من الواضح أن هناك مؤامرة تحاك ضد اليمن قد تقود إلى تفتيت وحدته شعبا وارضا اذا لم يتدارك اليمنيون حكومة ومعارضة الامر عاجلا بالدخول في حوار وطني جاد يعرف أولا القضايا الخلافية ومن ثم يضع أطرا واضحة وملزمة للحل بعيدة عن التمرد أو العصيان والمطالبة بالانفصال كما هو واقع حاليا في الشمال والجنوب.
ان ظهور حركة تمرد جديدة في تعز باسم الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير التي تطالب باسقاط الحكومة اليمنية واعادة ما سمته رد الاعتبار لمحافظة تعز لهو مؤشر سييء يؤكد ان هناك جهات تريد نقل الصراع من الجنوب الذي يقوده الحراك الجنوبي لفصل جنوب اليمن إلى الشمال من اجل تشتيت جهود الحكومة وشل يدها في مواجهة تمرد الحوثيين والنزعات الانفصالية بالجنوب.
وهذا يعني بكل وضوح مؤامرة واضحة وضوح الشمس ضد اليمن كدولة موحدة والعمل على تفتيته إلى دويلات يصارع بعضها بعضا باعتبار ان اهداف هذه الحركة الجديدة تتماشى مع أهداف الانفصاليين بالجنوب الذين يقودهم الحراك الجنوبي ومع اهداف تمرد الحوثيين بمحافظة صعدة ، الامر الذي يشكل خطورة على اليمن ولا يجب السماح به مهما كانت الظروف باعتبار ان الحكومة ملزمة بحماية وحدة وتراب البلاد وأمن اليمن واستقراره بحكم الدستور والقانون.
فليس من المعقول ان تثير جهات جديدة مطالب واهية باسم تعز وهي تعلم وتدرك ان مطالبها ما هي إلا بلورة لمواقف عدائية جديدة تحركها جهات لها مصلحة في عرقلة اي حوار وطني بين اليمنيين خاصة بعدما رفض المتمردون الحوثيون الاستجابة لشروط الحكومة بالدخول في حوار لإنهاء العمليات الحربية بصعدة وايضا بعدما صعد الانفصاليون بالجنوب مواقفهم المطالبة بفصل جنوب اليمن ورفع شعارات تؤكد ذلك بكل وضوح.
ان المطلوب من اليمنيين تفويت الفرصة على المتربصين ببلادهم شمالا وجنوبا ووسطا، وهذا لن يتم إلا بالترفع عن المطالب الخاصة والدخول في حوار وطني جاد غير مشروط يعرف أولا القضايا الخلافية ومن ثم يضع لها حلولا ملزمة للجميع وان هذا الحوار ممكن في ظل تأكيد الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح رغبتها الأكيدة في حل جميع الخلافات حتى مع الحوثيين والحراك الجنوبي عبر الحوار الوطني حفاظا على وحدة اليمن وترابه ارضا وشعبا.
من المؤكد ان هناك جهات يمنية تصطاد في الماء العكر وتحاول تشتيت جهود الحكومة ومساعيها الجادة لحل التوترات في جنوب اليمن والحرب الدائرة حاليا في صعدة عبر نقل التمرد لمناطق أخرى بدعاوى واهية يجب ألا تنطلي على اليمنيين.
فالقضية اكبر من مجرد مطالب هنا وهناك وهي متعلقة بوحدة اليمن التي ليست محل مساومة ولذلك فعلى اليمنيين إدراك هذه الحقائق قبل فوات الأوان باعتبار ان ما يحدث حاليا ببلادهم مؤشر خطير لا يجب السماح به.
ان جميع اطراف النزاع باليمن مطالبون بجعل الحوار الوطني البناء عنوانا لحل أزمات بلادهم المستفحلة شمالا عبر تمرد الحوثيين ،وجنوبا من خلال الحراك الجنوبي الانفصالي وأخيرا تمرد تعز الجديد الذي سيغذي تمردي الشمال والجنوب، الامر الذي يجعل الاوضاع تتطور وتتجاوز الخط الأحمر.