة بعد أحداث غزوتي نيويورك وواشنطن بين الأمريكي الكافر والبريطاني والفرنسي سواءً كان يهودياً ونصرانياً وغيرهم من رؤوس الحملة الصهيوصليبية وبين المرتد اليمني والسعودي والصومالي وغيرهم من أذناب هذه الحملة فهم كلهم يقفون في خندق واحد أمام أهل الإسلام فأيهم ضربت فقد أصبت الهدف ولكن هناك سيد وعبد فالصفعة – وإن كانت ضعيفة – في وجه السيد أشد وآلم من الصفعة – وإن كانت قوية – في وجه العبد ...
وهذه الحملة الصهيوصليبية هي أشبه ما تكون بالأفعى تتأثر وتفقد جزء من جسدها إذا قطع ذنبها، ولكنها تموت ويموت ذنبها معها إذا قطع رأسها، أما إذا هربت هذه الأفعى فلا شك أنها ستجر ورائِها ذلك الذنب، وهذه الحكومات المرتدة ورؤساؤها وكبراؤها والذين يمثلون جزء لا يتجزء من ذلك الذنب الذي يكتفى في بعض الأحيان بضربه عندما يتحرك، ولا فائدة الآن من بذل الجهد في قطعه، هؤلاء إما أن يموتوا عندما يُقطع رأسها أو تجرهم وراءها عندما تهرب، ولمثل هذا أمثلة كبيرة في التاريخ ...
أمر آخر أننا نقاتل هؤلاء جميعا من أجل تحكيم شرع الله امتثالاً لأمر الله { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ }الأنفال :39 فلا فرق كما أسلفنا بين الكافر الأصلي والمرتد ومنهجنا في ذلك واضح وأما قضيتك الكبرى المتمثلة بالسرقة والنهب الذي تتحدث عنها والتي يعاني منها المواطن اليمني -الذي يُحكم بالديمقراطية - هي نفسها التي يعاني منها المواطن الأمريكي الذي يُحكم اقتصادياً بالرأسمالية والمواطن الصيني الذي يُحكم بالاشتراكية وهذه ليست إلا نتاجاً من نتائج تعطيل الحكم بشرع الله، وقد سمعنا وشاهدنا ما حصل في بريطانيا والتي تعد من أكبر قدوات الدول العربية في سياسة الشعوب عشية قمة العشرين تلك المظاهرات المناهضة للرأس مالية، وفي هذه الحالة لن يتوقف جهادنا مادام الأمر كذلك – بإذن الله – حتى لو انتهى الفساد المتوارث بين الطواغيت صاغراً عن صاغر، ولن ينتهي إلا بخلعهم وتحكيم شرع الله في جميع شؤون الحياة ..
ويواصل الكاتب في انطباعه الثاني: (( بل حاكم يمني من جلدتنا تهاجمه القاعدة على الورق ولا تستهدفه أبدا في الواقع أو تستهدف نظامه..)) ويتناقض في انطباعه السادس عندما يقول: (( يتضمن العدد الثامن من صدى الملاحم اعترافاً بأن الأمن المركزي وليس السياسي هو القوة التي تتصدى لهم بصدق ولهذا تم استهداف الأمن المركزي في تريم ..))!!
وأقول : ألا يدل هذا أن القاعدة تهاجم على الواقع وليس على الورق النظام الحاكم اليمني باستهدافها لقوات الأمن المركزي ؟! أم أن هذه القوة ليست تابعة لجهاز الأمن التابع للنظام الحاكم اليمني !...
أما عن استهداف السياح -الأبرياء - كما تسميهم الذين تتباكى عليهم، فهم ليسوا أبرياء – كما تعلم - بل هم جزء من جسد هذه الحملة الصهيوصليبية على الإسلام والمسلمين، وعلى ذلك فهم جزء لا يتجزء من رأس الأفعى، وكتابات المجاهدين وكلمات قادتهم وكتب علمائهم بينت ذلك، ويكفي أن نقول – اختصاراً - : إن دين الإسلام ليس فيه مدني وعسكري، والكفار إما أن يكونوا معاهدين أو ذميين أو مستأمنين أو محاربين، ولأن دول هؤلاء (( الأبرياء !)) محاربة لله ورسوله وللمؤمنين بدخولها في الحلف العالمي الصهيوصليبي المسمى (( مكافحة الإرهاب )) فهم محاربون لا عهد لهم ولا أمان، وولي أمرنا الشيخ أسامة بن لادن قد نبذ إليهم وهم يعلمون أنهم مستهدفون، ولا عهد أو أمان أو ذمة لهم من طواغيت الدول التي يدخلونها لأن هؤلاء الطواغيت جزء من تلك الحملة فلا حظ لهم في الإسلام بذلك ولا ولاية لهم على المسلمين..
وأقول لك: يبدوا أنك مثقف! ولكن ثقافتك هذه لا تكفي لرفع الجهل عنك بأحكام الدين، وأصول التعامل مع الكفار والمشركين ولا تؤهلك للخوض في واقع المسلمين اليوم...
ثم إن منهجنا وفكرنا على غير منهجك وفكرك، وطرحنا الشرعي مضاد ومخالف لهواك وشهواتك، وإستراتيجيتنا وأهدافنا بعيدة جداً عن مدى فهمك وإدراكك، وأعلى بكثير من مستوى علمك وما يدور حولك ....
ويواصل الكاتب : بل تستهدف السياح الأبرياء بشكل يخدم النظام ويدر عليه أرباحاً طائلة من المساعدات الخارجية بذريعة محاربته للإرهاب !! ويتناقض في آخر مقاله ولعله لم يرجع إلى أول المقال عندما انتهى من كتابة آخره ! يتناقض عندما كتب تحت عنوان (( كذبة الغزو الأمريكي لمأرب وشبوة والجوف )) ما نصه (( .. ويبدو أن المصدر اليمني يحاول الترويج لمخاوف لا أساس لها من الصحة من أجل خداع الشعب بأن النظام مدعوم أمريكيا .. )) أي أن النظام ليس مدعوما أمريكيا .!!
ثم يواصل: ((أما الدعم الأمريكي للنظام، فلو كان صحيحا لما قطعت الولايات المتحدة الأمريكي مساعداتها المالية للحكومة اليمنية بسبب تعاملها المشين مع ملف الإرهاب)) إذاً استهداف الأبرياء ! المحاربين في بلادنا لن يُدر على النظام أرباحا طائلة – كما قدمت – لأن الداعم الرئيس قد قطع المساعدات .. ولن يخدم النظام، لأن السيد غاضب على هذا العبد الآبق الخارج عن طاعته ثم إن اتخاذ هذا النظام أو غيره لأي سياسة مع المجاهدين لا ترضيك ولا ترضي الأمريكان لحاجة في نفوس هؤلاء الطواغيت، لا يعني وجود مؤامرة .
الوقفة الثانية: استغربتَ في انطباعك الرابع من تشوق المدعو جونسين وزميله لقراءة صدى الملاحم واستشهادهما بها ((ربما بنفس القدر الذي يستشهد فيه تنظيم القاعدة بأقوال جونسين عن الوحيشي وزملائه ..)) ولا أدري ما هو وجه الغرابة بالنسبة لك ؟! ولعل ذلك من آثار ما تعاني منه لا أكثر ...!
أما كلمة الرويبضة التي تقول أنهما يجاهدان لمعرفة معناها ويحتاران في ترجمتها فاعتقد أنه من المفيد جداً لهما أن نبين معناها فقد يحتاجون لذلك عندما يقومان بترجمة كتابات ((التافهين الذين يتكلمون في أمر العامة)) مِن كل من هب ودب، من العرب والعجم، وهذا هو معناها الذي عرفها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عنها (( .. قيل وما الرويبضة قال: التافه يتكلم في أمر العامة )) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الوقفة الثالثة: أعتقد أن التجاهل الذي أشرت إليه في انطباعك الخامس – تجاهل صدى الملاحم عن الإشارة إلى قصة العوفي والذي قلت عنه أنه سوف يحبط جونسيين – أعتقد أنه فعلا قد أحبطه بل لا شك أنه أحبطكما معاً، وأحبط كل متربص بالجهاد والمجاهدين ...
الوقفة الرابعة : قولك في انطباعك السادس (( محاولات تنظيم القاعدة استخدام القضية الفلسطينية للمزايدة في خطابه الإعلامي لن تنطلي على أي قارئ حصيف لأن الهجوم على إسرائيل لا يختلف عن الهجوم على الحكام من حيث أنه لم يتعد الهجوم الكلامي على الورق.. ))
أقول: إذا كان القارئ الحصيف هو الذي يعتقد أن المجاهدين يستخدمون القضية الإسلامية في فلسطين، والتي تسمى القضية الفلسطينية – للمزايدة في خطابهم الإعلامي، فإن تلك الحصافة في هذه الحالة لا يكون معناها الفطنة والذكاء، إنما يكون معناها الجهل أو الحماقة أو الاثنين معاً، لأن الهجوم الفعلي المسلح على حامي وداعم إسرائيل هو هجوم على إسرائيل، وإسرائيل ومن يحميها و يدعمها هما خدان لوجه واحد إذا لم تستطع صفع أحدهما فأصفع الآخر، وإذا قامت يد العمالة والخيانة المتمثلة بأنظمة الطواغيت بإمساك يدك لتمنعك من توجيه الصفعة فتخلص منها بليها أو قطعها، ولا يخلو جهادنا من أحد هذه الثلاثة، فإخواننا في أفغانستان والعراق يوجهون الصفعة تلو الصفعة لحماة وداعمي الصهاينة الأمريكان وإخواننا المجاهدين في فلسطين أعني الذين يتخذون الجهاد مبدأ، البعيدين كل البعد عن دهاليز السياسة الغير شرعية يوجهون الصفعة تلو الصفعة لليهود بعملياتهم الجريئة، وإخواننا المجاهدين في الصومال والجزائر يلوون يد الطاغوت المانع لهم من نصرة إخوانهم وسيقطعونها قريباً إن شاء الله .
