لا مجال للتعامل مع الاعتداء الحوثي على الأراضي السعودية، والذي راح ضحيته عدد من رجال حرس الحدود غدراً، ناهيك عن بعض المدنيين، إلا بالرد الرادع وكسر شوكتهم، وبشكل حاسم وسريع. فما تجرأ عليه الحوثيون ليس بعمل عابر، بل هي عملية مدروسة ومعروفة الأبعاد. فما يريد الحوثيون فعله هو التصعيد مع السعودية للهروب إلى الأمام من ورطتهم في اليمن، وقبل هذا وذاك، خدمة أهداف الإيرانيين التي أبرزها إشغال المملكة العربية السعودية بجبهة مشتعلة، وعلى الحدود السعودية.
فمنطقة جبل دخان، أو الحدود البرية السعودية مع اليمن، هي منطقة ملتهبة أساساً بعمليات تهريب السلاح، وكذلك عمليات تسلل مقاتلي «القاعدة» إلى الأراضي السعودية، ولذا فإن الهدف الواضح لما أقدم عليه الحوثيون من اعتداء على الأراضي السعودية، وعلى رجال سلاح الحدود، هو إرباك الحدود السعودية، وإشغالها، بحيث يستفيد الحوثيون من شحن مشاعر البعض في الداخل اليمني، وإشغال حرس الحدود السعودي لكي يستفيد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي من هذه الظروف، وبالتالي يتسنى لهم التسلل إلى داخل السعودية، والأمر الآخر هو أن طهران تريد إرسال رسالة إلى الرياض مفادها أن إيران على مشارف الحدود السعودية.
وبالطبع فإن احترام سيادة وأراضي اليمن أمر محسوم بالنسبة للسعوديين، وهو ليس مجال تساؤل، أو مساومة، وهذا ما سمعته من مسؤول سعودي، وبشكل واضح، إلا أن التصدي للحوثيين، وكسر شوكتهم، ما هو إلا دعم كامل لليمن، وقبل هذا وذاك، هو حفاظ على أمن السعودية، وحق من حقوقها بعد أن تجرأ الحوثيون على أراضيها، وسيادتها.
وعندما نقول كسر شوكتهم فالمعنى واضح وهو تلقينهم درسا قاسيا، ليكون عبرة لهم، ولعملاء إيران في المنطقة، فالأمن السعودي، والأراضي السعودية ليسا موقع مساومة، كما أن ما يحدث ليس نتاج مشاكل داخلية في اليمن، بل هو نتاج تدخل خارجي في الأراضي اليمنية تطور إلى أن وصل إلى ما وصل إليه على الحدود السعودية.
فالدعم الإعلامي، وتزويد الحوثيين بالأسلحة من قبل إيران، وهو أمر أعلنته الحكومة اليمنية مرارا، وآخر تلك الأحداث السفينة التي أوقفتها السلطات اليمنية، وتقوم بالتحقيق مع طاقمها الإيراني، حيث اتهمتها بتمويل الحوثيين بالأسلحة، ما هو إلا دليل واضح على حجم تورط طهران في هذا الصراع المراد منه تحويل اليمن إلى أرض صراع ومصدر قلاقل.
وكما قلنا، مرارا وتكرارا، فإن أمن اليمن ووحدته خط أحمر، وإن ما يحدث في اليمن خطر على أمن السعودية القومي، وعلى دول الخليج أيضا، ولا يجب التهاون في هذا الأمر على الإطلاق، أو تركه مسرحاً للوساطات الزائفة لكل من يريد البحث عن دور بمنطقتنا، وعليه فطالما أن الحوثيين تجرأوا على الأراضي السعودية فإن الرد المناسب يجب أن يكون في كسر شوكتهم، كما تفعل الرياض اليوم، لأن في ذلك رسالة مهمة لمن يستسهلون اللعب بأمن السعودية واستقرارها، رسالة مفادها أن الثمن مكلف جدا.