اختلطت الأوراق من جديد وعاد التوتر بين السلطة والمعارضة في اليمن على خلفية بيان حوثي وأعلن الإرياني فشل الحوار..
مهزلة.. والرئيس علي عبدالله صالح هو إنسان يراجع نفسه عندما يجد من يراجعه، لكن، للأسف، يندر من يقوم بهذا الدور فجل أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر وكذا كثير من الوزراء وكبار المسؤولين يبرمجون أنفسهم وفقاً لمزاج فخامته ولا أحد منهم ينوره إذا زل..
وبالتأكيد أن لمؤتمر لندن دوراً في فشل الحوار بين السلطة والمعارضة حيث تحول الأخيرون في نظر الخطاب الرسمي إلى طراطير في أزقة السياسة، وظهر للسلطة أن الحرص الدولي على دعمها وتسديد خطاها يغنيها عن الارتماء في حضن الحوار مع القوى السياسية الفاعلة في الداخل، وهذا بحد ذاته سيصدم ويفاجئ من أعلنوا دعمهم للسلطة في مائدة لندن.
لابد أن يشعر الرئيس باحترام وتوقير كافة أبناء اليمن حتى لا يضطر للانتصار المعنوي لنفسه عن طريق إدخال البلد في معمعة العناد والنبش في قواميس الطرطرة والتحقير.
ولابد أن تشعر المعارضة أنها شريك محترم في القضايا المصيرية المتعلقة بأمن البلد ووحدته، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية..
ولعله ليس أمراً مشرفاً للسلطة أو للمعارضة الإعلان عن فشل الحوار.. والمتأمل في حقيقة الوضع السياسي في اليمن يدرك أن المسألة ليست فساد نوايا بقدر ما هي أخطاء أساليب وهفوات إساءة متبادلة توغر الصدور وتضع الأشواك في طريق الوفاق..
ما فات شيء بعد.. والخوف الحقيقي اليوم هو أن يتم فهم كل ما يحدث في اليمن في الثلاث السنوات الأخيرة على أنه تهيئة مدروسة لإلغاء الديمقراطية التي يؤدي السير الطبيعي فيها إلى استحقاق 2013 الذي يفرض على الرئيس علي عبدالله صالح مغادرة الكرسي..
بالتالي، يقوم الرئيس بصنع ظروف ومعايير جديدة من شأنها دفع اليمنيين طوعاً إلى نسيان المعايير الأولى والقبول بما تحتمه الضرورات القاهرة..
إذا كان الأمر كذلك.. فعلى الإخوة في اللقاء المشترك إبداء المرونة الكافية تجاه هذا الأمر و"أن يقطفوا لها من حين" حتى يوفروا كل هذه الأزمات على البلد، طالما والرئيس لا يزال هو اللاعب الأقدر على تغيير مجرى الرياح!!