شعر وأدب

حِقدُ النَّارِ ..

يا موطنَ الحبِّ والإيمانِ معذرةً
إنْ عَقَّكَ اليومَ بالعصيانِ أشقانا

ما كنتُ أحسبُ يوماً أنْ أرى ذَنَبَاً
يقدِّمُ الدَّمَ للنيرانِ قُربانا

وأنْ أرى صَنَمَاً للشرقِ وجهتُهُ
يُفلسِفُ الحِقدَ بالإسلامِ بُهتانا

وأنْ أرى معشراً عُميَاً لهُ تبعٌ
يقودُهمْ لجحيمِ الحربِ قُطعانا

وأنْ أرى قومَ أعلامِ الهدى سَنَدَاً
للجاهلينَ وللأذنابِ أعوانا

أخُصُّ مَنْ ضُلِّلوا بالوهمِ فاندفعوا
خلفَ السرابِ ، فهلْ يلقونَ غدرانا؟!

مَنْ يدَّعونَ بأنَّ العقلَ منهجُهم
وليسَ للعقلِ عندَ القومِ برهانا

وأيُّ عقلٍ لمنْ أعطى لعُنصُرِهِ
فضلاً بعرقٍ ؟!! أكانَ العرقُ ميزانا؟

شِعارُهُ "(أَنَا خَيرٌ) ؛ إنَّ لي نَسَبَاً
حاشا أكونُ معَ الأعرابِ صِنوانا"

فأينَ (أكرَمَكُمْ) تقوىً أمَا علموا
قدرَ التقيِّ غريبَ الدارِ (سلمانا)؟

وراحَ يزرعُ حِقدَ النَّارِ تفرقةً
للمؤمنينَ يبثُّ الجهلَ أفنانا

ويدَّعي عِصْمَةً للآلِ متخذاً
مِنْ وَهمِ دعواهُ دونَ الحقِّ سلطانا

فأوجبَ الطاعةَ العميا لحوزتِهِِ
ألغى بعِصمتِها عقلاً وقرآنا

تراهُ يلبسُ ألقاباً مقدَّسةً
ليمنحَ النَّاسَ بالشيطانِ إيمانا

فآيةُ اللهِ في طهرانَ يمنحُهمْ
إلى الجِنانِ مفاتيحاً وأكفانا

آياتُهم في العراقِ الحُرِّ تُلبِسُهمْ
بقتلِ إخوانهم تقوىً وإحسانا

وهمْ - بلبنانَ - (حزبُ اللهِ) ، وحدهموا
وغيرهمْ سقطوا كفراً وخسرانا

وهمْ - بصنعا - شبابٌ مؤمنونَ لهمْ
حقُّ الوصايةِ حُكَّاماً وكُهَّانا

لهمْ بصعدةَ آياتٌ توجِّههمْ
لقتلِ إخوانهمْ ظلماً وعدوانا

يُعاملونَ كمرتدٍ مخالفهم
بزعمِهمْ (ناصِبِيٌّ) صارَ شيطانا

منْ أينَ جاءوا بفكرٍ لا وجودَ لهُ
عبرَ القرونِ سوى في قلبِ (طهرانا)

جاءوا بفكرٍ عقيمٍ لا يؤيدهُ
أعلامُ صنعا ، اسألوا أعلامَ (شوكانا)

زيديَّةُ الآلِ لمْ تعرفْ عقائدُها
تلكَ الضلالاتُ أشكالاً وألوانا

عودوا لأعلامِها هلْ كفَّروا أحداً
مِنَ الصحابةِ؟! أو حَطُّوا لهُ شانا ؟!

أمَا قرأتمْ بآي الفتحِ ترضيةً
عنِ الصحابةِ أنصاراً لعُثمانا

يُبايعونَ رسولَ اللهِ قاطبةً
أثنى عليهمْ رضىً ربِّي وإيمانا

ترى علمتمُ بهمْ غيرَ الذي علمَ ال
رحمنُ؟! كلا،وحاشا الصحبُ كِتمانا

يا قومَنا حكِّموا القرآنَ ، واتَّبِعوا
نهجَ الرسولِ ، فمَنْ يشري الهوى هانا

ياقومَنا حكِّموا تاريخكمْ ، ودَعوا
فكراً دخيلاً ، ولا تصغوا لمنْ خانا

ثوبوا إلى رشدِكمْ واستمسكوا بهدى ال
مُختارِ (كونُوا عِبَادَ اللهِ إخوانا)

لمَ التمرُّدُ؟ مَنْ يجني فوائدَهُ؟
وهلْ تُعَمَّرُ بالأحقادِ أوطانا؟!

أمَا قرأتمْ كلامَ اللهِ (واعتَصِمُوا)
(تعاونوا) ، شيدوا بالحُبِّ بنيانا

(عَلى شَفَا حُفرَةٍ) كُنتمْ فأنقذكمْ
منها الرحيمُ ، أمَا تخشونَ نيرانا؟

دعوا التطرُّفَ كونوا (أمَّةً وسطاً)
لِتَشهَدوا .. أَشهِدوا في الخيرِ عدنانا

طهَ عليكَ صلاةُ اللهِ ما خفقتْ
فينا القلوبُ وما التكبيرُ نادانا

إنَّا بُرَاءٌ - رسوالَ اللهِ - مِنْ نَفَرٍ
عاثوا فساداً فكانوا شَرَّ بلوانا

لمْ يرعوا في مؤمنٍ إلاً وما حَفِظوا
عهداً وما احترموا في الدارِ جيرانا

إنَّا بُرَاءٌ مِنَ الإرهابِ أجمعُهُ
مِنَ الفسادِ الذي أبكى وأدمانا

لبيكَ يا وطني الغالي بأفئدةٍ
تفديكَ ، جئناكَ شِيباناً وشُبَّانا

نحنُ العقولُ وما شَحَّتْ بحكمتِها
نحنُ الأطباءُ في تطبيبِ مرضانا

نحنُ الأرقُّ قلوباً في الهدى وكذا
نحنُ الأسودُ بساحِ الحربِ شُجعانا

كأنَّنا جَسَدٌ إنْ يشتكِ ألماً
لَبَّى الجميعُ وباتَ الليلَ سهرانا

إنْ يفتُكِ الداءُ في عضوٍ وليسَ لهُ
بَرءٌ سِوى البترِ لنْ نُبقِيهِ ، مَنْ كانا

ابتِرْ فديتُكَ يا جيشَ الهدى ذَنَبَاً
أنتَ الطبيبُ ، ولنْ نَبكِيهِ أحزانا

فأنتَ مِبضَعُ هذا الجسمِ تُنقِذُهُ
أنتَ الضِمادُ إذا اجتثيتَ طغيانا

حَطِّمْ فديتُكَ في ساحِ الوغى صَنَمَاً
وانثُرهُ في الوحلِ ؛ إنَّ الحقَّ قدْ بانا

أنتَ الأمانُ لهذا البيتِ تحفظُهُ
مِنَ الشتاتِ إذا ما الدهرُ عادانا

إليكَ يا جيشَنا المِقدامَ نرفعُها
تحيَّةَ الحُبِّ والإجلالِ عِرفانا

تحيَّةً يا صقورَ الجوِّ نُرسِلُها
مَعَ الغمامِ لكمْ رَوحَاً وريحانا

تحيَّةً للأيادي البيضِ أبعثُها
لقائدِ الشعبِ إسراراً وإعلانا

أزفُّها بوفاءِ الشعبِ صادقةً
ما دُمتَ راعٍ لأعلانا وأدنانا

يا موطنَ الحُبِّ والإيمانِ معذِرةً
إنْ خانني الشِّعرُ تصويباً وإتقانا

نظمتُها منْ فؤادٍ ملؤهُ ألمٌ
شَيَّدتها بالوفا والحُبِّ أركانا

أُهديكَ قلبي وأنغامي وخاطرتي
تحيَّةً في شِفاهِ الحرفِ ألحانا

24/12/2009م

زر الذهاب إلى الأعلى