آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

آليات توافق "أصدقاء وأبناء اليمن"

يجتمع "أصدقاء اليمن" وأشقاؤه مع أبنائه في ‏العاصمة البريطانية، لندن الأربعاء، 27 كانون ‏الثاني 10م استجابة لدعوة رئيس الوزراء ‏البريطاني غوردون براون لعقد مؤتمر دولي يبحث ‏المسألة اليمنية بتعقيداتها السهلة!

سهولة التعقيدات ‏الصعبة ظاهرياً، تكمن في معرفة حلول وأبعاد ‏بواعثها الداخلية والخارجية وانعكاساتها على اليمن ‏وجواره، وتتلخص في بُعدين اثنين: التنمية بفروعها ‏الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والأمن الداخلي ‏والإقليمي والدولي. أو ما يقال عنه توأمة "الأمن ‏والتنمية". ‏

الملاحظ أن ناتج متابعة دولية دامت ثمانية عشر ‏شهراً سيعرض في ثُمن يوم أو أقل تحديداً، بجانب ‏لقاء تقويمي لما تمخّض عن مؤتمر المانحين بلندن ‏في تشرين الثاني 2006م، بلندن أيضاً. من الواضح ‏أن حصيلة المؤتمر اللندني الأول من الوعود لم تَرِد ‏بشكل كامل بعد. وفي تصريحات متصلة بهذا الشأن ‏أرجع وزير الخارجية د. أبو بكر القربي هذا التأخير ‏إلى "آليات المانحين"، وفي الجهة المقابلة يرجع إلى ‏‏"آليات (الممنوحين)" وظروفهم وحالتهم الراهنة!‏

الحالة أو المسألة اليمنية تتقاطع فيها الأسباب ‏السياسية والأمنية والاقتصادية وتناقضاتها ‏وتنوعاتها الاجتماعية، وهي مسألة لا يغفل عنها ‏المجتمع الدولي، وإن شوشت رؤية معظمهم تجاه ‏‏"الركن اليماني"، إلا أنها استرعت اهتمامهم ‏مؤخراً، لاسيما والخطوات متسارعة ومتوازية بين ‏تعويق مسيرة التنمية وإقلاق الأمن وبين مواصلة ‏مسيرة التنمية وإثبات وجود الأمن بإجراءات ‏استباقية وخطوات تبدو أحياناً مدروسة.‏

تبقى مسألة عدم توافق الأصدقاء على الآليات هي ‏جذر التأخير، سواء بسبب غياب الآليات لدى البلد ‏الممنوح حسبما تردد عن الجانب اليمني، أو ‏حضوره لدى البلدان المانحة، حسبما تأكد لدى ‏الجانب اليمني. يُذكر أن بعض تجارب لمؤسسات ‏يمنية منها "الصندوق الاجتماعي للتنمية" -إن لم ‏تكن الوحيدة ولم يسرِ عليها بعد "قانون التدهور"- ‏نجحت وأثمرت ثقة وتقدير المجتمع الدولي، فهي ‏واحدة من الآليات المطمئنة، إلا أن أسباباً غير توفّر ‏أو عدم توفّر آلية يمنية، سيبديها الأصدقاء لرئيس ‏الوفد اليمني رئيس مجلس الوزراء د.علي محمد ‏مجور الذي يُرجى منه البدء ب"تحسين صورة ‏اليمن" لدى أصدقائه دون أن يَعمد إلى دحض ‏إعلامي لما يذهب إليه "أعداء اليمن" -إن جاز ‏التعبير!‏

لقد توافق "أصدقاء اليمن" على نظرتهم تجاه اليمن، ‏من المنتظر أن يتمخّض عن التلاقي الدولي اليمني ‏الإعلان عن تكوين "مجموعة أصدقاء اليمن". ‏

ومما يهدف إليه المؤتمر اللندني الطارئ عن اليمن ‏أيضاً، إيجاد آلية لتوافق "أصدقاء اليمن" مع "أبناء ‏اليمن" على آليات مشتركة مجدداً لاستيعاب المنح ‏وتطوير أساليب الدعم. وأولى خطوات التوافق تبدأ ‏من إعراب "العربية السعيدة" بوفدها إلى لندن عن ‏الثقة بالنفس من خلال معلومات دقيقة ودراسات ‏معدة بشكل يكتسب -ما لم يعزز- ثقة الأصدقاء في ‏جدية خطوات الحكومة "المجورية" نحو التنمية ‏والأمن والإصلاح واحتواء كل اليمنيين، وإن لم ‏يحصد دعماً مادياً مباشراً لحظة انعقاد المؤتمر -كما ‏أعلن. ‏

يتطلب اجتياز هذا الاختبار إثبات المقدرة الداخلية ‏الحقة ليس على مواجهة التحديات -كما يقول جانبنا ‏اليمني المحتاج إلى الدعم الخارجي أبداً- إنما على ‏استيعاب أي آلية ترعى وتخدم المصالح المشتركة ‏لكل اليمن وكل أصدقائه. وأيضاً الدحض العملي -لا ‏الإعلامي- لما تتناقله وسائل الإعلام، وعدم ‏الاقتصار على مؤتمرات صحفية أو بيانات انفعالية ‏تعكس ولو عن غير قصد حالة "إعاقة استيعاب" ‏الآخر وآلياته.‏

زر الذهاب إلى الأعلى