اكتب هذا تعبيرا عن احترامي وإعزازي للأستاذ محمد راوح الشيباني الذي كتب مرافعة قوية ورائعة دفاعا عن اليمنية وتفنيدا لمقالتي التي تناولت المأساة ونشرها موقع نشوان نيوز.
وقد طرح الأستاذ العزيز مجموعة من الأسئلة ألخصها وأجيب عليها فيما يلي:
* التساؤل الاول: هل يعقل أن يسافر شخص أربع ساعات واقفا يا أخ احمد وأنت الحريص والمنصف ودائم السفر!! وأنت الكاتب الألمعي الدقيق في معلوماته!! في الوقت الذي لا يسمح لك داخل الطائرة مجرد إبقاء الحزام مفتوحا أثناء الإقلاع أو الهبوط فكيف سيسمح لك بالبقاء واقفا طوال الرحلة!! وهل سيقبل أي كابتن ومساعده أن يطيروا بطائرة غير سليمة أو عليها ملاحظات فنية تتعلق بسلامة الطائرة ومن فيها!!؟
والاجابة هي: ان تساؤلك في محله. ولكنك تنسى انك في بلاد العجائب وواق الواق، وان ما كتبته في هذا الصدد منقول عن شهادات مصورة لمواطنين قمريين أوردتهما قناتا بي بي سي العربية وقناة فرنسا 24 ويمكنك الرجوع إلى ارشيف موقعيهما الالكترونيين.
* التساؤل الثاني: ثم يا أخي ما المانع أن يغيروا من طائرة إلى أخرى!! تلك سعتها أكثر 250 راكب بينما أنت تحتاج إلى سعة 153راكب.. ما المانع من تغيير الطائرة الكبيرة بأخرى متوسطة تتناسب مع تكاليف التشغيل والمسافة وعدد الركاب!!
والاجابة هي: لا يوجد أي مانع، لولا ان مواصفات الطائرة هي كما وصفها الزميل احمد القرشي في شهادة قصيرة نشرها على موقع الاشتراكي نت، اورد فيها اسماء عدول حضروا الواقعة وقال فيها:
"ليس هذا المقال من باب إذا سقط الثور كثرت السكاكين" فقد كنت أنوي كتابته بعد عودتي الأسبوع الفائت من الأردن.
بتاريخ 21 يونيو 2009م كنت على متن طائرة إيرباص 310 من صنعاء إلى بيروت ثم عمان الأردن. وأعتقد أنها ذات الطائرة التي سقطت في جزر القمر.
المرة الأولى التي أسافر فيها على الخطوط اليمنية والمرة الأولى التي هجست نفسي بالموت من أول دخولي الطيارة.
كل ما في الطائرة كان يوحي بحجم الاستهانة بأرواح الناس من قبل شركة الخطوط الجوية اليمنية.
كانت المقاعد والأرضيات في غاية السوء وأتذكر أن كثير من الأغطية البلاستيكية التي تغطي القطع المعدنية للمقاعد كانت مكسرة وبعض أحزمة الأمان غير صالحة.
كان إلى جواري النائب شوقي القاضي وزوجته وأتذكر أني وجدت أحد مسامير المقاعد قد انفك من مكانه فأخذته وقلت له: خذ هذا نصيبك من الطيارة قبل ما تطيح بنا.
لم أستوعب ما قاله لي الأستاذ عزالدين سعيد الأصبحي قبل طلوعنا الطائرة بأن سماعات الراديو تشبه موصلات المغذية الخاصة بالمستشفيات.
كنا نطير في جسم طائر مهترئ لا يفرق كثيراً عن باصات (الدايري هايل)
الخوف سيد الموقف منذ طارت بنا وحتى هبوطها في مطار عمان....
لأول مرة أرى رداءة الخدمات في الطائرة اليمنية آيرباص310 فقد تم تقديم فول يجلب القشعريرة من منظره الخارجي ويسبب حموضة حادة
على شركة الخطوط الجوية اليمنية أن تتعامل مع وضع أسطولها بجدية وأن تبتعد عن المكابرة.
عليها إعادة النظر في طائراتها ومستوى جاهزيتها. وقدرتها
أتمنى أن تكون الطائرة المنكوبة هي نفسها التي كنت على متنها لأنها لو كانت طائرة أخرى فلتنتظر اليمنية نكبة أخرى قريباً لا سمح الله بذلك."
وإذا دققت في هذه الشهادة التي تتناول الطائرة في واقعة لم يمض عليها سوى 3 أسابيع ستجد أن مسؤولي اليمنية الكبار بدءا من رئيسها كانوا يكذبون في كل مرة فتحوا فيها أفواههم للحديث عن حالة الطائرة.
* التساؤل الثالث: ثم كيف تكون هذه عنصرية لأنهم سُمر الوجوه وجزر القمر دولة فقيرة بينما كان بينهم 66 راكبا فرنسيا ابيضا مشربا بالحمرة مثل اللبن بالفيمتو؟
والإجابة هي: معلوماتك في هذه الجزئية ليست دقيقة ياعزيزي. فالركاب الـ66 هم فرنسيون ولكن من اصل قمري وكانوا سمرا مثلهم مثل غيرهم من الركاب ذوي الجنسية القمرية.
* التساؤل الرابع:كيف يعقل أن يقبل الطيار ومساعده الطيران بطائرة غير سليمة أو غير مكتملة الصيانة!! ثم إن الملاحظات التي على الطائرة منذ العام 2007م إلى اليوم كيف كانت تطير خلال كل هذه المدة سنتين كاملتين دون أي مشاكل!! وهل كان سيسمح لها بالطيران من أساسه لو كانت الملاحظات تتعلق بجانب السلامة!! ولو افترضنا جدلا أن الشركة مهملة!! فهل كل الطيارين الذين تناوبوا على السفر بهذه الطائرة من تلك الفترة إلى يوم سقوطها مهملين هم أيضا خلال!! فالطائرة كما هو معلوم بمجرد إن تصل يتم تغيير الطاقم وتسليم كل مدونات الرحلة للكابتن التالي الذي لا يطير بها سوى بعد أن يتأكد من إصلاح كل الملاحظات التي قدمها الطيار الذي قبله، وهم أول من يعرف خطورة هذا الإهمال على حياتهم أولا وحياة المسافرين ثانيا!! فهل كل الطيارين متواطئين على حياتهم وبأنفسهم!!؟
والإجابة هي: هذه حجة قوية ولكن العسف والاستبداد يدفع الناس إلى تصرفات غير معقولة وانا مثلك انتظر إجابة على هذه الأسئلة. وكنت قد كتبت منذ عامين مقالا في الثوري يتناول علاقة إدارة اليمنية بمهندسيها بعنوان المهندسون لا ينبتون على الأشجار جاء فيها:
" تأهيل المهندسين والطيارين يتطلب سفرات طويلة، يجب أن تدعمها أعوام عديدة من الخبرة في المجال، وتتكلف نفقات كبيرة. من العجب أن يتم في اليمن الاستغناء عن المهندسين وكأنهم مجاميع من عمال النظافة، بدعوى توفر عمالة فائضة لدى (اليمنية). قيادة الشركة التي تتحدث عن ترشيد الأداء، والتوسع، وإنشاء شركات جديدة، تحاول إخفاء حالة الأزمة العميقة التي يعيشها هذا القطاع، بسبب سوء إدارته، وانعدام خبرتها، وقلة كفاءتها، والفساد المستشري في الشركة، التي يتم استغلال مرافقها وخدماتها لحساب شركة خاصة تخدم الشركات النفطية، ويمتلكها رئيس مجلس الإدارة وآخرون من المتنفذين وهي شركة (JV)
وحسب نقابة المهندسين "فاليمنية التي كانت تملك سبع طائرات من الطرازات الحديثة ضمن أصولها الثابتة أصبحت كل طائراتها مستأجرة" عبدالعزيز المجيدي الثوري 2007/5/10.
ومن الواضح ان تطفيش الكوادر بل وفصلها، وخاصة الطيارين والمهندسين، لا يدل على النجاح والتوسع الذي تدعيه إدارة الشركة، بقدر ما يدل على الانهيار المتسارع الذي اخذ يلف (اليمنية)، تماماً كما أوصل (المحروس) الآخر، شقيق رئيس اليمنية، شركة الأدوية التي كانت من انجح الشركات إلى الانهيار التام حتى تم تسليمها إلى المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وحيث يعاني العاملون فيها اليوم الأمرين من الفصل والإيقاف، والقمع الذي يمارس عليهم."
أنا اسعد الناس بسلامتك من رحلات اليمنية يا محمد ولكن الحذر ولا الشجاعة فما كل مرة تسلم الجرة.
مواضيع متعلقة:
ولماذا سقطت الطائرة الفرنسية قبلها؟! محمد راوح الشيباني
حادثة الطائرة اليمانية.. تعالوا نحزن سوياً
مأساة الرحلة IY626 وعنصرية ضد الأفارقة..
باهية باكاري.. معجزة النجاة في رحلة اليمنية المنكوبة
اليمن يكشف عن جنسيات 93 راكبا ويقول إن الطائرة المنكوبة فحصت في مايو الماضي