لابد أن يُعمل الجميع عقولهم لإنتاج المبادرات والأفكار الهادفة لإنهاء الغبن وتقوية الوحدة.. خصوصاً أولئك الذين ليسوا محكومين بأحزاب وأسماؤهم ليست موجودة في أي كشف. كما هو حال كثيرين منهم أصحاب "نشوان نيوز".
ولأسباب عدة، وحسابات خاطئة فقد تهاون أصحاب الحزب الإشتراكي اليمني، مع تقديرنا العميق للحزب وتاريخه ورجاله، وكذلك أصحاب المؤتمر الشعبي العام، في إقرار تشريعات تضمنتها اتفاقيات الوحدة لم تكن واقعية قدر كونها مثالية مفرطة بعضها ناشئ عن حسابات خاطئة أو ربما بنيت على مجرد العاطفة..
حتى أن الجماعة، سامحهم الله، كانوا مصرين على أن تكون نسبة التمثيل في مجلس الرئاسة، 4 شمال و1جنوب.. وفقاً للسكان.. ويحسب للرئيس علي عبدالله صالح أنه من أصر على نسبة 3 مقابل 2.. وتم على إثره إدخال الأستاذ سالم صالح محمد إلى مجلس الرئاسة.
ونفس الشيء التسليم بإنهاء مبدأ الشراكة وترك الحكم وفقاً لأول انتخابات والذي باعتقادنا كان خطأ مهولاً، ولو أن المؤتمر الشعبي مثلا هو الذي خرج بواسطة الصندوق في 93 لما كان مستبعداً أن يشرع بتصعيد مدروس وخطوات انفصالية جادة..
لا نريد الاسترسال في التفاصيل.. فهذا ليس دأبنا في كلمة "نشوان.. ما يهمنا هذه المرة.. هو أن نطرح مبادرة قد لا يفكر بها الكثير من الوحدويين وخصوصاً في الجنوب.. لكننا نراها وجيهة.. كواحدة ضمن منظومة معالجات من الحكمة أن يفضي هيجان الجنوب إلى حصدها..
وهي إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بما يفضي لإعطاء المحافظات الجنوبية والشرقية نسبة الثلث (100 مقعد تقل أو تزيد لا مشكلة)..
ثانياً إعادة التقسيم الإداري بما يجعل من يافع محافظة.. خصوصاً وأن يافع كانت قبل الثورة سلطنتين كاملتين لكل واحدة منهما زعيمها وعلمها وطوابع بريدها.. ويعمل في الحالات المشابهة ليافع نفس الشيء.. (محافظة).
ثالثاً: إنشاء صندوق لا يقل رأس ماله عن 2 مليار دولار للأقراض الأصغر لأبناء الجنوب، بحيث يتمكنوا من توسيع فرص الدخل.
نقول: منذ أن تورطت تعبئة الحراك الخاطئة في جريمة مقتل 3 قبيطة و1 من أبناء الراهدة بدأ المؤشر العكسي للحراك – وفق سنن الباري جل وعلا- وبالتالي تسهم التعبئة العنصرية والمناطقية الحمقاء في حرمان اليمنيين من ثمار الهيجان في جنوب الفؤاد.
قد لا تصدقون أن هذا يشعرنا بالحزن، وأننا نأمل ونعمل على أن لا يخرج المقهورون بعد كل هذا الضجيج صفر اليدين.
علينا أن نجدول من الآن خارطة الحلول الكبيرة التي تصلح الاعوجاج الناجم عن المثالية المفرطة لشريكي الوحدة.. والخلل العظيم الناجم عن سوء إدارة الشلة التي انفردت بالحكم بالحكم بعد 94.
مشكلة الحراك أنه متخم بالمفوهين ومدجج بالمغامرين، ولديه اكتفاء ذاتي من "المعرعرين"، لكنه لا يمتلك مفكرين ولا مخططين، أو هكذا تقول الصورة، حتى الآن.
فكروا بأجندة مكاسب.. أما الوحدة فلن ينالها أي سوء.. مادام سالم العولقي وأنور مجور وحسن الأشموري وناصر شريف وروسيا عوض وابومحمد والخنساء وأبوهيثم بالوجود.
لابد من برنامج جديد للتآلف، ولابد أن يمسك عقلاء المناطق الجنوبية والشرقية والشمالية الشرقية بمطالب حقة، لا أن يذهب نفيرهم سدى جراء البحث وراء خيوط الدخان.
هذا رأينا: 100 دائرة تمثل ثلثي الوطن جغرافياً ويافع محافظة.. وفكروا بهذه الطريقة..