قبل أن تدخل بريطانيا العظمى في إحدى حروبها كانت صحف المعارضة البريطنية تهاجم حزب العمال البريطاني الحاكم انذاك لتقصير هنا أوأ همال هناك ؛ وما إن دخلت بريطانيا فعلياً في تلك الحرب توقفت صحف المعارضة عن ذاك الهجوم بل عمدت إلى دعم حزب العمال الحاكم.
وتصادف حينها قيام رئيس تحرير إحدى صحف المعارضة البريطانية بزيارة إلى مصر لإجراء حوار مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقبل بدء الحوار بادره الزعيم جمال بسؤاله عن أسباب تغيير المعارضة لموقفها من الحزب الحاكم من النقيض إلى النقيض، فرد عليه: سيدي الرئيس حين تتعرض بريطانيا لأي اضطرابات أو فتن أو حروب كالحرب التي تجري الآن فإننا نقف جميعاً خلفها مهما بلغت درجة اختلافاتنا مع سياسة الحزب الحاكم.
وهنا أقول أن المعارضة البريطانية بهذا التصرف المنطقي والعقلاني الذي أقدمت عليه استطاعت أن تحوز على إعجاب وتأييد الجميع كونها آثرت أن تضرب عرض الحائط بأي مكاسب سياسية أو مادية كان يمكن الظفر بها من اجل تحقيق مكسب واحد فقط هو الوطن... أقولها مرة أخرى: الوطن.
أما المعارضة لدينا في يمن الإيمان والحكمة فقد آثرت أن تضرب عرض الحائط والسقف معاً بكل مصالح الوطن واستقراره ووحدته لقاء تحقيق بعض المكاسب السياسية أو المادية(وهيهات أن يتحقق لهم ذلك).
وعليه أقول لمثل هؤلاء أن ما تسوقونه من أفكار وأطروحات بغية الحفاظ على الوطن واستقراره ما هي إلا اسطوانة مشروخة لا يمكنها أن تنطلي إلا على الأجيال السابقة بحكم سجيتهم المفرطة، وأميتهم التي فرضت عليهم قسراً آنذاك، أما هذا الجيل الذي تعيشون الآن بين ظهرانيه هو جبل قد تعلم وتثقف وأصبح يفكر ويحلل ويقيم كل ما يدور حوله الأمر الذي وقف حجر عثرة أمام مشروعاتكم وطموحاتكم التي حملت وما زالت في طياتها الكثير من المآرب وهنا أجد لزاما ًعلى توجيه النصح لهؤلاء بأن لا يراهنوا البتة على هذا الجيل والأجيال القادمة أيضاً، ولا أنصحهم فقط بغسل أيديهم من هذا الأمر، بل غسل أجسادهم كاملة وبدش ساخن والذي بدوره قد يؤدي ودون سابق إنذار إلى صحوة مفاجئة لضمائرهم الميتة سريرياً تجاه الوطن، والنابضة بالحياة تجاه مصالحهم ورغباتهم وربما يشعرون بعد تلك الصحوة المفاجئة(إن حدثت) بحجم الجرم الفادح الذي ارتكبوة ومازالوا في حق وطنهم من اجلً جملة من القرارات أو حفنة من الدولارات.
ولست أدري لما لا يضع مثل هؤلاء نصب أعينهم سيرة مناضلان وطنيان فقدناهم جسدين إلا أنهم ما زالا على قيد الحياة في عقولنا وقلوبنا وهما الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ مجاهد أبو شوارب اللذين مثلا بوطنيتهم سداً منيعاً أمام كل ما تعرض له الوطن من فتن واضطرابات وحروب فيما مضى من الأعوام في الوقت الذي كانا باستطاعتهم الزج بهذا الوطن في أتون فتن وحروب لا يخرج اليمن منها إلا ممزقاً(كالذي يسعى إليه مثل هؤلاء) ليحققوا في جراء ذلك مكاسب شتى(كالتي يصبوا إليها مثل هؤلاء).
آمل وأتمنى أخيراً بل وأرجو ويقف معي في ذلك السواد الأعظم من محبي هذا الوطن الغالي أن يخفف مثل هؤلاء الوطأة قليلاً على يمنهم الذي ولدوا وترعرعوا بين أحضانه ونهلوا من خيراته الكثير حتى باتوا فيما هم عليه الآن، وأن يتوقفوا أيضاً عن عملية النفخ في الكير ويعدلوا من أفكارهم وطموحاتهم تلك المحكوم عليها بالوأد سلفاً والتي لن يتمخض عنها(كما يتوهمون) فوز فريق على آخر، بل سيكون الجميع خاسرون في مقدمتهم الوطن إن كا نوا يعقلون ( لقاء مشترك .... من شان شو ) الامر الذي لاجدال علية ان الاسم التنظيمي لاي حزب اوتجمع لابد ان يتبعة الهدف الذي من اجلة انشىْ هذا الحزب أو ذاك التجمع ، فمثلا هناك احزاب وتنظيمات تكونت من اجل تحقيق غاية ما قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو حتى ثورية ،ولكن مايدعو إلى الدهشة والاستغراب هو غياب أو تغييب تلك الغاية أو الهدف عن الذكر في سياق الديباجة العامة لاحزاب اللقاء المشترك، الامر الذي يبعث على التساؤل القائل لقاء مشترك من شان شو؟ هل من اجل دعم اليمن واستقرارة ام العكس؟ هل من اجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للامام ام العكس؟ وهل لترسيخ وتثبيت الوحدة اليمنية ام ياترى العكس؟
بالنسبة لي لم تكن خيارات تغيير السؤال أو الاتصال بصديق أو حذف اجابتين هي من اوصلتني إلى الجواب الصحيح على ذاك التساؤل الذي ورد ذكرة انفآ، بل يعود الفضل إلى استعانتي بالجمهور الذي لم يخذلني بل ايد ظني حين اكد على ان الغايات والاهداف التي انشىء من اجلها تجمع اللقاء المشترك تكاد (ان لم تكن ) تندرج جميعها في باطن كلمة (العكس) الواردة في اعلى السطور ولاتحيد عن ذلك قيد انملة، ولايخفى على الجميع ان الازمات التي مرت بها البلد قد ساعدت في الكشف عن اهداف وغايات احزاب اللقاء المشترك(الغامض سابقآ –المكشوف حاليآ ) فالعديد من الاقنعة قد سقطت وبان المستور و الذي لاينفع لسترة الان لاا وراق التوت ولاحتى اوراق البطيخ.
وختاما اقول ان احزاب اللقاء المشترك لم يغفل اي منها عن ذكر الهدف أو الغاية من انشائة في الترويسة الخاصة بكل حزب ، في حين فشلت عن ذكر ذلك وهي مجتمعة، ويرى العبد للة ان السبب في ذلك الفشل يعود للاختلاف الجذري والتناقض الكبير في ايديولوجية كل حزب عن الاخر، بل وصل الامر ببعضهم حد استباحة احدهم لدماء الاخر ، الامر الذي يفرض سؤالا هامآ وهو كيف يصبح عدو الامس حليفآ اليوم؟
للمشاركة في الاجابة على هذا السؤال والفوز بعشرة الاف قبلة من ثغر الوطن ارسلوا اجاباتكم عبر رسائل sms على الحروف التالية (ح ب ا ل و ط ن )أوعلى الموقع www. الوحدة قدرcom