آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أخي الرئيس: دقت ساعة الصفر

إنها لأيام فاصلة يهدي فيها بعض الجبناء فرصة ثمينة للسلطة في اليمن حتى تكون سلطة بالفعل..

ولماذا "بعض الجبناء"، لأنه لا يستأسد في حال ضعف الدولة إلا الجبناء.. تماماً مثلما أنه لا يتطاول في ظل فوضى الكلام إلا الأدعياء. حيث لا عقاب ولا خوف. أما حينما يستبد القمع ويسيطر الكبت.. فلا يجرؤ حينها إلا الشجاع الحقيقي.

واليوم فإن استئساد الجبناء لم يعد ظاهرة صوتية مزعجة فحسب، بل أصبح يؤدي إلى قتل الأبرياء وإيقاف البناء ونشر الرعب، كما أن تطاول الأدعياء لم يعد مجرد تشويش وتعويق.. بل أصبح يمثل غطاءً سياسياً لهذا القتل والترويع.

وهنا وفي هذه الحال فقط.. يصبح للأصفاد دورها التاريخي الهام، إذ هي الأساور التي يستحقها عبيد النزوات.. تماماً مثلما أن السجون هي المنتجعات الملائمة لأمال هؤلاء.

وبغير ذلك فإن هناك ثمناً سيدفعه اليمنيون أفدح مما هو الآن. جراء تهاونهم في إضعاف الدولة. ولئن تخطئ الدولة في الحزم خير من أن تخطئ في التساهل.

ولن نأتي بجديد إذا قلنا أن السلطات تتحمل المسؤولية الأولى في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه ومسؤولية ترك الساحة خلواً لكل ناعق، وتتحمل مسؤولية ترك بعض مرضى الجشع ينهبون ويسلبون، لكن من غير المجدي اليوم تكرار مثل هذا الكلام.. طالما وأرواح الأبرياء تزهق وأصوات العصابات وأذرعها ترتفع وتمتد..

اليوم من غير المجدي الحديث عن مبادرات للإصلاح الشامل قبل أن يتم حث السلطة على القيام بواجبها في حفظ أرواح المواطنين وتأمين معايشهم وإيقاف نزيف الجنون والكراهية..

فالنكبات عادة تبدأ بالنعرات، وما لم يتم إخماد هذه النعرات فإنها تتحول إلى وباء يقتل صاحبه ويعدي الآخرين.

على السلطة أن تفعّل جبروتها في الاقتصاص من القوي لصالح الضعيف، غير عابئة بالمرجفين وأمراض السوء الذين يصنعون هالة من الإرهاب الفكري والنفسي يبدو واضحاً أنها تؤثر سلباً على كفاءة السلطة في القيام بواجباتها..

أخي الرئيس: لقد أقسمت اليمين أمام الشعب واضعاً يمناك على المصحف الشريف أنك ستحافظ على وحدة البلد وأمنه واستقراره ونظامه الجمهوري فلا يجرمنك شيء على الحنث بهذه اليمين.

أخي الرئيس: لست من يرزق الناس فالله هو الرزاق ذو القوة المتين، ولست من يصنع بينهم المودة، فلو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم.. ولكنك مسؤول عن أرواح الناس ووحدة البلاد وأمان السعي.

أخي الرئيس: يقول المولى عزوجل: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" ويقول سبحانه:"وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"..

الشعب معك، ونشد على يديك في أن تكسر شوكة كل جبار عنيد، وكل متهور لص جبان من أي منطقة كان: من سنحان، أو بيحان، أو سفيان أو برط.. وسواء كان في السلطة أو المعارضة، شيخاً كان أو عميداً.. نجل سلطان أو حفيد إمام.. فهذا عملك.. وهذا واجبك.. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

زر الذهاب إلى الأعلى