أرشيف الرأي

أزمة الحج.. وأصحاب الفيل الجدد!

منذ حو إلى أسبوع أثار ساسة طهران تصريحات ضد السعودية غير مبررة ولا مفهومة.. اصطلح على تسميتها ب"أزمة الحج الإيرانية".. وبدا من خلال هذه التصريحات أن طهران تقصد الشر عن سبق إصرار وتريدها عوجا..

وانهالت بعد تصريحات نجاد وخامنئي حول الحج، تصريحات مشابهة من آيات قم ومشهد، فحواها أنه ليس من حق المملكة أن تمنع المسلمين من أن يحولوا موسم الحج إلى فعالية كبرى للتظاهر ضد قوى الاستكبار العالمي وإعلان البراءة(!).. والغرض لا يبدو أنه مجرد ترديد "الصرخة" (المعروفة في إيران ولدى الحوثيين في اليمن) وإنما كمبرر لأحداث الشغب في المملكة وإفساد الركن الخامس في الإسلام، كما هو دأبهم عبر التاريخ..

ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ويحيق المكر السيئ بأهله؛ بل ويريد الله أن يعري حقيقة هؤلاء كلما أمدهم بطغيانهم، ويفضح حقيقة معتقدهم، وهو ما بدا جلياً عندما دعا ممثل خامنئي في مدينة "مشهد الإيرانية أحمد علم الهدى في خطبته يوم الجمعة الماضي (30أكتوبر) والتي نقلتها وكالة "فارٍس" الإيرانية إلى جعل قبلة المسلمين "مشهد" بدلاً عن مكة!! "لأن بلاد الحجاز (السعودية) -حسب قوله- أصبحت ضحية الوهابية والعراق محتلة، ومدينة "مشهد" وحدها يجب أن تكون قبلة للمسلمين".

تصريحات خامنئي ونجاد حول الحج هي أكبر دليل على أن نظام إيران الحالي هو نظام شرير ودموي وهو وراء الفتن والحروب المشتعلة في أكثر من مكان في العالم الإسلامي، ولعل مثالها الأبرز جرائم أزلامهم الحوثيين في صعدة شمال اليمن .

وتصريحات ممثل خامنئي في مشهد تدل على أن الدين الذي يدين به هؤلاء ليس الإسلام.. بل هو "المجوسية" التي هزمها الإسلام فأرادت أن تمارس طقوسها من خلاله عبر التشيع، ولم يتبق لديها من الإسلام سوى قبلة الصلاة.. فيريد هؤلاء حالياً أن يجعلوها جهتهم، بدلاً عن القبلة التي قال عنها الله تعالى: "فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ"..

وللتأكيد فإن تصريحات هذاالرجل ليست هفوة لسان، بل هي جزء من اعتقاد الشيعة.. ففي كتبهم أنه لا تقوم الساعة حتى تهدم الكعبة وينقل "الحجر الأسود" إلى كربلاء، ومن شعرهم في ذلك:
"وعن حديث كربلا والكعبة .. لكربلاء بان علو الرتبة"

المبتدئون في معرفة خبث ساسة طهران وكرادلة المشروع الشيعي كانوا يظنون أن أقصى ما يريده هؤلاء الساسة والكرادلة هو إحداث القلاقل في المملكة وإسقاط نظامها، لكي يتسنى للشيعة الإشراف على الحرمين بحيث يتحقق لهم الزعامة الدينية في العالم الإسلامي..

لكن مجوس طهران ومشهد وقم لا يريدون ذلك، لأن بقاء القبلة في بلاد العرب، هو أمر مرفوض عندهم أصلاً، حتى وإن كانوا هم المشرفين والحكام، وهذا أو ذلك أبعد عليهم من عين الشمس...وسيحفظ الله الإسلام والأماكن المقدسة والمملكة العربية السعودية واليمن من شر هؤلاء، وسيحمي الله بيته بنا، لا بطيره الأبابيل، كما حدث مع إبرهة وأصحاب الفيل.

وللتبيه، فإن هذا الموسم يصادف فيه الوقوف بعرفة يوم الجمعة.. وهذا يحمل دلالة معينة عند الشيعة تذكرنا بأحداث الشغب والتخريب الذي سبق وأن قاموا بها في موسم الحج عام 1407ه.

واللافت أن هناك اهتماماً إسرائيلياً تجاه التهديدات الإيرانية للمسلمين في موسم الحج، ومع اطمئناننا أن السلطات السعودية هي على قدر المسؤولية وأكثر، وأن موسم الحج سيمر بأمان إلا أننا نقول لساسة طهران وكرادلة المجوس في مشهد وقم أن أي حركة إرهابية سيحاولون القيام بها لإفساد حج المسلمين وخلق الرعب جوار بيت الله الحرام.. سيكون بالضبط بمثابة النهاية المحتومة لدولتهم الشيطانية، تماماً كما حدث لدولة أصحاب الفيل.

الختام لشاعر صعدة غائب حواس:

يا ثورة كم قيل إسلامية.. لكنها ثارت على الإسلامِ
من بدلوا الأنساب بالأنصاب أو .. من بدلوا الإسلام بالأزلامِ
الشاتمين نظام أمريكا وهم.. في بابها من أرخص الخدامِ

 

زر الذهاب إلى الأعلى