[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إلى متى التأجيل؟!

ألا يلاحظ الجميع معي أن حكاية التأجيل في اليمن هذه زادت شويه عن حدها في السنوات الأخيرة.. فالأول تأجلت الانتخابات النيابية ثم تأجل الحوار التالي وهاهو الحوار الآخر يتأجل.. ما السر في هذا التأجيل؟ من الذي يحمل نية سوداء في استمرار الوضع كما هو؟ من الذي يضع العقدة في المنشار؟ من يستغل من؟ من يكذب؟ ومن يصدق؟ من يصنع الأزمات ويستغل الأوضاع ويثير الفتن؟

نسمع جميعا تصريحات هؤلاء ونقرأ ما يكتبون ونلاحظ أن بين كلام هذا وذاك كلاما آخر غير معلن وأمورا أخرى غير واضحة لأنه لو كانوا صادقين فمن هو المتسبب إذن في هذه العرقلة إذا كان الجميع يتغنى بحب الوطن ويؤكد رغبته في الحوار فأين تكمن المشكلة؟ ولماذا لا يتفق الجميع إذا كان الوطن هو الفيصل؟!!!

لكن بقاء الأمور على حالها واستحداث الأزمات وتبادل الاتهامات يؤكد أن ما يعلن ليس هو ما يحدث وأن للسياسة وجها آخر وألاعيب ولا علاقة لهؤلاء بالوطن.. أنهم مزايدون ومرابون يسعون خلف مصلحتهم.. وبين هؤلاء هناك ضحيتان الشعب والوطن ضحايا المصالح الذاتية..

وفي ذات الوقت الذي صار التأجيل هو السمة الرسمية لإدارة أمور البلاد صار كل شئ مؤجلا في حياتنا؛ فحتى المشاريع تعثرت وتأجلت إلى أجل غير مسمى وهذه المشاريع النائمة قسرا بأمر من المستفيدين لا تنفض عنها غبار الكسل والنوم إلا إذا وجدت انتخابات فتتجدد الحركة وتدب.. فالطرق تمسح، وأقول تمسح فقط ولم أقل تزفلت، والمباني ترفع في عجالة سريعة على طريقة الأكلات السريعة كالهمبرجر.
وقد كادت في العام الماضي بعض المشاريع أن تتحرك لكن جاء التأجيل فتأجل إتمامها ولا زال التأجيل ساريا حتى إشعار آخر..

ورغم أن القاعدة والحكمة الذهبية التي درسناها قديما ونكررها دوما تقول "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" لكي لا تصبح الأمور عشوائية ومكركبة إلا أننا أصبحنا نرددها كالبُلهاء دون معرفة معناها أو بمعنى اصح أن الذين يفهمون معناها ليسوا سوى مواطنين لا حول لهم ولا قوة في حين لا يعي المسئولون معناها وهم أصحاب الكلمة العليا في إصدار الأوامر والقرارات..
ولا زال السؤال جاريا ومطروحا أعجز شخصيا عن الإجابة عليه ولا أتوقع أن يجيب عليه أحد سوى السادة المسئولين الذي أتوقع ألا يعنيهم الأمر في شيء: إلى متى التأجيل؟!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى