أرشيف الرأي

"تحسبه موسى.. يطلع فرعون"

"تحسبه موسى.. يطلع فرعون" هذا المثل الشعبى يطلقه عامة الناس على الشخص الذى يظنون أنه أهل للخير ورمز للطيبة وحُسن النية، ثم يفاجأون به على عكس تلك الخصال.. هكذا تتعامل الصحف الحكومية الآن الموالية للحزب الوطنى وأمانة السياسات مع عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق.

منذ اللحظة الأولى لإعلان عمرو موسى، عن نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، ظن كهنة الحزب أنه يمزح، لكن ما إن أعلن في حديث صحفى "إن من حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة أن يطمح لمنصب يحقق له الإسهام في خدمة الوطن".. بعدها أصبح موسى، هدفاً لحملة شرسة ومنظمة من جانب الصحف الحكومية.

موسى أطلق لخياله العنان متناسيا صعوبة المعركة التى يمكن أن تواجهه، فلم تقتصر الحملة ضده على الصحف، بل شارك فيها بعض أركان النظام كان أبرزهم الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الذى قال في حوار مع جريدة "المصرى اليوم"، "عمرو موسى- وغيره من الدبلوماسيين- اختار طريقاً لا يسمح له بالانخراط في حزب سياسى، لأنه التحق بالعمل الدبلوماسى، وكان وزيراً للخارجية، وهو أمين عام ح إلى لمنظمة دولية، إذن هو اختار الطريق «المسدود»".

تصريحات الدكتور سرور جاءت بمثابة الخيط الذى التقطه أحد كهنة لجنة السياسات، وبدأ ينسج خيوط حملته لتهديد وردع عمرو موسى.

ربما تكون المرة الأولى التى يتعرض فيها مسئول بهذا المستوى لحملة تشويه من هذا النوع.. والتى تشير بوضوح إلى أن هؤلاء الكهنة ومن يحركهم مستعدون لعمل أى شىء، بحق أى شخص مهما كان موقعه، ومهما بلغ من مكانة.. لمجرد تفكيره في الاقتراب من تلك المنطقة المحظورة والمحرمة، فالرسالة التى يودون إرسالها للجميع أنه لا حصانة لأحد!!.. ومن يخرج عن طوعنا فنحن له بالمرصاد!!

بعيداً عن "هرطقة" كهنة أمانة السياسات، فإن عمرو موسى الذى قضى عشر سنوات كاملة وزيراً للخارجية يتمتع بكاريزما، كما يتمتع بسمات شخصية تميزه عن غيره ممن تولى هذا المنصب الرفيع، فهو صاحب ملامح مصرية موحية، وصوت معبر، فضلا عن رصيد هائل من الذكاء والخبرة في التعامل مع "الميديا" فهو دائما جاهز وعلى أهبة الاستعداد لتزويد الصحفيين بكلمات رنانة، ترضى فضولهم، وتصلح مانشيتات براقة لصحفهم.. هذه المانشيتات، رغم جاذبيتها، إلا أنها في الواقع لا تسمن ولا تغنى من جوع لأنها ببساطة مجرد ديباجة كلامية فارغة المضمون.

الهجوم الضارى على موسى، كشف عن تناقضات فاضحة لما يدور في أروقة أمانة السياسات.. فبالأمس كان موسى أبرز رجال السلطة ويدها السياسية اليمنى التى تنفذ رؤيتها الخارجية بحذافيرها.. اليوم يقف على الشاطئ الآخر خصما تستهدفه صحفها، كعدو لدود وتهدده بكشف المستور.. ويا لكثرة المستور عند موسى.. فالنظام الحاكم في مصر وضع قواعد صارمة لمن يرغب في اللعب معه والاستفادة من مميزات سلطته المطلقة!!

جريمة موسى، والتى لا يمكن أن تغتفر من وجهة نظر صحف الحزب الوطنى، أنه أراد أن يستفيد من بقايا شعبيته المزعومة لدى العامة، باللحاق بقطار الرئاسة السريع.. هذه الرغبة اعتبرها الحزب وأعوانه خيانة عظمى، وانتهازية وقفز فوق الكراسى بطريقة غير المتفق عليها.

إن استهداف موسى، سيتصاعد تدريجيا وسينضم لذلك كل يوم كاهن جديد بهدف تخويفه وترويعه، من أجل كسب ثقة النظام.. في ظل هذا الهجوم الشرس أصبحت خيارات موسى محصورة في أحد أمرين لا ثالث لهما، إما التراجع بسرعة البرق نادما على فعلته الشنعاء في حق أولياء نعمته، وإسدال الستائر إلى الأبد على طموحاته السياسية الواسعة فى، مقابل تسوية الأمر مع السلطة ومن ثم تلك الصحف التابعة لها، بشكل يليق بدبلوماسى مخضرم مثله، أو الإصرار على السير ضد التيار، وتحمل النتائج مهما كانت العواقب وخيمة!؟.

لقد أخطأ موسى تحت تأثير عشقه للأضواء عندما تصور للحظة أن بإمكانه أن يضرب بعصاه البحر فيعبر بسهولة من جامعة الدول العربية إلى شرم الشيخ مقر الرئاسة والحكم حاليا، اعتقادا منه أن القوى السحرية والطاقات الخرافية الراقدة وسط جبال سيناء المقدسة قادرة على أن تحول موسى إلى فرعون!!

