[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

موريتانيا العظمى خط دفاعنا الرسمي الاول

تناقلت وكالات الانباء يوم 21 / 3 / 2010 خبر قطع موريتانيا لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني، في خطوة تاريخية تعاكس تيار الانبطاح الرسمي العربي للكيان الصهيوني ولأمريكا، الداعمة الرئيسية والمشجعة الاهم لغزوات الكيان الصهيوني..

وتقدم القيادة الموريتانية للرأي العام بصفتها قيادة شجاعة لايبتزها التفوق الصهيوني والأمريكي، ولا فقر موريتانيا وصغر حجمها، ولا وجود تيار عربي رسمي غالب ومتغلب انبطح للكيان الصهيوني وصار وكيلا رسميا له يحميه ويدافع عنه علنا وبصورة رسمية أو فعلية، بل بعثت برسالة تاريخية ادخلتها قائمة الشرف والبسالة والتمسك بالحق والحقوق العربية، والتي تشكل موريتانيا احد اهم رموزها .

نعم نحيي القيادة الموريتانية وبشكل خاص نحيي الرئيس الباسل محمد ولد عبد العزيز المنتخب من الشعب الموريتاني والمستناد على قوته ودعمه له، ونقول انتم الان تقفون في صف عظماء البشرية كالمقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية اللتان ابتا الا ان تحملا السلاح بصفته الاداة الحاسمة والاساسية لاستعادة الوطن والحقوق والارض والكرامة والسيادة وليس التفاوض الماراثوني العبثي .

موريتانيا الان بنظر كل عربي واع قوة عظمى بلا ادنى شك، مادامت العظمة تقاس بالمواقف التاريخية الشجاعة وليس بالعدد والمال، فلقد اتخذت القرار الذي يشكل صفعة لأمريكا قبل ان يشكل صفعة للكيان الصهيوني، كما انه يشكل تحديا اخلاقيا ووطنيا وقوميا واسلاميا لعرب تبرعوا لخدمة الكيان الصهيوني وطبعوا معه واستقبلوا زعماءه دون اي مبرر خصوصا وانهم بعيدين عن ساحة المواجهة .

لتعش موريتانيا العظمى بحق وجدارة، وليعش الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لانه اتخذ القرار الذي كان يجب ان يتخده كل زعيم عربي صافح الايادي المغموسة بدم الفلسطينيين والعراقيين، لكنهم عجزوا أو تعاجزوا وفضلوا النوم على اكتاف الكيان الصهيوني رغم انه يذبحنا من الوريد إلى الوريد ويدوس مقدساتنا ويصهينها، بصلف ما كان له ان يصل هذا الحد لولا التشجيع الرسمي العربي له المتمثل بالاعتراف به وابقاء الاعتراف حتى بعد ان شرع الصهاينة بالتخلي عن الحد الادنى من من متطلبات السلام ووجه اوقح الصفعات والاهانات لشركاءه العرب .

لتعش موريتانيا الحرة العربية التي تمثل قلب الامة الان من المحيط إلى الخليج، لان الشعب العربي برمته يبايعها رمزا عظيما للهوية العربية الاسلامية وللرجولة والشرف المضيع مجانا .

ليقف كل موريتاني وطني واسلامي وقومي عربي مع الرئيس الموريتاني، الذي سيتعرض للتأمر الصهيوني الأمريكي والعربي الرسمي، متناسين كل خلاف معه دفاعا عن شرف موريتانيا وكرامتها التي حافظ عليها الرئيس بقراره التاريخي قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني .

ليقف كل عربي حر من المحيط إلى الخليج العربي مع موريتانيا وتحديدا مع رئيسها الباسل محمد ولد عبد العزيز الذي عزز الامل لهذه الامة بابناها المجاهدين، والذين لا يمكن اجتثاثهم مهما تفننت الصهيونية وأمريكا وإيران ونظم عربية في قمع الاصوات الوطنية .

ويبقى امل، ولو انه شبح شبه ميت، في ان الانظمة العربية التي اعترفت بالكيان الصهيوني أو اقامت علاقات معه دون اعتراف رسمي، كقطر التي سجل التاريخ انها اول من بدأ يتنفيذ اهم ما في الاعتراف بالكيان الصهيوني وهو ما اسماه جيمي كارتر ب (التطبيع الشعبي) عبر قناة الجزيرة وهي اهم قنوات التطبيع الاعلامي والشعبي مع الكيان الصهيوني، ان تعيد النظر وتتشجع بخطوة واحدا من افقر واصغر الاقطار العربية .

اخير نكرر: لابد من الاعتراف بان موريتانيا الان قوة عظمى ببسالة ابنها البار الرئيس المنتخب وشجاعة داعميه ورفضهم ابتزاز القوة واتخاذهم القرار الذي يفرضه الضمير الوطني الموريتاني والهوية العربية وتعاليم الاسلام الحنيف، بعد هذا القرار وتشكل خط الدفاع الاول عن مصالح الامة العربية في فلسطين والعراق والاحواز وغيرها .

____________________
* سياسي وكاتب عراقي كبير
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى