آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

7/7 يمر بسلام والقضية الجنوبية تدخل منعطفاً جديداً

قياساً بحجم المخاوف الناشئة عن تصعيد إعلام الحراك منذ أشهر لمسألة 7/7 فإن المناسبة مرت بسلام والسبب كما يرى الإجراءات الأمنية الصارمة يضاف إليه برأي مراقبين الحرص المقابل من بعض من في الحراك على صيانة الأرواح وتأجيل أية أنشطة احتجاجية لما بعد 7/7 طرداً للشر وتجنباً للمكروه..

ولعل الكثير من المراقبين كان ينظر باهتمام شديد لما سوف يسفر عن 7/7 باعتبار نتائج هذا اليوم ستؤثر في سيرورة الحراك في قادم الأيام بل والقضية الجنوبية برمتها.. وكون هذا اليوم (على ضخامة الهالة المسبقة عنه) مر بخسائر أقل بكثير من أيام أخرى عديدة منذ العام 2006 فإن ذلك مؤشر على أن الأزمة اليمنية لا تزال قابلة للتفاهم والحوار وأن كلاً من الحراك والسلطة سيحكم العقل في نهاية المطاف مهما بلغت العنتريات والوعيد المتبادل..

مرور هذا اليوم بسلام هو أمر يحسب للحراك بكل معنى الكلمة؛ إذ لم يكن من الصعوبة إحداث الفرقعات المدوية هنا أو هناك عوضاَ عن التظاهر، لكن المواطنين من قادة وأنصار الحراك آثروا الحكمة، على أن ذلك لا يعني إغفال الإشارة لدور الإجراءات الأمنية المشددة من قبل السلطات في جعل الكثير من المتحمسين يعملون حسابهم لأية مضاعفات سيئة في الأرواح أو الممتلكات، خصوصاً وأن 7/7 أعطي دلالة أكبر من حجمه في وسائل إعلام الحراك ، ودون أن نغفل كذلك بعض الأنباء المحدودة التي تتحدث عن جهود كبيرة بذلتها السلطات عن طريق وسطاء وأحياناً بالتواصل المباشر مع بعض أنصار ومتعاطفين مع الحراك..

وللإنصاف فإن بيان النائب السابق لرئيس الجمهورية علي سالم البيض كان هو الآخر على قدر من الحذر وتجنب الدعوة الصريحة إلى التهييج يوم 7/7 كما أن تأخر إلقاء البيان (الذي نشر نشوان نيوز خبراً منه قبل ساعات من بثه) على قناة "عدن الحرة" حتى ساعة متأخرة من صباح اليوم الثلاثاء يعد هو الآخر أحد وسائل التهدئة..

أن يمر يوم 7/7 بلا موت ولا شغب كبير فهو في تقديرنا انتصار للحراك يستدعي أن يعيد الآخرون النظر إليه بعين المسؤولية أملاً في إخراج البلاد التي تتسع الجميع مخرجاً يرضي الجميع..

Back to top button