تحسبه موسى.. يطلع فرعون" هذا المثل الشعبى يطلقه عامة الناس على الشخص الذى يظنون أنه أهل للخير ورمز للطيبة وحُسن النية، ثم يفاجأون به على عكس تلك الخصال.. هكذا تتعامل الصحف الحكومية الآن الموالية للحزب الوطنى وأمانة السياسات مع عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق.

منذ اللحظة الأولى لإعلان عمرو موسى، عن نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، ظن كهنة الحزب أنه يمزح، لكن ما إن أعلن في حديث صحفى "إن من حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة أن يطمح لمنصب يحقق له الإسهام في خدمة الوطن".. بعدها أصبح موسى، هدفاً لحملة شرسة ومنظمة من جانب الصحف الحكومية.

موسى أطلق لخياله العنان متناسيا صعوبة المعركة التى يمكن أن تواجهه، فلم تقتصر الحملة ضده على الصحف، بل شارك فيها بعض أركان النظام كان أبرزهم الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الذى قال في حوار مع جريدة "المصرى اليوم"، "عمرو موسى- وغيره من الدبلوماسيين- اختار طريقاً لا يسمح له بالانخراط في حزب سياسى، لأنه التحق بالعمل الدبلوماسى، وكان وزيراً للخارجية، وهو أمين عام ح إلى لمنظمة دولية، إذن هو اختار الطريق «المسدود»".

تصريحات الدكتور سرور جاءت بمثابة الخيط الذى التقطه أحد كهنة لجنة السياسات، وبدأ ينسج خيوط حملته لتهديد وردع عمرو موسى.

ربما تكون المرة الأولى التى يتعرض فيها مسئول بهذا المستوى لحملة تشويه من هذا النوع.. والتى تشير بوضوح إلى أن هؤلاء الكهنة ومن يحركهم مستعدون لعمل أى شىء، بحق أى شخص مهما كان موقعه، ومهما بلغ من مكانة.. لمجرد تفكيره في الاقتراب من تلك المنطقة المحظورة والمحرمة، فالرسالة التى يودون إرسالها للجميع أنه لا حصانة لأحد!!.. ومن يخرج عن طوعنا فنحن له بالمرصاد!!

بعيداً عن "هرطقة" كهنة أمانة السياسات، فإن عمرو موسى الذى قضى عشر سنوات كاملة وزيراً للخارجية يتمتع بكاريزما، كما يتمتع بسمات شخصية تميزه عن غيره ممن تولى هذا المنصب الرفيع، فهو صاحب ملامح مصرية موحية، وصوت معبر، فضلا عن رصيد هائل من الذكاء والخبرة في التعامل مع "الميديا" فهو دائما جاهز وعلى أهبة الاستعداد لتزويد الصحفيين بكلمات رنانة، ترضى فضولهم، وتصلح مانشيتات براقة لصحفهم.. هذه المانشيتات، رغم جاذبيتها، إلا أنها في الواقع لا تسمن ولا تغنى من جوع لأنها ببساطة مجرد ديباجة كلامية فارغة المضمون.

الهجوم الضارى على موسى، كشف عن تناقضات فاضحة لما يدور في أروقة أمانة السياسات.. فبالأمس كان موسى أبرز رجال السلطة ويدها السياسية اليمنى التى تنفذ رؤيتها الخارجية بحذافيرها.. اليوم يقف على الشاطئ الآخر خصما تستهدفه صحفها، كعدو لدود وتهدده بكشف المستور.. ويا لكثرة المستور عند موسى.. فالنظام الحاكم في مصر وضع قواعد صارمة لمن يرغب في اللعب معه والاستفادة من مميزات سلطته المطلقة!!

جريمة موسى، والتى لا يمكن أن تغتفر من وجهة نظر صحف الحزب الوطنى، أنه أراد أن يستفيد من بقايا شعبيته المزعومة لدى العامة، باللحاق بقطار الرئاسة السريع.. هذه الرغبة اعتبرها الحزب وأعوانه خيانة عظمى، وانتهازية وقفز فوق الكراسى بطريقة غير المتفق عليها.

إن استهداف موسى، سيتصاعد تدريجيا وسينضم لذلك كل يوم كاهن جديد بهدف تخويفه وترويعه، من أجل كسب ثقة النظام.. في ظل هذا الهجوم الشرس أصبحت خيارات موسى محصورة في أحد أمرين لا ثالث لهما، إما التراجع بسرعة البرق نادما على فعلته الشنعاء في حق أولياء نعمته، وإسدال الستائر إلى الأبد على طموحاته السياسية الواسعة فى، مقابل تسوية الأمر مع السلطة ومن ثم تلك الصحف التابعة لها، بشكل يليق بدبلوماسى مخضرم مثله، أو الإصرار على السير ضد التيار، وتحمل النتائج مهما كانت العواقب وخيمة!؟.

لقد أخطأ موسى تحت تأثير عشقه للأضواء عندما تصور للحظة أن بإمكانه أن يضرب بعصاه البحر فيعبر بسهولة من جامعة الدول العربية إلى شرم الشيخ مقر الرئاسة والحكم حاليا، اعتقادا منه أن القوى السحرية والطاقات الخرافية الراقدة وسط جبال سيناء المقدسة قادرة على أن تحول موسى إلى فرعون!!

العنوان الأصلي: موسى.. وفرعون!!

زر الذهاب إلى الأعلى