[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

شحاتون على أبواب المهانة

يروى أن السلطان قابوس - سلطان عمان - ذهب في زيارة إلى إحدى دول الخليج فاستقبله أبناء شعبه في المطار وهم يحملون السطول ويرفعون المقاشات (المكانس) على رؤوسهم إشارة إلى أنهم شعب مهان لا يعملون إلا مكنسين في الشوارع ومنظفين (للبالوعات) أعزكم الله ..

فلما رأى ذلك المنظر لشعبه تألم لحالهم وبكى وعاد لتوه مباشرة ليقود انقلابا على أبيه، وتسلم مقاليد الحكم وقاد سفينة التغيير بإرادة صادقة غيورة، فأحب شعبه وأحبوه وأنقذهم من المهانة والإهانة إلى العلا .. وها هم اليوم يُغبطون لما ينعمون فيه من سرور وبحبوحة ورغد من العيش .

ويبدوا أن الدور اليوم على الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة، فالكل فيه يشحت من القمة إلى القاعدة، فالفقير يشحت عند أبواب المساجد، والمسكين على أبواب الجمعيات، وهذا من النقطة، وغيره من الجولة، وآخر من حق الضمان، وغيره عامل عيادة أثناء الدوام، وآخر بالسحت وأكل المخصصات، وآخر بحق القات وحق بن هادي وحق الختم وحق الطقم وحق ... الخ .. وهكذا دواليك إلى الشحت من خلال القروض واللهث وراء فتات الدول المانحة .

وللأسف حتى الدول العربية أصبحت تتأفف من رؤية اليمني في بلادها، فهذا مسئول كويتي يصرح بملء فيه ويقول لا نسمح لليمنيين بدخول الكويت؛ لأن أغلبهم يأتون للتسول وليس للعمل .. وأمريكا وأوربا تصنف اليمن ضمن الفئة الثانية التي معناها أن الحكومة اليمنية لا تلتزم حتى بالمعايير الدنيا لقانون حماية البشر بحسب تقريرها عن الإتجار بالبشر لعام 2009م .

وهاهي الصحف تطالعنا يوميا بالجديد لما يحصل لليمنيين من إهانات وخزي ولا يلتفت أحد إليهم من الساسة والكبراء، فقبل أشهر نشرت صحيفة الأهالي تحقيقا مفصلا لما جرى من محرقة ل (18) شابا من منطقة باجل ضبطوا على الحدود السعودية ورشوهم بالبنزين وحرقوهم فصاحوا أنقذونا فرد عليهم الضابط متهكما هي كلمتين إما أن ترحلوا أو تجلسوا تتعفنوا فنحن مأمورين أن نأتي بكم محروقين أو مقتولين .. والأنكى من ذلك ما تناقلته الأنباء في 29/5/2009م خبر ذلك الجندي الذي كسر رجل ابنته (سبأ) أربع مرات ليشحت بها، وقريبا أحبط أمن حرض محاولة لتهريب (11) طفلا للمتاجرة والشحت بهم في أرض الخليج .. وقصص الشحاتة اليمنية على مدار الساعة ..

فيا الله ما أرخص اليمني، هكذا يُفعل به ولا يجد نصرة من حكومة، ولا استقالة من وزير، ولا حتى زيارة من مسئول، ولم يتمعر وجه أحدهم من أجل الرعية .. فالرعاة أرباب بطونهم، أما اليمني فله رب يحميه وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

زر الذهاب إلى الأعلى