آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

سلاح الحكمة لليمن`

قلوبنا في البداية والنهاية مع اليمن وقلوبنا عليه، لكن لما يحدث اليوم مقدماته منذ شهور بل سنوات، والغفلة لا تبرر الغفلة، والتجاهل لا يقود إلا للمزيد من التجاهل والنسيان. ما يحدث اليوم، فيبلغ للأسف، ذروته الدموية، هو نتيجة لإرهاصات متأججة منذ زمن، وقد بلغ هذا المبلغ لأن الجميع سمح له بذلك.

ولم يكن حساب الأوضاع اليمنية شأناً داخلياً خالصاً مسألة صحيحة، لا من الناحية السياسية، ولا من الناحيتين المنطقية والأخلاقية. هي أوضاع مؤثرة في الجزيرة العربية كلها، وفي المحيط العربي كله، أما نسيان ذلك مجدداً، فيجيّر لصالح حالة التشرذم خليجياً وعربياً ليس إلا، والسؤال عن قصور أو تقصير تعاون مجلس التعاون يصبح في هذه الحالة سؤالاً حالاً وملحاً وعادلاً، فالأبواب مفتوحة على اليمن على الصعيد النظري، وهناك صلات وعلاقات خاصة في المطلق، وبشكل خاص تحت عنوان الرغبة المتجددة في الانضمام إلى منظومة مجلس التعاون، ومن هنا فإن ما آلت إليه الحالة اليوم يعد في التقرير السوي مسؤولية مشتركة بقدر أو آخر.

وقد نبهت “الخليج” في السنوات والشهور الأخيرة غير مرة، إلى التنور الذي يكاد ينفجر في اليمن “السعيد” مشيرة في سياقات ومناسبات عدة معظمها من هذا النوع، إلى أن ما تحت الرماد وميض نار، وأن آثار النار سوف تتجاوز اليمن إلى المحيط المجاور، وأبعد من ذلك، نتيجة الترابط التاريخي والمصيري، وباعتبار أن لعبة السياسة لا تعود في بعض مراحلها لعبة تحت السيطرة.

الآن، وقد حدثت هذه الأحداث المرفوضة المؤسفة، فلا بد من الدعوة المخلصة إلى استعمال سلاح العقل والحكمة مقابل سلاح الحرب، وللمملكة العربية السعودية الشقيقة الحق يقيناً في الدفاع عن أرضها وأمنها ودول مجلس التعاون تقف ويجب أن تقف إلى جانبها دفاعاً عن حدودها وأمنها والذي هو أمن جميع دول المنطقة.

والتصدي لكل مثيري الفتنة والنزاعات، والثقة راسخة في حكمة العاهل السعودي الملك عبدالله، بحيث تتجاوز منطقتنا الواحدة هذا المأزق الجديد.

إن القضية اليمنية في صميم التطلع العربي نحو غد أفضل، لكن الأمل المعقود تحت هذا العنوان المتفجر لا يتحقق بالكلام المجرد، وإنما بالفعل المبادر والإيجابي والمدروس، بدءاً من تفعيل منظومة مجلس التعاون لتصبح منظومة مؤثرة ولها حضورها.

وقيام اليمن بتحمل مسؤولياته من أجل إطفاء نار الفتنة بالخطوات والاجراءات التي تلم صفوف الشعب اليمني وتمنع أيادي الفتنة من الإضرار بلحمته، ولعل ما يحدث الآن في اليمن خير برهان على أن مصالح البلدان في المنطقة تتأثر سلباً وإيجاباً بما يجري في أي واحد منها، ما يجعل تعاونها أكثر إلحاحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى