يتفطر القلب كمدا وهو يرى سقوط مدوي للأعلام الرسمي في اليمن الذي وصل بهم الحال إلى استخدام ألفاظ لا يليق بقدسية الصحافة إن تسقط فيها كما طالعتنا افتتاحية الثورة (فليمت طراطير السياسة بغيظهم) ابتهاجا بنجاح مؤتمر لندن..
(مع أن نجاح مؤتمر لندن مرهون بعدم خرق السيادة اليمنية أو الوصاية علية وهو ما ستكشفه الأيام القادمة) واصفة كل من كانوا وما زالوا متخوفين من التدخل الأجنبي والوصاية الأمنية عليه بأشنع الأوصاف وأقسى العبارات
ونحن لن نرد عليهم وما أود قوله لإخواننا من كتبة القصر والباحثين عن الترقيات ليتكم تكتبون بهذا القدر من الوطنية والحماسة العالية عن طراطير الفساد المالي والإداري في البلاد الذين أنتجوا كل هذه الأزمات وأضحى استمرارهم اليوم يهدد السلم الاجتماعي..
والوحدة، بل والبلاد، بأكملها كما نود تطمينكم يا اخواننا من كتبة القصر انه ليس هناك كارهون لأوطانهم بل هناك وجهات نظر مختلفة في الرأي والمواقف وتفاوت في درجة حياة الضمير وتفاوت في حجم حب الوطن..
فثمة من يحب وطنه بنهب المال العام واستغلال المنصب لمصالحه الشخصية وثمة من يحب وطنه بأن يقبل أن يتهرب في صهريج للماء آلاف الكيلو مترات إلى دول الجوار ليأكل مما كسبت يداه وثمة من يحب وطنه بنفاق معتق يحول الأوضاع المتردية والإخفاقات إلى منجزات ومعجزات وثمة من يقول الحق ويقدم النصح بأمانة ولو على قطع رزقه أو عنقه..
نحن مواطنين يحق لنا أن نسأل الحزب الحاكم عن حاضر أوضاع البلاد التي نعيشها وعن مستقبل أولادنا الذين سنورثهم مستقبل مجهول ولا جواب يلوح بالأفق لكل أزمات البلاد فبعد إن كان الحسم في صعده سيستغرق عدة أيام تراجع إلى عدة أسابيع ومن أسابيع حتى إلى ما لا نهاية ومنها إلى اعتراف الحكومة على لسان وزير الخارجية بأنها لا تستطيع الحسم رافعة الراية البيضاء..
شخصياً أتوقع أن يصدر الحوثي بيانا يطالب المسؤلين بتسليم أنفسهم إلى اقرب نقطه عسكرية لجماعته ومع ذلك لا تزال الحرب من المنجزات عند بعض البطانات السيئة..
ومن ثم إلى قضية الجنوب الذي تزاد توترا يوما بعد يوم وهي اليوم أشبة بالحرب الأهلية لولا تمسك بعض القيادات في الحراك بأن يكون نضالهم سلميا , الحراك بداء بمطالب شرعية وهو اليوم يطالب بفك الارتباط وبداء غالبية كبيره من أبناء الجنوب تؤيد مطلبه بعد عن أخذوا فكره سيئة عن وحدة تجارية فاسدة سرعان ما تكشفت عوراتها ومع ذلك فانا وغيري الكثيرين لدينا القناعة التامة..
إن هذه الدعوات ما هي إلا نتاج مسببات ستزول هذه الدعوات بزوالها وان الوحدة راسخة في قلوب كل اليمنيين إلا الذين يصرون على عدم إعطاء أخوننا في الجنوب حل عادل لقضيتهم وخاصة بعد دفنهم لتقرير باصرة الذي تناول جذور من الأزمة الجنوبية..
والنهب المنضم والعمل بكل تفاني من اجل قطع الطرق أمام الاعتراف بمطالبهم الشرعية والوصول إلى حلول تعيد للوحدة اعتبارها وللجنوبيين الثقة فيها..
نحن مقبلون على جرعه جديدة تشهد فيها ارتفاع الأسعار المشتقات النفطية والتي بدورها ستؤثر على ارتفاع جميع السلع بما فيها المواد الغذائية التي باتت بعيدة المنال عن أيدي كثيرا من المواطنين الذين مات معظمهم تدفقا بين أرجل مسيرات مرشح الحزب الحاكم فهل هذه الجرعة هي منجز من المنجزات وتكملة للبرنامج الانتخابي ليكون حقق النجاح 100% بعد أن قطع العهد على نفسه مع من انتخبوه بيمن جديد ومستقبل أفضل..
المواطن اليمني اليوم يفقد الأمل بالعملية السياسية برمتها وهو يجزم يقينا أن الديمقراطية الشكلية لن تكون طريقا للتغيير فلا الحزب الحاكم قادرا على إنقاذ البلاد من الهرولة نحو الانهيار ولا المعارضة تستطيع أن تشعل حراك يعمل على موازنة القوى السياسية في البلاد وبين فشل الحزب الحاكم وجمود المعارضة فان الدبابات والمصفحات لا غيرها تنتظر صدور المواطنين أذا ما صرخوا جوعا أو احترقوا نارا من لهيب أسعارا ترتفع بوتيرة عالية..