آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تناقضات الوزير الطائر

في الأسابيع الأخيرة كثرت هفوات معالي وزير الخارجية أبو بكر القربي وبطريقة شدت إليها انتباه الأشقاء والاصدقاء..

القربي في هذا اليوم يتهم إيران بدعم المتمردين، واليوم الثاني يصرح بأن اليمن لا زالت تحقق في مسألة الدعم الإيراني، وفي اليوم الثالث يتحدث عن دعم مرجيعات وليس دعم دولة، وفي اليوم الرابع يقول إن اليمن تربطها علاقات متينة مع إيران.. وهكذا.. إذا زار القربي مصر يدلي بتصريحات "للأهرام" أو "لليوم السابع" توافق هوى مصر وإذا زار قطر يتحدث عن اتفاقية الدوحة وإذا زار الرياض يصرح من هناك ألا حوار ولا اتفاقيات مع المتمردين..

الأستاذ صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق كتب ( وآخرون) أكثر من مقال في أكثر من وسيلة إعلامية عربية ينتقدون فيها أسلوب القربي ويطالبون صنعاء بموقف واضح من أصدقائها وغرمائها..

وكما هي تصريحات معالي الوزير الطائر حول تمرد الإماميين في صعدة تأتي كذلك تصريحاته فيما يتعلق باليمن والقاعدة و"ثالثهما" أمريكا.. حيث استرسل الرجل في الترحيب بتدويل اليمن وعمل على تضخيم خطر القاعدة وعن التنسيق العسكري واللوجتسي مع واشنطن وكيف أن اليمن لا يستطيع بمفرده مقاومتها (أملاً في الدعم) إلى أن فوجئت صنعاء باحتشاد دولي مريب يرمي لجعل اليمن" باكستان أخرى" لتتراجع حدة الترحيب والتضخيم ويضطر نائب رئيس الوزراء د. رشاد العليمي إلى عقد مؤتمر صحفي الخميس قال فيه كلاماً مدروساً بعناية يرمم من خلاله هفوات الوزير الطائر.. على أن المؤتمر الصحفي حوى هفوة لوزية هي أكبر من هفوات القربي حيث قال معالي وزير الإعلام: "إن الاهتمام الإعلامي العالمي باليمن دليل على المكانة التي وصلت إليها!!".

يقال (ولم أعد أذكر من الذي قال) إن الرئيس على عبدالله صالح أصبح هو وزير الخارجية الحقيقي بعد أن اقتنع برداءة أداء الوزير القربي، ولكن فخامته لم يخطر وزير خارجيته بالكف عن التصريحات في المطارات، فالناس يلتقطون ما تقول اليوم ويقارنونه بما تقوله غداً وبما قلته يوم أمس، والدبلوماسي الناجح هو الذي يتمتع بذاكرة ثاقبة وانتقاء دقيق للمفردات ويا حبذا يتحاشى المقابلات الصحفية المطولة التي إما توقعه في تناقضات أو تضطره لقول حقائق عن استراتيجية بلاده لا يجوز كشفها في ذلك الوقت حتى لا يعمل الخصوم حسابهم ويحتاطون لها..

وفي عالم الدبلوماسية يكفي أحياناً اختيار لون البدلة وربطة العنق أثناء مهمته هذه أو تلك لكي تعطي الانطباع الكافي لدى الأطراف المستهدفة..

لاحظوا معي أن تحرك القربي لا يمكن أن يتعدى حدود القاهرة والرياض أما في العواصم الغربية فهناك دبلوماسيون يمنيون يعتبر القربي تلميذاً في حضرتهم.

( كل هذه السطور كتبت على هامش زيارة عثمان صالح محمد وزير الدولة للشؤون الخارجية في ارتيريا وهي دولة تعد دبلوماسياً أنجح بكثير من الجمهورية اليمنية)..

صعدة.. حوثي وفساد

إذا كانت الدولة لا تكترث بتعيين الأكفاء وأهل النزاهة في كل مناطق اليمن التي تعيش أوضاعاً طبيعية فمن صالحها أن يكون ممثلوها في النقاط الملتهبة وخصوصاً محافظة صعدة (التي ليس للدولة سلطة فيها إلا على مدينة صعدة) على قدر من الثقافة والنزاهة والحزم.. هناك شكاوى من مسؤولين فسدة وجهلة يجعلون من الحوثي والدولة في نظر المواطنين وجهين لعملة واحدة!

موضوع متعلق:

صنعاء... المطلوب لغة مفهومة! صالح القلاب

زر الذهاب إلى الأعلى