أما سؤالك الاستنكاري الطفولي الساذج (( فهل السياح الكوريون يحتلون فلسطين أو يقتلون أهالي غزة لتقتلهم القاعدة في اليمن؟! )) فالإجابة عليه: بأن المجاهدين لا يستهدفون فقط المحاربين لدين الله وللمسلمين الذين يقتلون أو يؤيدون قتل إخواننا المسلمين في غزة حيث لا فرق عندنا بين أهلنا في غزة وأهلنا في الشيشان أو الصومال أو العراق وأفغانستان، وغيرها من بلاد المسلمين، والكوريون لديهم قوات متواجدة في العراق مُشاركة في احتلال الأرض وانتهاك العرض وقتل المسلمين وهم ضمن الحلف الصهيوصليبي الجديد لمحاربة الإسلام المسمى تمويهاً – مكافحة الإرهاب – وهم هناك لا يعرفون شيئاً اسمه مدنيين أو أبرياء، وهذا لا يخفى على أحد، ولا يتجاهله سوى أمثالك..
الوقفة الخامسة: انطباع الكاتب الثامن عن عبارة ((حفظه الله)) انطباع يثير الضحك، والظاهر أن الكاتب قد اجتهد في معرفة معناها مثلما اجتهد زميله جونسين في معرفة معنى الرويبضة، والعجيب أن الكاتب قد توصل وبعد جهد جهيد ! إلى أن معنى ((حفظه الله)): التعظيم والتمجيد!؟..
وسأكتب للقارئ انطباع الكاتب عن هذه العبارة من باب إدخال السرور ..
كتب : (( تستعمل صدى الملاحم جملة حفظه الله بعد كل ذكر لأمير القاعدة ناصر الوحيشي، وهذه الجملة هي نفسها التي يستخدمها الإعلام الحكومي عند ذكر نشاطات رئيس الجمهورية .
وبالتالي، فإن القاعدة والحكومة لا يختلفان في تمجيد الأشخاص على حساب القيم الأخرى )) !!!
الوقفة السادسة والأخيرة :
كان انطباع الكاتب التاسع والعاشر يحوم حول مقالة الأخ القائد /أبي هريرة قاسم الريمي المسؤول العسكري لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ((حفظه الله)) التي نشرت في العدد الثامن من مجلة صدى الملاحم تحت عنوان ((ماالذي أغاظ علي صالح)) ويبدو أن انطباعه كان جاداً جداً ! عدا بعض الاستهزاء والسخرية ..!!
انطباع ظاهره الثقة بالأوهام وباطنه الخوف من الحقائق، ولا أكثر من هذا التعليق في الجملة ..
وختم الكاتب انطباعاته العشرة بهذه العبارات (( .. كما يتوجب على نيابة الصحافة أن تستدعي الزميل الكاتب قاسم الريمي ومعه رئيس تحرير صدى الملاحم الزميل ناصر الوحيشي للمثول أمامها، بشرط عدم تهريبهما من سجن الأمن السياسي عبر حمامات المسجد المقابل للأمن .))
وأقول: من خلال هذه العبارات يتجلى للقارئ- كما أسلفنا – الحالة النفسية الحرجة التي يعاني منها الكاتب بسبب إصابته بحمى ما يسمى (( نظرية المؤامرة ))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
انتهى..
ولم يعلق الزميل الماوري على المقال أعلاه وقال: ليس لي من تعليق على ما ورد في المقال سوى إبداء استغرابي أن يأتي انتقاد نظرية المؤامرة من تنظيم تقوم كل أعماله على المؤامرة. وهل القتل والتفجير قائم في الأساس على غير المؤامرة؟ أم أن المجلة تعتبره أعمال القاعدة قائمة على الشفافية المطلقة والعلنية التامة؟ يا للعجب"!
_________
نشوان - خاص