كان خبر انتخاب المحافظين خبر ممزوجا بالحسرة بالنسبة لي حيث رأيت أنه إجراء سابق لأوانه في اليمن لأن التجربة الانتخابية ومفهوم الاختيار الأمثل على حسب الأكفأ والأجدر، لم يصبح نقيا بإرادة المواطن بعيدا عن الولاءات الحزبية والتعصبات القبلية،
وهذان العملان لا زالا يؤثران في إرادةالناخب في جميع مراحل الانتخابات التي مرت بها بلادنا، ما أوصل شخصيات رديئة لا تمت إلى واقع العمل بصله سواء على مستوى النيابية أو المحلية ..
وما زاد الطين بلة هو إضافة المحافظين إلى السلسلة، والحقيقة أنه أوجد محافظين للعديد من المحافظات لم يكونوا على قدر المسئولية ولو بأبسط الأمور، ومن هذه المحافظات محا فضة صعده لأنه كان المواطن البسيط أمثالي يتساءل دوما : كيف أستفحل خطر الحوثي بصعده إلى هذا الحد .. ألا توجد قيادة سياسيه وطنيه تقود هذه المحا فضه وتقع على مسئوليتها معرفة كل صغيره وكبيره في هذه المحا فضه ..؟
نفسي الشك في تواطؤ القيادات الكبيرة في هذه المحا فضه ما سمح للحوثي أن ينشر فكره بسلام ويعيث بالعقول فسادا بهدوء وخلال الحروب الستة السابقة وما فيها من أخفاق في حصر نشاط هذه الفئة الباقية ..
كان يتبادر إلى الذهن أن هناك خيانات داخليه تعتمد على المصالح الذاتية على حساب مصلحة الجميع وتسعى للاستفادة من هذه الشر ذمه وتعتبر الحرب بقرة حلوب تسعى لحلبها واستنزاف كل ما يصل إليها لمصالحه الشخصية، وكان خبر القبض على فارس مناع تاجر السلاح الذي أثبتت التحريات والبحث ألمخابراتي تواطئه مع الخارجين عن القانون ثم أعقبه حبر عزل محافظ صعده أخ التاجر المقبوض عليه ..
ولأن المصالح تضاربت فقد أصبح الآخر يسعى للدفاع عن أخيه رغم معرفته أنه أضر بالبلاد وخالف القانون ورغم ما أشار إليه المحافظ المعزول من أن هناك متورطين آخرين أعلا شأنا من أخيه ..
وعليه.. يبدو لي أن هناك أسرارا سيتم فضحها وأوراق سيتم كشفها، وعلى الدولة والقضاء أن يتعامل مع القضية بعدل وقوة، ليتم معاقبة المجرمين مهما علا شأنهم.. ولا يسعنا هنا سوى أن نشد على يد الحكومة فقرار عزل أي فرد نتيجة للأضرار بمصلحة الوطن يجعل الآخرين يعتبرون ويتعظون، وننتظر المزيد من القرارات الحاسمة التي تبتر الأعضاء الفاسدة من جسد الوطن فالقائمة كما يبدو لي طويلة جدا.