آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إيران على الحدود السعودية!

كانت الحركة الحوثية في اليمن بحاجة إلى ذراع إعلامي فتبرعت قناة – العالم – الإيرانية بأن تلعب الدور. تكشف القناة الإيرانية بكل وضوح أن السياسة الإيرانية انتقلت نحو بؤرة إيرانية جديدة في خاصرة العالم العربي بعد حماس وحزب الله. انتقلت إيران من مربع الشكوك إلى دائرة اليقين لمن لم يزل في ظنون وأوهام من لعبة إيران الكبرى في خريطة العالم العربي.

كانت الحركة الحوثية في اليمن بحاجة إلى ذراع إعلامي فتبرعت قناة – العالم – الإيرانية بأن تلعب الدور. تكشف القناة الإيرانية بكل وضوح أن السياسة الإيرانية انتقلت نحو بؤرة إيرانية جديدة في خاصرة العالم العربي بعد حماس وحزب الله. انتقلت إيران من مربع الشكوك إلى دائرة اليقين لمن لم يزل في ظنون وأوهام من لعبة إيران الكبرى في خريطة العالم العربي.

قبل عام ونصف، قابلت هاشمي رفسنجاني في أبها وفوق قمة جبلية كان أحد مرافقيه يسألني ولكم أن تحللوا كلمات السؤال المنتقاة: كم يبعد الشمال اليمني من هذا المكان؟ أجبته 300 كيل ويبدو أن بعد المسافة لم يرق له. وفي حفل الاستقبال على شرف السيد هامشي رفسنجاني قدمني إليه مسؤول دبلوماسي إيراني يبدو أنه متابع جيد لما يكتب في الأوساط الثقافية السعودية عن إيران وكنت يومها – مشتعل – بمثلث إيران وحماس وحزب الله وأمامي تحدث الاثنان باللغة الفارسية وحين انتهى حديثهما قلت للدبلوماسي باللغة الإنجليزية: قد لا أفهم ما دار بالحوار ولكنني أفهم قواعد اللعبة.

بعدها جاءني الدبلوماسي ذاته في حديث جانبي وفتح بفمه أدوات التبرير الإيراني لمخاوفنا من البؤر المفتوحة لنفوذ إيران في العالم العربي.

تحدثت معه كسعودي نعتمد دائماً في مواجهاتنا على حقيقتين: سلامة المنهج السياسي وصلابة التماسك الداخلي عندما نكون في أتون أزمة بذيول خارجية.

طلبت منه أن ينتبه إلى مصير الذي ناوأوا منهجنا خلال تاريخ طويل من السياسة السعودية. نحن مطرقة ناعمة، وبتوصيف المصطلح ودلالته انتصرنا حتى بتنا الرقم الأصعب كلاعب سياسي. خاض فيصل وعبدالناصر معركة منهج، ورغم عملقة الخصم وضخامة الاسم والأتباع انظر لصفحة التاريخ التي طوت الحركة الناصرية ومازال فيصل بن عبدالعزيز حياً حتى اللحظة. جرب صدام أن يقف بمئة لواء عسكري على حدودنا، فلم يأخذنا فهد بن عبدالعزيز إلى جبهة الحرب ولكم أن تحكموا على نهاية القصة وكيف انتصرت حقيقتا سلامة المنهج وصلابة التماسك.

دغدغ أسامة بن لادن عواطف الداخل باسم الدين فأثبت الزمن أنه أكبر هارب في التاريخ ومرة أخرى بفضل سلامة المنهج وتماسك الداخل.

وبالأمس فقط تسألني إحدى القنوات الشهيرة: هل تعتقد بخطورة الحركة الحوثية على الداخل السعودي فأجبت: خطورة الإزعاج لن تأخذني من الطمأنينة لأن قراءة الماضي من التاريخ تأخذني إلى استقراء السياسة في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى