أهذه أمة إسلامية مقدسة؟.. أم أمة هلامية مدنسة؟
أهي أمة ذات رسالة خالدة؟.. أم غمة ظلامية راكدة بائدة شاردة هامدة..
اكتب وتجول في ذهني كوابيس حرب تدور في جزء من وطني اليمن.
تحضرني صور متخيلة عن أرملة شاردة في أحد جبال رازح فقدت والدها شهيداً في مواجهة محمد ابن الحسين أوائل أيام الثورة وانتظرت حتى يأتي اليوم الذي يصبح ابن الشهيد مقاتلاً وقتيلاً في صفوف الحوثي..
خلال هذه الفترة الطويلة كنا في صنعاء نستمع لأناشيد الثورة من الإذاعة ونشاهد تلفزيون صنعاء وننعم بأضواء الكهرباء قبل دخولها مرحلة الموت السريري.. وكنا حتى وقت قريب نتابع صحيفة الثورة المكلفة بنشر أهداف الثورة من قبيل إسقاط الواجب.. لا نزال ولو بحكم الفضول نقتفي أخبار وأنشطة الدولة العظيمة التي رددنا بعد فقيه المعلامة الجمهوري سجعه الرنان (دولة عظيمة وماحد يعصي الدولة..) وما تبرح أصداء صوت الفقيه مسامعنا رغم فشل مفاوضات دولتنا الفتية مع بني ضبيان وتعذر محاولات تحرير الخامري من أسار حلف وارسو اقصد الضبيانيين الأشاوس.. كنا نفعل ذلك كله في صنعاء مدينة العز وعاصمة الخطف ودولة نشرة أنباء التاسعة، بينما ظلت أرملة رازح تهدهد رضيعها جرعات اليتم وآهات البقاء تحت رحمة الحوثي ولا تكف عن تذكير رضيعها بروح البطولة التي تشربها والده طوال حياته؛ لكنه لم يجد طريقاً تدلّه على مدارس الثورة ولا وسيلة ترشده نحو كتائب جيشها؛ لهذا تلقفه الحوثي فريسة سهلة وضحية جهل مطبق..
اليوم وبعد سبعة وأربعين عاماً أقولها بصراحة أن الثورة ما تزال بكراً بل ويجب علينا أن نجعل من كل هدف تضمنته مبادئها ثورة مستقلة بذاتها.. ثورة على النفس.. ثورة على الجهل.. ثورة على المتسللين إلى صفوف الثورة.. اليوم يقتضي الواجب إثارة كل الأسئلة المهملة.
لم يعد يهمني من أين جاء الحوثي؟ ولا كيف جرت مراسيم إعداده؟ وبأي معمل نشأت فطرياته؟ وفي تجاويف أي وزارة أو مؤسسة حكومية مدنية أم عسكرية تعزز خيار رفع السلاح في وجه الشعب. كل هذه الأسئلة لم تعد كما أشرت ذات أهمية لديَّ..
الذي يهمني بدرجة رئيسة. كيف يصبح درس صعدة حاضراً في ذاكرة الثورة.. وكيف نتعلم وعي الثورة ونمارس هذا الوعي في سلوك الدولة وفي مناهجنا التعليمية وخططها التنموية وسياساتها لإحلال العدل والمساواة واحترام الجدارة والإنجاز.
لا تهمني كهوف مران ولكن الذي يهمني مبادرة رئيس الجمهورية لتدمير كهوف الولاء الخادع وبدء مرحلة جديدة لا تقبل بالملوثين وإنصاف المواهب وسريعي الانقياد.
مرحلة ثبات على المبدأ واتجاه شجاع نحو تغيير يعيد للثورة اعتبارها وللدولة هيبتها وللمبادئ القها وللشعب منجزاته المغدورة وغده الأفضل..
مرحلة إفاقة وطنية حقيقية تعيد لأرملة رازح ثقتها بعدالة الثورة وتحمي الشباب من شراك الحالمين بمحاكمة الحرية وترويض أبناء الوطن على العبودية..
مرحلة عناية فائقة بتوثيق وقائع ووثائق ومرويات الثورة.. وذلك موضوع حديث قاسٍ لا ينقصه برهان..
صنعاء
12 /9/2009