أرشيف الرأي

حُباً بالله.. أوقفوا قرع الطبول

هنالك كلام مختلف لا بد أن يقال لكل طرف على حدة .. وكلامي اليوم موجه لأصحاب الطبول الذين يصرون على تخديرنا أن الوطن بألف خير بينما نحن نشعر بأناته في ضلوع الارض وفي عيون الناس.. وما دونته هنا هو خواطر محزون ليس يملك شيئا يقدمه قربانا لبلاده سوى كلمات صادقة من القلب..

ف بعيداً عن التعصب المقيت والتزييف العقيم وتقديس البشر؛ جميعنا يحب اليمن.. هي الوطن وهي ما سيبقى لنا وللأجيال القادمة من بعدنا.. لن يخلّد الزعماء أو الفاسدون.. جميعهم ذاهبون وجميعهم محاسبون.. ونحن ايضاً محاسبون..

أيّها المطبلون الكرام:
زمن الجهل والتعتيم انقضى، والحقيقة تظهر دوماً، ولم يعد الشعب يستقي أخباره من مصادركم البراقة؛ بل صار الوجع والفزع في واقعنا هو المصدر الرسمي الصادق.. لم يعد بإمكانكم إنكار الواقع وتصويره على غير ما هو عليه..

"اليمن بألف خير".. رباه أين الخير في هذا الوضع الذي يسير فيه قطار الحقن المناطقي الأعمى بلا فرامل ودونما توقف.. هذا أقسى ما يعانيه اليمن اليوم.. تمزيق النسيج وصناعة المسافات الشاسعة بين قلوب أبناء الوطن الواحد..

"اليمن بألف خير".. مثل هذه العبارة في مثل هذا الوضع تثير الغثيان وتستمطر بعض القنوط.. اليمن يئن من اقصى الشمال إلى أدنى الجنوب.. والتدهور لم يعد مقتصرا على جوانب المعيشة بل لقد طال الإنسان (روحه وحياته).. كما أن المخاطر طالت كل ثابت ومقدس في بلادنا بداء من الثورة التي سالت لأجلها دماء خيرة رجال اليمن ووصولا إلى الوحدة المباركة مصدر فخرنا وأساس كرامتنا.

اليوم: أخوان لنا يقتلون.. أطفال لنا يقصفون.. والشعب يعاني من الفقر والجهل.. اليمن اليوم دولة فاشلة بكل المقاييس
وعلى شفا جُرفٍ هار ما لم يتوقف هذا النزيف العنيف.. نزيف المبادئ ونزيف الدماء ونزيف الأحلام. نحمد الله على كل حال..

الاعتراف بوجود مشكلة هي الخطوة الرئيسية لحل المشكلة.. وكفاكم تصفيقاً وتطبيلاً.. ولا تدّعوا الوطنية والوحدوية وانتم تمارسون الانفصال بأبشع صوره.. بوعي أو حتى دون وعي منكم.

فلتكن كلماتنا صادقة وولاءنا للحق وللوطن.. ولنحتو أخوة لنا بدلاً من دفعهم إلى اتجاه معاد للوحدة وراكض خارج مضمار الهوية..

رفقاً بالوطن.. رفقاً بالوحدة..
حُباً بالله
أوقفوا قرع الطبول
أيقظوا صوت الضمائر
ابعثوا من غيابة النفس روح ثائر..

زر الذهاب إلى الأعلى