آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عيد الإعلاميين اليمنيين الثاني

يحتفل الإعلام اليمني في الـ19 من مارس بعيد الإعلاميين هذا العام بتكريم كوكبة من رجال الإعلام في مختلف المؤسسات الإعلامية في تقليد سنوي رائع يعكس معاني الوفاء والعرفان لرجال قدموا زهرة شبابهم وكل إبداعاتهم من أجل خدمة الإعلام اليمني والرقي

فكانت لهم إسهاماتهم في تطوير الرسالة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية كل في مجال تخصصه في ظل ظروف أقل ما يقال عنها اليوم إنها كانت صعبة من حيث الأداء والتنفيذ وشحيحة من حيث المال والصرف على الإعلام وقاسية من حيث محدودية الحرية وممرضة- بضم الميم وكسر الراء - وأحياناً مميتة من كثرة الضغوط النفسية والإصابات بالأمراض نتيجة( الفجائع) والملاحقات والسجون خاصة في ظل الظروف الحرجة والصراعات المتلاحقة التي عانت منها البلاد والعباد قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو1990م.

ما علينا ذاك عهد قد ولى وأصبح في حكم التاريخ فنحن أبناء الـ22 من مايو 90م وتكريم الرواد سنة حسنة واعتراف بفضلهم المتقدم في الوصول إلى ما يعيشه الإعلام اليمني اليوم من تقدم وتطور وحرية تعبير وتنوع يشمل مختلف الأطياف ومكونات النسيج الاجتماعي والسياسي. وكم نحن بحاجة ماسة إلى أن نجعل عيد الإعلاميين في كل عام محطة للوقوف والتقييم والتشخيص والتمحيص والمصارحة والمكاشفة لسلبياتنا في مجال الإعلام .. لكننا يا صحاب لازلنا من هواة الإنجاز في اللحظة الأخيرة.

لماذا لا نبدأ من اليوم التالي لعيد الإعلاميين بالإعداد والتحضير للعيد القادم ؟ على أن نخصص كل عيد في كل عام لقضية محددة في مجال الإعلام نشبعها بحثاً ودراسة وتمحيصاً وتقييماً وما يأتي عيد الإعلاميين بعد عام إلا وقد حددنا المعالجات والحلول والإجراءات التنفيذية وهكذا كل عام نحدد قضية واحدة للعام الذي يليه وألا نكتفي بالتكريم ومنح الشهادات والتصوير أمام كاميرات التلفزيون وإلقاء الخطابات ثم ينتهي الأمر إلى أن يأتي عيد الإعلاميين العام القادم لنبدأ قبله بأسبوعين أو شهر نتذكر أن لدينا عيد الإعلاميين.

وفي الاحتفال بعيد الإعلاميين هذا العام سيتم تكريم وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) كمؤسسة رائدة في العمل الإعلامي استحقت الريادة لما قدمته وتقدمه من خدمات للإعلام اليمني وما حققته من قفزات نوعية في المجالين الصحفي والتقني وشهادتنا نحن العاملين في(سبأ) من صحفيين وفنيين وإداريين( مجروحة) بكل تأكيد كون ذلك يدخل في إطار الحديث عن الذات أو(العروسة تشهد لها أمها) لكننا في (سبأ) راضون بتقييم الآخرين لنا سواء من الأساتذة والزملاء الإعلاميين في المؤسسات الإعلامية الأخرى أو في الصحف الأهلية والحزبية أو من قبل زملاء اعلاميين عرب سنحت لهم الفرصة بزيارة(سبأ) وقد سمعنا الكثير من الإعجاب والإشادة من إعلاميين عرب زاروا(سبأ) خلال العشر السنوات الماضية وهم لم يكونوا مجاملين وإنما كانت شهاداتهم نابعة مما شاهدوه وقارنوا به مع وكالات أنباء يعملون بها وتمتلك من الإمكانيات الصحفية والمالية الشيء الذي يفوق ما تمتلكه (سبأ) أضعافاً مضاعفة ولا وجه للمقارنة طبعاً.

والحديث عن وكالة الأنباء اليمنية( سبأ) كما قلت سابقا حديث عن الذات كوني أحد الصحفيين العاملين بها.. ولكن هذا لا يمنع من نقل علامات مضيئة عنها كمؤسسة رائدة في مجال الإعلام اليمني، فمثلاً هي وكالة الأنباء العربية الثانية التي تمتلك مركز بحوث ومعلومات بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد وكالة الأنباء الكويتية وهي وكالة الأنباء العربية الوحيدة التي لديها صحيفة يومية تصدر كل صباح وهي من وكالات الأنباء العربية الرائدة والمتميزة في المجال التقني واستخدام التكنولوجيا.

ولي تجربة عمل مراسل لسبأ في الرياض وسمعت من زملاء صحفيين سعوديين وعرب الثناء على وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) خلال المؤتمرات الصحفية والمؤتمرات والندوات العربية والدولية المختلفة التي عقدت في الرياض عندما كان الزملاء يشاهدون أني أتواصل مع(سبأ) من قاعات الفعاليات مباشرة من خلال نظام تقني يسمى الاتصال عن بعد بذاكرة الوكالة التقنية ففي نفس الوقت الذي أحفظ فيه المادة الصحفية في صفحة محددة بهذا النظام وأنا في الرياض يكون الزميل الصحفي بقاعة التحرير في(سبأ) بصنعاء يتعامل مع المادة الصحفية مباشرة وما هي إلا دقائق ويشاهد الزملاء الذين بجواري في الرياض مادتي الصحفية عن الفعالية منشورة على موقع (سبأ نت) الإلكتروني مع الصور، واستغرب الكثير منهم وجود هذا النظام لدى(سبأ) بينما هم يتواصلون مع وكالاتهم عبر البريد الإلكتروني وبعضهم بالفاكس ومنهم الكثير الذين كانوا يحملون صورة أخرى عن(سبأ) واليمن عموماً. وأكثر ما شد انتباه الزملاء ليس السرعة فقط وإنما الشفافية والحرية وعدم وجود حراس بوابات للمادة الصحفية في(سبأ). ولا أخفيكم سراً إني كنت أشعر بالزهو عندما أشاهد زملاء في نفس اللحظة يستفيدون مما بثه موقع (سبأ نت) حول أي فعالية وخاصة ما يتعلق باليمن وحتى بعض المراسلين العرب في الرياض قالوا لي صراحة إنهم يستفيدون مما يبثه موقع (سبأ نت) حول الفعاليات اليمنية التي تنعقد في الرياض عندما يصيغون موادهم الصحفية لوسائلهم الإعلامية.

ولسبأ تجربة متميزة ليس في مجال إنتاج المواد الإعلامية(أخبار- تقارير إخبارية – صور -) بل في تنويع المنتج الصحفي والإعلامي الصادر عنها وهذه تجربة أكاد أجزم أن(سبأ) تنفرد بها بين الوكالات العربية ولا أبالغ هنا فلديها رسائل إخبارية قصيرة عبر الموبايل كخدمة عامة ورسائل إخبارية قصيرة أخرى عبر الموبايل تتعلق بأخبار المحافظات بمعنى ان كل محافظة يتم إرسال أخبارها عبر الموبايل للمشتركين فيها فقط وهي أول مؤسسة إعلامية أدخلت خدمة الرسائل الإخبارية عبر الموبايل في اليمن باللغتين العربية والإنجليزية وهي أول وكالة أنباء عربية تصدر صحيفة يومية ( السياسية) ولديها اهتمام كبير بالتحرير الأجنبي والترجمة ليس من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية وإنما من اللغات العالمية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية إلى العربية).. كما تصدر (سبأ) ملاحق صحفية متخصصة مع صحيفة «السياسية» وكتباً ودراسات وأبحاثاً وهذا تنويع للمادة الصحفية والخبرية ولديها مطبعة متواضعة وهذا العام 2010م سوف تمتلك مطبعتها الخاصة لطباعة صحيفتها اليومية (السياسية) .

وأهم ما تمتلكه(سبأ) هو الكادر الصحفي المؤهل الذي يتعامل مع التقنية الحديثة بمهارة عالية ولا تستغربون إذا قلت لكم إن (سبأ) منذ حوالي عشر سنوات تقريباً لم تعد تعمل بالورق والأقلام وإنما من خلال أجهزة الكمبيوتر والتعامل مع التقنية الحديثة . ولم تصل (سبأ) إلى كل ما وصلت إليه..

إلا لأن قيادتها منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أولتها الإهتمام ، فكان الأستاذ يحيى صالح الشوكاني الذي في عهده تم دمج ( وكالة سبأ للأنباء ووكالة أنباء عدن) لتصبح وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وما رافق ذلك من تحديث ولو انه كان بطيئاً جداً وجاء بعده الأستاذ الإعلامي حسين ضيف الله العواضي الذي بدأ قفزات التحديث الصحفية والتقنية في(سبأ) لكنه لم يعمر كثيراً في(سبأ) حيث تسلم منصب وزير الإعلام فجاء الأستاذ الإعلامي المقتدر نصر طه مصطفى ليحقق قفزات نوعية مدروسة في المجالين الصحفي والتقني اعتمدت على تنويع المنتج الصحفي والإعلامي لسبأ وإصدار صحيفة «السياسية» اليومية بنفس جديد ومساحة حرية مسئولة حتى أصبحت صحيفة مقروءة ومحبوبة ومطلوبة صباح كل يوم بالإضافة إلى تميز الأستاذ نصر بقدرة على استقطاب الكوادر الصحفية المؤهلة للعمل في (سبأ) وإعطاء مساحة كبيرة للمبادرات والإبداع إيماناً بأن النجاح يصنعه الإنسان المؤهل ويحافظ على استمراره وتطوره إطلاق روح المبادرة وتنشطه وتنميه مساحة الحرية الممنوحة.

ولازال في جعبة (سبأ) الكثير في قادم الأيام والسنوات ومن حق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بكل منتسبيها أن تفخر بما أنجزته ومن حق كل صحفي وفني وإداري ينتمي إلى ( سبأ ) أن يفرح بتكريم مؤسسته الإعلامية الرائدة في عيد الإعلاميين هذا العام..وللعلم والأمانة والموضوعية والإنصاف أن ما حققته (سبأ) من نجاحات خلال السنوات الماضية كان بجهود المنتسبين إليها جميعاً في مختلف تخصصاتهم الصحفية والفنية والإدارية وهذا ما تؤكده مراراً قيادة الوكالة سواء في عهد الأستاذ حسين العواضي أوالأستاذ نصر طه مصطفى وإن تميزت فترة الأستاذ نصر بالثبات والاستمرارية والتنوع في المنتج الصحفي لسبأ.

زر الذهاب إلى الأعلى