وطنيون كثر في هذا الوطن الحبيب مدينون للرئيس علي عبدالله صالح باعتذار حار على ما ساورته به أنفسهم من ظنون آثمة تتهم الرئيس بالتقصير والتهاون مع دعاة الإمامة والضلال والكهنوت الذين أطلوا من مقابر التاريخ يقتلون المواطنين في صعدة ويعيثون في الأرض الفساد لتأتي الأيام مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس القائد أكثر وطنية منهم وأشد حرصا على مكتسبات البلاد ولكن الحكمة ميزانه المعهود في الملمات التي تطير فيها عقول الخائفين ويكمن في طياتها الشر وتكثر الأفخاخ التي يثبت الرئيس من جديد أنه لا يزال الأقدر على اجتيازها رغم كل العراقيل.
خطاب الرئيس علي عبدالله صالح صباح الأمس في قاعة الشوكاني احتفاء بالعيد47 لثورة سبتمبر الظافرة، كان تاريخيا بكل ما تعنيه الكلمة.. لفد كان حازما وحاسما وحنونا ودافئا في نفس الوقت..
لفد جاء توصيفه للإمامة المتخلفة الغاشمة البغيضة بالكهنوت دليلا على إلمامه العميق بتاريخ الوجع اليمني، وجاءت دعوته الصادقة لاصطفاف جميع القوى الوطنية في اليمن دليلا على حرصه أن يقطف الجميع أزهار النصر في صعدة، وهي دعوة من الواجب عليهم عدم تفويتها لأن شعبنا قرر أن يلفظ هذه الفئة الحوثية الغاشمة وسيلفظ ولا شك كل من يتواطأ أو يتهاون معها وهذا ليس لائقا بقوى وطنية لا زلنا نؤمل فيها الخير ونحسب عقلاءها لم يزل رأيهم مهابا وصوتهم مسموعا..
إنها لمحطات فاصلة يمر بها يمن الـ22 من مايو المجيد تستلزم أن يتكاتف أبناؤه خلف القيادة الحكيمة لصناعة نصر مستحق على مشروع شرير وعدو آن له أن يندحر ويخسأ.. وشرف كبير لمن يسهم في صناعة هذا النصر. والخزي حليف مؤكد لمن ارتضى أن يكون مع الخوالف.
أكتب هذه الأسطر من داخل قريتي في البلاد التي خرج فيها الأهالي بعد خطاب الرئيس معبرين عن ابتهاجهم وتأييدهم بإطلاق الألعاب النارية التي أضاءت ليل بلادنا تماما كما أضاءت كلمة الأخ الرئيس قلوبنا وكان لسان حالنا يقول:
نسيرُ وأرواحنا تهتفُ *** ونشدو وللأفق نستشرفُ
لأنك من حلمنا تنجلي *** إذا اهتز في الساحة الموقفُ
ٌ
لقائدنا وجيشنا نردد أيضا بادئين ببيت الجواهري الشهير:
"اضرب فإن على الجناة جناحهم *** فيما جنوه وما عليك جناحُ"
واضرب ففي جنبات صدرك مهجة *** شماء من أشواقنا تنداحُ
لك في القلوب مهابةٌ ومحبةٌ *** ولدى الزمان تجدد وكفاحُ
والواهمون لهم غيابة وهمهم *** ولهم شنار القادمات وشاحُ
يتأخرون وأنت أول واصلٍ *** يتقهقرون وأنت لا تنزاحُ
والحق أبلجُ في جبينك ساطعٌ *** فإذا زأرت فكلهم أشباحُ
يا تبع اليمن الجديد سلمت من *** أشراكهم.. وسمت بك الأرواحُ
فليرقد الكهنوت في تابوته *** مهما أبوا أو ألبوا أو ناحوا
لهم الصغار وأنت مجدك في الذرى *** أسد الوهاد وفجرها الوضاحُ